بين الخوف والتحدي.. أبطال كنز الدنيا يروون كواليس أول مسرحية بالشرق الأوسط تضم 20 ممثلا من ذوي الهمم
اتجه الوسط الفني خلال الفترة القليلة الماضية بشكل واضح إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الأعمال الفنية المختلفة، فيعتبر حفل قادرون باختلاف في نسخته الثالثة كان بداية انطلاقة، وتسليط الضوء على مواهب ذوي الهمم، حيث اقتحموا عالم الدراما بالقضية 404، وهو أول مسلسل يضم 24 ممثل من ذوي الهمم، لتُسطر من بعده مسرحية كنز الدنيا قصة نجاح متحدي الإعاقة.
روى القائمون على مسرحية كنز الدنيا لـ القاهرة 24، كواليس أول عمل فني مسرحي يضم نحو 20 ممثلًا من ذوي الهمم، إخراج الفنان أشرف عبد الباقي، وإنتاج وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
زياد عبد السلام، 19 عاما، تألق بالغناء في حفل قادرون باختلاف أمام الرئيس السيسي، والموسيقار عمر خيرت، وكان حديثًا خلال هذا الوقت بعدما نال صوته إعجاب الكثيرين، وبعد الحفل تحدث معه الفنان أشرف عبد الباقي، والذي كان أحد المنظمين، وأعرب له عن إعجابه الشديد به، وأراد أن يكون معه خلال عمل ما، حيث أن فكرة كنز الدنيا كانت لم تُخلق بعد.
تفاجأ عبد السلام فيما بعد بطلب الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن بمشاركته في الغناء بمسرحية كنز الدنيا، حيث تم ترشيحه من الفنان عبد الباقي، ووجد نفسه مع مجموعة مختلفة من ذوي الهمم، لبدء بروفات المسرحية.
وقبل أن يكون دور عبد الباقي أبًا لفتاة من ذوي الهمم في كنز الدنيا، فكان أبًا ومعلمًا خلف الكواليس؛ يؤهل متحدي الإعاقة نفسيًا ومعنويًا قبل بدء تقمص الشخصية، حيث يستمع إلى كلٍ بمفرده، ويعرف ما يعانيه ويبحث معه عن حلول، بالإضافة إلى روحه المرحة التي أضفت البهجة على العمل بشكل عام.
كنز الدنيا لم تدمج ذوي الهمم في المجتمع فقط، بل مكّنتهم أولًا من الترابط سويًا، حيث يقول زياد: كنا بنكمل بعض، أنا أسندهم وهما يوصفولي، أنا إيديهم وهما عينيا.
مسرحية كنز الدنيا
أما أميرة حربي، من ذوي الهمم، فقد حصلت على دور ابنة أشرف عبد الباقي، حيث تُسلط المسرحية الضوء على حياة متحدي الإعاقة، بداية من الولادة وحتى مرحلة الكبر، وكيف يتعاملون مع المجتمع، وكيفية التصرف خلال مواجهة المشاكل.
تروي أميرة: أصعب ما واجهها خلال مسرحية كنز الدنيا، هو حبها الشديد لدورها، حيث كانت تنتهي من جلسات غسيل الكلى وتبدأ البروفة، كما أنها أُصيبت في تلك الفترة بجلطة في اليد، مما صعّب عليها تحريك الكرسي.
وتحققت إحدى أحلام أميرة، بالوقوف أمام الفنان أشرف عبد الباقي، حيث كانت تتمنى ذلك منذ الصغر حسبما وصفت، وكان هو الداعم الكبير لها.
في البداية أقدمت على العمل وكان ينتابني الخوف لكن لم أتخيل أن يكون آدائهم التمثيلي بهذا المستوى الكبير.. بهذه العبارة أشاد السيناريست عيسى جمال الدين، مؤلف مسرحية كنز الدنيا، بأداء متحدي الإعاقة خلال أدوارهم.
يقول جمال الدين، إن معايير كتابة السيناريو في هذا العمل اختلفت عن المعتاد، حيث كان يهدف إلى البساطة والسلاسة، بالإضافة إلى التقليل من الجُمل الطويلة خلال القصة التي سردها ذوي الاحتياجات الخاصة؛ الذي وصفهم بأن كان لديهم همة وحماس غير طبيعي.
ويضيف جمال الدين: كنت خايف لأني أول مرة أشارك في عمل فني من تقديم ذوي الهمم، لكن بعد ما شوفت الأولاد وحماسهم، حسيت الخوف اتحول لإصرار، إن المشروع يطلع بأكمل صورة ممكنة، أشرف عبد الباقي كان عنده حق في اختياره.
