سفير ليتوانيا: رأينا في حلب أمثلة لاستخدام روسيا الأسلحة الكيميائية وتعاون مع سيدات الأعمال في مصر | حوار
كشف أرتوراس جيليانوس سفير ليتوانيا في مصر، في حواره مع القاهرة 24، الاستعدادات التي تُطلقها دول بحر البلطيق والدول الأوروبية بالتزامن مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن هناك أدلة لاستخدام روسيا لأسلحة كيميائية وأسلحة تجرمها الاتفاقيات الدولية في حلب وإدلب بسوريا، كما لفت السفير الليتواني إلى العديد من المشروعات التي تم إطلاقها بين البلدين خلال الفترة الحالية، ومستقبل المشاريع بين البلدين.
وإلى نص الحوار..
بعد أحداث بوتشا.. كيف ترى ليتوانيا قرار تعليق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان؟
أود أن أبدأ بإدانة العدوان الروسي غير القانوني وغير المسبوق التي شنته روسيا على أوكرانيا بشكل واسع النطاق، وأشاد مبعوث ليتوانيا للأمم المتحدة، بقرار تعليق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان، وتقدمنا مع العديد من الدول الإقليمية بهذا الطلب منذ البداية، وأود أن أؤكد أنه بموجب هذا القرار أصبح العالم أكثر سلامة من الناحية الأخلاقية، وبم أن ليتوانيا عضو بمجلس حقوق الإنسان فنرغب في معالجة كل انتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات.
إننا الآن في اليوم الـ48 من الحرب الروسية الأوكرانية في رأيك كيف يمكن أن تنتهي هذه الحرب؟
لا يجب أن نُحرج من حقيقة كوننا بمواجهة حرب إمبريالية استعمارية، التي يجب أن نتضامن معًا ضدها، أدننا الهجوم على المدنيين واستخدام الأسلحة الممنوعة وشن إبادات جماعية، نقف بقوة وتضامن مع الأوكران الذين يدافعون عن أرضهم ومدنهم وبيوتهم وأنفسهم، حيث أنهم يدافعون عن العالم أجمع من أجل الحفاظ على القانون الدولي، ولذلك نساعدهم بشتى الطرق، قدمت ليتوانيا 84 مليون يورو للمساعدات الإنسانية، من خلال المساعدات الطبية وتوفير ملاجئ للفارين من الحرب، نطالب الاتحاد الروسي بانسحاب قواته وتكرم سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامتها والحدود المعترف بها دوليًا المسؤولون والوزراء الليتوان، يزورون كييف بصورة متكررة، مثلما يفعل العديد من القادة الأوروبيين، ومؤخرًا رئيس وزراء بريطانيا، فنشجع بدورنا السياسيين الذهاب إلى هناك لرؤية الأعمال الوحشية التي يتم ارتكابها من قبل روسيا.
بعدما قررت ليتوانيا طرد بعض الدبلوماسيين الروس ثم أقدمت موسكو على الخطوة عينها، ما موقف العلاقات الثنائية بين روسيا وليتوانيا خلال الفترة الحالية؟
يوم 4 أبريل بعدما شاهدنا الأعمال الوحشية، وكي نتضامن مع الشعب الأوكراني، قررنا خفض أعداد الممثلين الدبلوماسيين الروس، وطلبنا من السفير الروسي مغادرة البلاد، وبالمناسبة الموعد النهائي لرحيله اليوم، وفي الوقت ذاته استدعت ليتوانيا بعض من دبلوماسييها ولكن لازالت السفارات تعمل، ولازلنا نبقي على العلاقات الثنائية على الصعيد التقني وفي الوقت ذاته نلتزم بمبادئنا هناك قنوات للتواصل بيننا، وفي الرابع من إبريل أغلقنا قنصلية الاتحاد الروسي وطلبنا الدبلوماسيين والعاملين المغادرة.
السلطات الروسية حذرت من خطوات طرد أو خفض أعداد الدبلوماسيين في العديد من الدول، إذن كيف تعتقد ستكون ردة فعل روسيا على هذه الأحداث؟
لا نقرأ ما يدور في أذهانهم، وفي هذا الصدد أود أن أشدد على مسألة تداول المعلومات الخاطئة من خلال خلق الروايات المضادة للغرب ونشرها، وتداول معلومات عكسية تنفي جرائمهم التي يرتكبونها ضد الإنسانية، من جرائم حرب وقصف أهداف مدنية مثل محطات القطار والمدارس والمستشفيات
وإخفاء هذه الحقائق يعد بمثابة خلق حقيقة موازية للواقع الموجود بالفعل، يجب أن نوقف هذا التداول غير الصحيح للمعلومات من خلال توفير الحقيقة
الجميع يتحدث عن كون ليتوانيا الهدف الثاني لروسيا بعد أوكرانيا؟
بعد السيطرة على أوكرانيا قد تهاجم روسيا حيث أن هناك بوادر للهجوم دول بعينها بدأ بالفعل من خلال كبار المسؤولين الروس، يمكن أن يتم الهجوم على جورجيا مرة أخرى قد تكون مولدوفا أو كازاخستان فالوصول إلى عذر لغزو بعض الدول قد يكون سهل خلال الفترة المقبلة.
