قتلوا والدي أمام عيني.. شهود عيان يروون كواليس مجزرة بوتشا
تعتبر المجزرة التي عاشتها مدينة بوتشا الأوكرانية على مدار الأيام القليلة الماضية، هي أحد أبرز الأحداث التي تشغل الساحة العالمية، وأدت إلى حدوث حراك غربي غير مسبوق.
نشرت وكالة الأنباء الأوكرانية، تفاصيل الوقائع التي عاشتها بوتشا، على مدار الأيام القليلة الماضية، وأدت إلى حدوث حالة من الغليان في العالم، بعد نشر صور للجثث المتناثرة والرؤوس المقطوعة التي خلفها الهجوم الروسي، وفقًا لمزاعم أوكرانيا.
ما هي قصة بوتشا؟
بعد دخول القوات الروسية للأراضي الأوكرانية في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، تحصنت قوات موسكو في العديد من المدن والمناطق المجاورة للعاصمة كييف، من بينها مدينة بوتشا، وهي مدينة صغيرة قرب كييف تتميز بالطبيعة الخلابة والمتنزهات والحدائق الخضراء الكثيرة، وبنيت فيها المجمعات السكنية والمنازل الخاصة الكثيرة لآلاف العائلات الشابة، خلال السنوات القليلة الماضية.
وأعلنت أوكرانيا يوم 1 إبريل انسحاب الروس من المدينة، ليدخل بعد ذلك العسكريون والصحفيون، ويشاهدوا مناظر فظيعة، من القتلى المدنيين سواء الصغار والكبار سنًا في الطريق إلى المدينة، كما قتل الجنود الروس أولئك الذين استطاعوا المقاومة، أي الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا، معظمهم مقيدو الأيدي وتم إطلاق النار على رؤوسهم.
كما ترك الروس المدينة بأكملها مزروعة بالألغام، ومليئة بالأشلاء والجثث الملقاة في الشوارع، فيبدو أن هناك أناسًا وقعوا ضحايا الألغام أثناء ركوبهم الدراجات، أو أنهم كانوا يمضون في حال سبيلهم.
قالت إحدى النساء في مقابلة للصحافة الأوكرانية، إن فردين من أفراد القوات الروسية، أقاما نقطة مراقبة في شقتها، وطوال وجودهما هناك تعرض زوجها باستمرار للتعذيب والضرب، وفي الوقت الحاضر يتلقى الرجل في المستشفى الرعاية الطبية اللازمة.
يقول المراهق يوري البالغ 14 عامًا من عمره وهو من سكان بوتشا في لقاء مع الصحافة الأوكرانية: حينما كنا نركب الدراجات خرج جندي روسي من خلف المنزل توقفنا ورفعنا أيدينا وقلنا إننا لا نملك أسلحة، لكن الجندي بدأ بإطلاق النار على والدي الذي سقط على الأرض فورًا، ثم واصل إطلاق النار علي وأصابتني رصاصتان في ذراعي، وقعت على الأرض، أطلق الجندي رصاصة أخرى على رأسي، لكن الرصاصة لم تصبني، بعد ذلك كان يوري ملقى على الأرض لعدة دقائق، فور انصراف الجندي الروسي اتجه راكضًا إلى أقرب ملجأ، حيث تلقى الإسعافات الطبية الأولية، أما والد الصبي فقُتل وهو في 47 عامًا من عمره.