الأيادي الناعمة تقتحم الصعاب.. يوكا أول ديليفري حريمي في الدقهلية | فيديو وصور
أيادٍ ناعمة كسرت حاجز الخجل، وتحدت النمطية ونظرة المجتمع للفتاة، وأثبتت أن السيدات قادرات على اقتحام مهن الرجال الصعبة، رافعات شعار الست بـ100 راجل.
آية يسري، صاحبة الـ30 عامًا، ابنة مدينة جمصة بمحافظة الدقهلية، اضطرتها الظروف للخروج للعمل في سن مبكرة، فهي أم لطفلتين، وعائلهما الوحيد بعد انفصالها عن زوجها، ورفضه الإنفاق عليهما.
الفتاة اضطرت للعمل بعد انفصالها
في عمر 15 عامًا خاضت الفتاة رحلة المشقة والتعب، وعملت في أكثر من مهنة لتوفير قوت يومها، ومساعدة أسرتها، حتى تزوجت وانفصلت قبل 7 سنوات، وعملت في أحد المصانع بالمنطقة الصناعية بجمصة، وكانت تقضي أغلب وقتها في العمل بعيدًا عن طفلتيها، ما دفعها لترك عملها البعيد، والبحث عن آخر مجاور لمنزلها.
مصاريف انتقالات وإيجار شقة ومدارس ودروس، كلها ضغوط كانت الفتاة الصغيرة تعيشها يوميًا، فكيف تدبر كل هذا وهي بمفردها، دون عائل أو سند أو أسرة؟، خاصة بعد وفاة والدتها، حتى فكرت في تنفيذ مشروع خاص بها، واقترح عليها أصدقاؤها شراء دراجة بخارية سكوتر، والعمل عليها في توصيل الطلبات للمنازل.
خلقت الفتاة الثلاثينية سوق عملها خاص باسمها، وحددت زبائنها في البداية من السيدات فقط، وعملت على توصيل كافة الطلبات، ما بين احتياجات السوق، ومستلزمات من الصيدلية، وغيرها من احتياجات المنزل، ومع الوقت اتسع نشاطها للتوصيل بين المحال التجارية وبعضها، ومن المحال للزبائن.
انتقادات لاذعة نالتها الفتاة في بداية عملها، كان أساسها أن مهنة الديليفري شاقة وخاصة بالرجال ولا تليق بالسيدات، إلا أنها لم تهتم بذلك، وواصلت طريقها، وضربت مثلًا أن السيدات المصريات قادرات على اقتحام أي مجال مهما كان.
مواقف كثيرة تعرضت لها آية جعلتها أكثر صلابة، ومضايقات وتعنتات ذكورية حاولت أن تثنيها عن هدفها، إلا أنها لم تكترث، وقررت استكمال مشوارها والوصول لحلمها، ووضعت أمامها هدفًا وهو توفير لقمة عيش حلال لها ولطفلتيها.
انشغال آية بعملها لم ينسها الاهتمام بأسرتها الصغيرة، فهي في الخارج رجل في ثوب فتاة، أما في الداخل فهي أم ترعى وتهتم بابنتيها، تذاكر لهما، وتحرص على توصيلهما لمدارسهما ودروسهما، وتنظم جدولًا صارمًا على مدار اليوم.
يوكا أسرع ديليفري حريمي في الدقهلية، هكذا عرفت الفتاة بين أهالي مدينة جمصة والقرى المجاورة، وذلك على مدار عامين ذاقت خلالهما المشقة والتعب، وتغلبت على انتقادات وجهت لها باعتبارها سيدة، وأثبتت أن الأيادي الناعمة قادرة على مواجهة الصعاب وتحد المألوف.