الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

احتفاءً بعيد الحب.. كيف عبر مريد البرغوثي عن حبه في ذكرى وفاته؟

الشاعر مريد البرغوثي
ثقافة
الشاعر مريد البرغوثي
الإثنين 14/فبراير/2022 - 05:44 م

14 فبراير، اليوم الذي تُنقش ذكراه في قلوب العاشقين، ذكرى عيد الحب في العالم، وفيه يحتفل العشاق مع ذويهم، كلٌ على طريقته، تارةً بالورود، وتارةً بالكلمات، وآخرون بالأدب وتبادل الأشعار.

ولكن من عامٍ واحد، في مثل هذا اليوم 14 فبراير، كان من نصيب الشاعر مريد البرغوثي أن يحتفل مع زوجته الروائية رضوى عاشور بعيد الحب بشكلٍ آخر، حيث رحل من دنيانا إلى جنةٍ تخلد فيها، يحتفيانٍ معًا بحياةٍ أبدية، تاركين إرثًا لا يستهان به من رسائل الغرام وأشعار الهيام، وأفواه تضرب بهما الأمثال: أرأيتم حب رضوى ومريد؟

كلانا وديع كالعفو.. رضوى عاشور كانت الملاذ لمريد حتى رمقه الأخير

توفيت الروائية والكاتبة المصرية رضوى عاشور في عام 2014، تاركةً خلفها زوجًا عاد كالطفل في غيابها، حتى التقاها بعد ذلك بستة أعوام، وولدًا يبقيه أدبها، ويرث أشعار أبيه، فيقول الشعر بلا توقف، ويحب الأدب بلا غاية.

كتب مريد البرغوثي لزوجته رضوى الكثير من الأشعار، من ضمنها قصيدة أنا وأنتِ، ويعبر فيها عن عشقه الأبدي لها، وكيف أنه لا يستطيع العيش من دونها، يروي فيها لمحات حياته المحتلة، وأنه لطالما اغترب فيها وعشقها، ونص القصيدة يقول:

أنتِ جميلة كوطن محرر
وأنا متعب كوطن محتل
أنتِ حزينة كمخذول يقاوم
وأنا مستنهض كحرب وشيكة
أنتِ مشتهاة كتوقف الغارة
وأنا مخلوع القلب كالباحث بين الأنقاض
أنتِ جسورة كطيار يتدرب
وأنا فخور كجدته
أنتِ ملهوفة كوالد المريض
وأنا هادىء كممرضة
أنتِ حنونة كالرذاذ
وأنا أحتاجك لأنمو
كلانا جامح كالانتقام
كلانا وديع كالعفو
أنت قوية كأعمدة المحكمة
وأنا دهش كمغبون
وكلما التقينا
تحدثنا بلا توقف، كمحامييْن
عن العالم.

كما أنشأ مريد البرغوثي قصيدة باسم رضوى، يعبر فيه عن حبه لها، وعشقه لحروفها، ثائرًا على كل ما يبعده عنها، مرضيًا لها، وناطقًا بقلبها، وتعد هذه القصيدة من ديوانه طال الشتات، ويقول فيها:

على نَوْلِها في مساءِ البلادْ
تحاول رضوى نسيجًا
وفي بالها كلُّ لونٍ بهيجٍ
وفي بالها أُمّةٌ طال فيها الحِدادْ

على نَوْلِها في مساءِ البلادْ
وفي بالها أزرقٌ لهَبِيُّ الحوافِّ
وما يمزج البرتقال الغروبيّ
بالتركواز الكريمِ
وفي بالها وردةٌ تستطيع الكلامَ
عن الأرجوان الجريحِ
وفي بالها أبيضٌ أبيضٌ كحنان الضِّمادْ

على نَوْلِها في مساءِ البلادْ
وفي بالها اللوتسيُّ المبلّلُ بالماءِ
والأخضر الزعتريّ
وصُوفُ الضُّحى يتخلّل قضبان نافذةٍ
في جدار سميكٍ
فيُدْفِئُ تحت الضلوع الفؤادْ

على نَوْلِها في مساءِ البلادْ
وفي بالها السنبُلِيُّ المُعَصْفَرُ
والزعفران الذي قد يجيبكَ لو أنتَ ناديتَهُ
والنخيليُّ وهو يلاعِبُ غيمًا يُحاذيهِ
في كفِّها النَّوْلُ، متعبَةً، تمزجُ
الخيطَ بالخيْطِ واللونَ باللونِ
تَرضى وتستاءُ
لكنها في مساءِ البلادْ
تُريدُ نسيجًا لهذا العراء الفسيحِ
وترسمُ سيفًا بكفّ المسيحِ
وجلجلةً مِن عِنادْ

تابع مواقعنا