لماذا يثير المستشرقون دومًا شُبهة وجود مخالفات لقواعد اللغة العربية بين آيات القرآن الكريم؟ عالم أزهري يوضح
أجاب الدكتور عطية عبد الموجود لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر على سؤال ورد إليه نصه: يزعم بعض من في قلبه حقد مسموم ضد الإسلام أن بالقرآن مخالفات لقواعد اللغة العربية فهل ما ينفثه من سمه به شيء من الصحة وما وجه إثارة تلك الشبهات من وقت لآخر؟.
ورد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بأن القرآن لفظه ومعناه من عند الله أنزله على قلب نبيه ومصطفاه ليثبت به فؤاده، وليكون دستور حياة للمسلمين ينظمون حياتهم على أساسه ويتعبدون الله بما جاء به وبما جاء في السنة المطهرة، مضيفا: عجز البشر عن الإتيان بأقصر سورة منه؛ لأنه معجز في ألفاظه ومعانيه، كما أنه لم يدخله التحريف والتبديل والتغيير ولا الزيادة عليه ولا النقصان منه؛ لأنه محفوظ بحفظ من أنزله قال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وقال جل شأنه: "وقال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم".
راجع إلى جهل مركب عنده ونفسية خبيثة وحقد دفين ضد الدين
وواصل لاشين: أن ما يزعمه البعض من وجود بعض آيات في كتاب الله على غير ما جاءت به قواعد اللغة العربية لا يرجع ذلك إلى مخالفات بل راجع إلى جهل مركب عنده ونفسية خبيثة وحقد دفين ضد الدين الخاتم أكمل الأديان، وأتمها حيث ما يزعمه لا يقوله طالب في المرحلة المتوسطة أي الإعدادية، فقال الشاعر العربي: رمتني بدائها وانسلت، وقال آخر: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد.. وقد ينكر الفم طعم الماء من سقم.
وأضاف: وما يذكره كأمثلة تؤيد زعمه المذكور من مثل قوله تعالى: "إن الحكم إلا لله"، ومن مثل قوله تعالى: "إن هذان لساحران"، ويخرف في كلامه الضال المضل ويقول كان يجب نصب اسم إن، فيقال إن الحكم بفتح الميم وإن هذين بالنصب الياء؛ لأنه مثنى نقول له يا هذا: أن من قواعد اللغة العربية وهذا سبب أنك تهرف بما لا تعرف أن إن بتشديد النون إذا خففت بتسكين نونها كان عدم عملها أولى ألف مرة من عملها وإن في الموضعين محل الشبهة المزعومة عندك مخففة أي على نونها سكون فمنع تخفيفها عملها، قال ابن مالك في ألفيته وقد استحال أن يسمع عنها مثلك: وخففت إن فقل العمل.