من انسحاب استراتيجي لـ مجزرة بوتشا.. كيف تمارس روسيا لعبة الشطرنج بأوكرانيا؟
ليس فقط القوي من يفز بالحروب العسكرية، بل يفز الطرف الأكثر دهاءً، وهو الذي يستطيع أخذ ما يريد بالذكاء وليس فقط بالعنف، وعليه يخرج هذا الطرف منتصرًا وحاصلًا على تعاطف جميع من حوله.
تسلسل الأحداث في الحرب الروسية الأوكرانية
بعد انتهاء الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي استضافتها مدينة اسطنبول في تركيا، أعلنت موسكو موافقتها على وقف الاقتتال في العديد من المدن الأوكرانية من بينها تشرنيف وكييف، وذلك بعد إعلان السلطات الأوكرانية موافقتها المبدئية على الحياد.
وعليه أقدمت القيادات الروسية على سحب بعض قواتها من العديد من المناطق، التي اعتبرها الخبراء استراتيجية في أوكرانيا، ومن ثم أعلن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إعادة إحكام سيطرة أوكرانيا على 30 منطقة سكنية، وتقهقرت قوات موسكو في بعض المناطق.
ليستيقظ الجميع في صباح أمس الأحد، على مجزرة دامية، ارتكبتها القوات الروسية في مدينة بوتشا الأوكرانية، تثير بها غضب العالم أجمع الذي ندد بما يحدث في أوكرانيا من جرائم حرب وإبادة جماعية للمواطنين، حسب وسائل إعلام أوكرانية.
كما أعلن عمدة مدينة تشرنيف الأوكرانية، أن روسيا لم توقف القتال بالمدينة، كما تعهدت خلال محادثات السلام الأخيرة.
بينما أعلن فولوديمير زيلنسكي الرئيس الأوكراني، في ساعات مبكرة اكتشافه أن انسحاب القوات الروسية من بعض المناطق الأوكرانية، لم يكن سوى تمهيد لإحكام السيطرة على مناطق أوكرانية أخرى، وتنفيذ مخططاتها المنشودة من بداية الأمر.
هجمات سيبرانية روسية لإحكام السيطرة على أوكرانيا
المخابرات البريطانية، كشفت عن أن القوات الروسية أطلقت هجمات سيبرانية على أوكرانيا، وهجمات أخرى، استهدفت محاولة الدخول إلى أنظمة حلف شمال الأطلسي- الناتو، فيما يرى خبراء من الجيش الأمريكي- وفقًا للجارديان- أن روسيا تشن هجمات سيبرانية غير مفهومة حتى هذه اللحظة، مشيرين إلى أن الهجمة الأكثر خطرًا لم تأت بعد.
ومنذ أسابيع قليلة، كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن القوات الروسية شنت هجومًا سيبرانيًا، تمكنت من خلاله اختراق قاعدة يافوريف العسكرية الأوكرانية، عن طريق اختراق ضباط بريطانيين متطوعين للحرب بجانب أوكرانيا.
وتمكنت المخابرات الروسية، من اختراق هواتفهم النقالة ومعرفة تحركاتهم، ومن ثم شن هجوم عسكري استهدف القاعدة العسكرية التي كانوا يخدمون بها.
ولقي ما لا يقل عن 35 شخصا مصرعهم، في الضربة الروسية التي استهدفت قاعدة يافوريف الأوكرانية للتدريب، بالقرب من الحدود البولندية، يوم الأحد الماضي، مع ورود أنباء غير مؤكدة عن سقوط جنود بريطانيين سابقين بين القتلى والجرحى.
سيناريو متكرر
صرح حاكم مدينة سومي الأوكرانية منذ قليل بأن القوات الروسية انسحبت بالكامل من المدينة، في خطوة يعتبرها الخبراء الاستراتيجيين غريبة من نوعها.