فولتير رائد الفلسفة الفرنسية.. جمع ثروة من ثغرة في اليانصيب وأثار الجدل طوال حياته
عاد فولتير، أشهر الفلاسفة والكتاب الفرنسيين، إلى باريس بعد أكثر من 28 عاما في المنفى، حيث زاره في 11 فبراير من العام 1778، أكثر من 300 شخص، احتفاء بعودته مرة أخرى.
ولد فولتير لأسرة من الطبقة المتوسطة في باريس، عام 1694، وكانت علاقته بوالده متوترة إلى حد كبير، بسبب تطلعه لدراسة الأدب، وحاول والده إجباره على دراسة القانون، ولكنه رفض ذلك، وانقطع عن دراسة القانون ليتحول لدراسة الأدب، ونشر أولى مسرحياته في عام 1718، تحت اسم فولتير المستعار، باسمه الحقيقي فرانسوا ماري أوريه، لكن فولتير لازمه إلى الأبد.
كتب فولتير في شبابه العديد من القصائد الساخرة التي تتناول العائلات الأرستقراطية في فرنسا، والعائلة المالكة، وتم اعتقاله بسبب تلك القصائد في 1716، وسجن في الباستيل، حيث قضى هناك 11 شهرا، بعد ما كتبه عن الوصي الفرنسي، في قصيدة، بأنه كان على علاقة محرمة بـ ابنته.
تعاون فولتير مع عالم رياضيات يدعى تشارلز ماري دي لاكوندامين، من أجل جمع ثروة كبيرة من خلال ثغرة في اليانصيب، وذلك في عام 1729، ونفذوا الحيلة التي توصلوا إليها؛ ما مكّن فولتير من جمه ما يزيد عن نصف مليون فرنك.
إثارة الجدل حتى على فراش الموت
خلال حياته المليئة بالإبداع والإنجاز الأدبي، كتب فولتير أكثر من 50 مسرحية وعشرات الرسائل في مختلف العلوم، مثل السياسة والفلسفة، والتاريخ، والشعر، ورسائل الأصدقاء التي تخطت الـ20000 رسالة، ويقال إن فولتير كان يمضي أكثر من 18 ساعة كل يوم في الكتابة، وكان يتناول أكثر من 40 كوبا من الكافيين في اليوم الواحد.
واجه فولتير قرارات المنع في الكثير من الأوقات، بسبب دخوله المستمر في مناطق الدين، والأنظمة الدينية، وغيرها، حيث أمرت السلطات بحرق بعض الكتب، وكان مهددًا طوال الوقت بالاعتقال بسبب كتاباته، وكان ينشر تحت الأسماء المستعارة غالبًا من أجل إبعاد الشكوك حوله.
بعد عودته إلى باريس في 1778، لم يمكث إلا شهور قليلة قبل أن يموت، وخلال فترة إعيائه على فراش الموت، زاره العديد من القساوسة، ورجال الدين، من أجل دعوته إلى التراجع عن أفكاره السابقة، لكنه قال لهم: اذهبوا واتركوني أموت بسلام، وبعد موته، دفنه أصدقاؤه سرًا في منطقة الشمبانيا بفرنسا.