مارس شهر المرأة.. من نضال واستشهاد حتى الجلوس على منصة القضاء
انتزعت المرأة عددا كبيرا من حقوقها عبر العقود المتوالية منذ عصور الظلام حتى اليوم، كان بعضها خلال شهر مارس؛ لذلك سُمى مارس باليوم العالمي للمرأة، الذي يحتفل به العالم منذ انعقاد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، في باريس عام 1945.
وقدد حققت المرأة المصرية نجاحات في هذا اليوم، أبرزها تظاهر عدد كبير من السيدات بقيادة هدى شعراوي ضد الاستعمار الإنجليزي، وتوجتها قبل أيام بجلوس المرأة على منصة القضاء في مجلس الدولة لأول مرة في التاريخ، تنفيذا لقرار تعيين القاضيات في المجلس.
ونستعرض فيما يلي أبرز الأحداث والنجاحات التي حققتها المرأة في شهر مارس..
شهيدات الوطن.. 16 مارس يوم المرأة المصرية
اختير يوم السادس عشر من شهر مارس لكي يكون يومًا للمرأة المصرية، بسبب أحداث كانت بطلتها المرأة المصرية، وأبرز هذه الأحداث هي ذكرى تظاهر أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي ضد الاستعمار البريطاني، واستشهاد حميدة خليل، أول شهيدة مصرية من أجل الوطن.
وتتوارد ذكريات وأحداث هذا اليوم وبالتحديد عام 1919 عندما سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن: نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح.
وفي نفس اليوم عام 1923، دعت هدى شعراوي لتأسيس أول اتحاد نسائي في مصر، وكان على رأس مطالبه رفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية للرجل من ناحية القوانين وضرورة حصول المصريات على حق التعليم العام الثانوي والجامعي، وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج، وفي عام 1956، حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشيح وهو أحد المطالب التي ناضلت المرأة المصرية من أجلها وهي التي تحققت بفعل دستور 1956.
علي أمين وعيد الأم المصري
كانت مولد فكرة يوم عيد الأوم نابعة من الأمريكية آنا جارفيس صاحبة أول احتفال بعيد الأم، وكان ذلك عام 1908، حيث أقامت آنا احتفالًا بعيد أمها في كنيسة Andrews، وبعد ذلك أخذ الناس يقلدونها، وأصبح هذا الاحتفال عيدًا رسميًا سنة 1914، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ويدرو ويلسون هذا العيد سنة 1913.
وبدأت قصة عيد الأم في مصر من فكرة كتبها الصحفي علي أمين، على الصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار وتحت عموده اليومي على تلك الصفحة، كتب أمين: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم)، ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا، بلاد الشرق؟".
وحدد علي أمين هذا اليوم في "فكرة" أخرى يوم 9 يناير، قائلًا: ما رأيكم أن يكون هذا العيد يوم 21 مارس، إنه اليوم الذي يبدأ به الربيع وتتفتح فيه الزهور وتتفتح فيه القلوب.
ويحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، وتحديد يوم عالمي للاحتفال بالمرأة دلالة على الاحترام العام وتقدير للمرأة لإنجازاتها في شتى المجالات، وتقدير لأدوار نسائية استثنائية في التاريخ.
8 مارس يوم انتفاضة المرأة
ويرجع تاريخ اختيار هذا اليوم كرمز للمرأة، عندما خرجت آلاف النساء في عام 1856م للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على التعامل اللاإنساني الذي تعرضن له، ونجحت المسيرة في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، واعتمد 8 مارس كيوم عالمي للسيدات عندما تكرر هذا المشهد في نفس اليوم عام 1908 عندما سارت 15000 امرأة في مدينة نيويورك، مطالبات بحقوق التصويت، والحصول على ساعات عمل أقل.
وللمرة الأولى تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس 1909 في أمريكا، وكان يعرف باليوم القومي للمرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن حدد الحزب الاشتراكي الأمريكي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرًا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، حيث تظاهرت النساء تنديدًا بظروف العمل القاسية، وفي عام 1911، تم الاحتفال لأول مرة في النمسا والدانمارك وألمانيا وسويسرا في 19 مارس.
ومن بعد ذلك تقرر تحديد يوم 8 مارس في عام 1913، وتم الاحتفال به منذ ذلك اليوم حتى الحين، واعترفت الأمم المتحدة بهذا اليوم في عام 1975.