هل استعدتم لمثل هذه الخطوة؟
إن الحرب في أوكرانيا والهجوم على دولة جارة، أجبرت العديد من الدول في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وأوروبا بأسرها، أن تفكر بطريقة مختلفة كليًا خلال الفترة الحالية لتقوية قدراتها الدفاعية والبنية التحتية، وإعادة هيكلة أنظمة القوات المسلحة ووالتعاون العسكري فهي غيرت في أوروبا بأسرها.
بالحديث عن الأسلحة.. هل تعتقد أن خيار السلاح النووي مطروح على الطاولة؟
نأمل ألا يتم استخدامه، ولكن مما تابعناه في سوريا عندما قصفت القوات الروسية إدلب وحلب دون التمييز بين المناطق التي يتم استهدافها، فهذه الأسلحة، رأينا دلائل استخدام أسلحة كيميائية والتي تجرمها ليتوانيا بالمناسبة، وتجرمها العديد من الاتفاقيات الدولية، لما تشكله من أذى دون أي تمييز وهو ما يعتبر انتهاك للقوانين الدولية الإنسانية، وانتهاك لاتفاقية جنيف.
هل اتخذتم خطوات استباقية حال استخدام القوى النووية في أوكرانيا؟
إن المحطات النووية بُنيت على الأراضي البيلاروسية وتصميمها ليس آمن، وعقدنا مناقشات طويلة الأمد مع الحكومة البيلاروسية حول الاختبارات الأمنية اللازمة وأمن وأمان المحطة النووية بشكل كامل.
الشعب الليتواني يستعد لمثل هذه الأحداث المحتملة من خلال تصميم محطات نووية آمنة في مدينة أسترافيتس، التي تقع على بعد 50 كيلومتر من العاصمة أي 50 من منزلي، استعدادًا لأي حادثة إذن الاستعدادات موجودة، لأي نوع من الحوادث النووية التي يمكن أن تقع، وأعتقد أن ليتوانيا ليست الوحيدة التي تجري هذه الاستعدادات.
لماذا كانت ليتوانيا كانت أول دولة تقرر التخلي عن الغاز الروسي؟
إن محطات الغاز بدأت بالفعل في العمل في ديسمبر 2014، وفي بداية يناير 2015 تم توقيع اتفاقيات الإمداد بالغاز التي كانت موقعة مع روسيا، انتهت بطبيعة الحال وليتوانيا الآن، تستطيع الإيفاء بجميع احتياجاتها من الغاز من خلال مواردها، نعمل الآن على مد خطوط مع بولندا يمكننا الحصول على المزيد من خلال خطوطنا مع بولندا، كما أن لدينا خطوط مع ليتريا، فمخزون الغاز لدينا هائل، ومن خلال جميع الخطوط الممدودة الآن فجميع الاحتياجات، تم تغطيتها وأنا من موقعي هذا بالقاهرة، سعيد للغاية بأن أكشف أن العام الماضي شحنة من الغاز المصري تم إيصالها لليتوانيا، وبالتالي احتياجاتنا حميعها تم تغطيتها بسهولة
قرار الاستقلال في مجال الطاقة تم اتخاذه من 2009 فبالتالي كانت خطوة سهلة للغاية تجنب أي ابتزاز خاص بمجال الطاقة ومن ثم عدم تمويل هذا العدوان العسكري
هل تشهد مصر وليتوانيا تعاون في مجال تصدير الغاز خلال الفترة المقبلة؟
مصر تمكنت من تحقيق استقلال في مجال الطاقة في 2018، وسد جميع احتياجاتها، تمتلك مصر 7 آلاف كيلومتر خطوط غاز، وشبكات متطورة للغاية فلديها محطتين غاز في شركة إدكو ودمياط، وهو ما يفتح مجالًا جديدًا إضافي للتعاون الذي لم يتم استغلاله حتى الآن، ومصر يمكن أن تساهم بشكل كبير للغاية في تصدير الغاز لأوروبا، وأنا هنا أتحدث عن أوروبا بشكل عام، الدول الأوروبية القريبة منكم فيما يخص سوق الغاز.
كيف ترى العلاقات المصرية ليتوانية والتعاون بين البلدين؟
عظيم، بدأت العلاقات الثنائية منذ 30 عام في 1992، أطلقت بلادنا علاقات دبلوماسية لذلك نحن هنا اليوم، ومنذ هذا اليوم وعلاقاتنا قائمة على العديد من الأصعدة، أولًا على صعيد الحوار السياسي، والاستشارات السياسية والتعاون الاقتصادي من خلال لجان مشتركة حول التعاون الاقتصادي والثقافي، آخرها كان في أكتوبر 2019 حان الوقت للتخطيط لواحدة جديدة تكون في مصر، نعمل معًا بصورة قريبة للغاية مع شركائنا المصريين لتعميق العلاقات على الصعيد التجاري أيضًا.
هل تعني القطاع الخاص؟
لتشجيع الحوار المباشر بين رجال الأعمال والقطاع الخاص، وهو ما كان صعب بعض الشيء أثناء فترة الجائحة، ولكننا الآن نتعافى ونعيد العلاقات الثنائية، وعلى سبيل المثال كان اللقاء بين غرف التجارة بالإسماعيلية، وفيلينوس والثاني كان بين شبكات سيدات الأعمال، ونتطلع إلى زيادة التعاون بين غرف تجارة الإسماعيلية وفيلينوس، وغرف التجارة المحلية للبلدين بصفة عامة.
ماذا عن التعاون التجاري بين سيدات الأعمال المصريات والليتوانيات؟
التعاون على مستوى سيدات الأعمال أحد أفرع التعاون التجاري الذي يحتوي على عناصر فريدة للغاية من نوعها، وقد شاركت أنا في أحد اجتماعات سيدات الأعمال المصريات والليتوانيات وكان الأمر ودي للغاية وجميل جدًا ولا يوجد به أي تفرقة لم يمارسوا أي تفرقة معي وفيا لوقت عينه كنت من القلائل الذين شاركوا في الاجتماع ويعتبر ذلك أحد مجالات التعاون بين بلدينا
مثالًا حول هذا العمل النسائي في أي مجال بالتحديد؟
زملائي يعملون على هه المسألة، فهناك مجال الاستشارات التجارية وتكنولوجيا المعلومات ذلك في ليتوانيا، وهنا في مصر في مجال التسويق، ووجدنا زملاء جيدين جدًا هنا وهم نشطاء للغاية ينجزون أعمالهم في شركات صغيرة وكبيرة.
لا أود أن أذكر أزمنة أخرى، ولكن بما أننا في صدد الحديث عن ذلك، فأود أن أعطي بعض الأمثلة فأنا كنت أعمل مسبقًا في فلسطين، وهناك أطلقنا شبكة سيدات الأعمال الرقمية، من خلال السيدات اللاتي تعملن في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكان من الجيد جدًا رؤية العديد من الشخصيات تعمل معًا، فعندما يجلس كل هؤلاء الأفراد معًا يختلقون حلولًا مشتركة، ويتبادلون الخبرات فيمكنك أن تصل إلى حلول مختلفة كليًا من أشخاص قادمين من أماكن مختلفة، وبالفعل وحلول يمكن أن يتم تنفيذها في مناطق جغرافية مختلفة ورؤية ذلك جعل الموضوع أكبر من مجرد تعاون اقتصادي بل أيضًا تم تنمية علاقات صداقة كبيرة بينهم.
ما هي المشاريع المستقبلية ومجالات التعاون بين مصر وليتوانيا وستكون في أي مجال تحديدًا؟
نعمل باجتهاد كي يكون التعاون في نقاط قوى ليتوانيا، وبم أن الاقتصاد المصري متنوع للغاية، هناك ثقافة جيدة وصناعة والطاقة كما ذكرنا
ليتوانيا ليست دولة كبيرة، ولدينا مجالات تعاون نحن متخصصون فيها وواحدة من هذه المجالات، هي تكنولوجيا المعلومات، وهناك شركات ليتوانية متخصصة تعمل في مجال الأمن السيبراني مع بنك مصر، وهو مشروع طويل الأمد وهو يوفر المزيد من التعاون، لأنه يوفر أوقات يذهب فيها البشر لرؤية وزيارة بعضهم البعض، وبالتالي فتح مجالات جديدة للتعاون إذن واحدة من هذه المجالات ستكون تكنولوجيا المعلومات، كما نعمل أيضًأ على وسائل النقل والمواصلات، نستخدم في مواقع مصرية نظام موانئ متطور للغاية ونظم مواصلات متقدمة جدًا لذلك سيكون هناك عصر جديد، مجال الطاقة لا يزال غير مستغل كما تحدثنا عن الغاز.
ومجال آخر للتجارة الثنائية لدينا 77 مليون يورو سنويًا، وهو ليس رقم رائع، ولكنه ليس سيئًا ويمكن أن يتم تحسينه، وأنا سعيد للغاية لقول أنه نفس نسبة الاستيراد والتصدير التي أرى أنها استفادة متبادلة.
- سفير ليتوانيا
- بوتشا
- روسيا
- تعليق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان
- الحرب الروسية أوكرانية
- ليتوانيا
- طرد بعض الدبلوماسيين الروس
- موسكو
- لعلاقات الثنائية بين روسيا وليتوانيا
- روسيا وليتوانيا
- السلطات الروسية
- الدبلوماسيين
- اوكرانيا
- القوى النووية
- القوى النووية في أوكرانيا
- الغاز الروسي
- مصر وليتوانيا
- تصدير الغاز
- العلاقات المصرية ليتوانية والتعاون بين البلدين
- سيدات الأعمال المصريات والليتوانيات