فضل صيام الست البيض من شوال.. 5 فضائل يجنيها المسلم
يبحث المسلمون عن فضل صيام الست البيض من شوال بعدما انقضى شهر رمضان وانقضت أيام عيد الفطر المبارك، حيث يحرص الكثيرون على مواصلة الطاعة وعدم الغفلة بالإكثار من النوافل المستحبة والمؤكدة عن فعل النبي صل الله عليه وسلم ومنها صيام الست من شوال وما فيهم من أجر عظيم ولذلك سنوضح لكم فضائل صوم شوال.
فضل صيام الست البيض من شوال
قبل أن نوضح لكم فضل صيام الست البيض من شوال، لابد من التنويه بأن شهر شوال هو الشهر العاشر في السنة الهجرية من حيث الترتيب، ويأتي بعد شهر رمضان وتعد الثلاثة أيام الأولى من شوال هي أيام عيد الفطر المبارك الذي يحتفل به المسلمون بعد إتمامهم لركن الصيام في شهر رمضان، وعلى الرغم من استحباب صيام الست من شوال إلا أنه يحرم صيام أول يوم في شوال وهو أول أيام عيد الفطر بينما يمكن الصيام ابتداء من فجر اليوم الثاني وحتى انتهاء الشهر.
وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية فضل صيام الست البيض من شوال وهي الأيام التي يندب صيامها بعد شهر رمضان ويوم الفطر، ولا تعرف هذه الأيام باسم الأيام البيض في الاصطلاح الفقهي ولا الشرعي، وإنما هو مسمى شائع بين المسلمين وله وجه صحيح من اللغة فيجوز إطلاق الأيام البيض على الست من شوال، وقد سمي النبي صل الله عليه وسلم الأيام البيض بالغُرِّ فقال: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ الْغُرَّ»؛ أَي الْبِيض.
وبالحديث عن فضل صيام الست البيض من شوال، نذكركم بأن الأيام البيض هي الليالي التي يكتمل فيها القمر ليكون بدرا وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، وسميت بذلك لاستدارة القمر وشدة بياضه، ويجوز الجمع بين نية صيام الأيام البيض وصيام الست من شوال وهما من النوافل المستحبة التي ورد في فضلها قول النبي صل الله عليه وسلم " «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".
فضل صيام الست من شوال
أجر صيام السنة كاملة
يتلخص الفضل الأكبر في صيام الست من شوال من خلال حصول الصائم على أجر صيام السنة كاملة فصيام عدد 6 أيام في شهر شوال بعد رمضان يجعل إجمالي عدد أيام الصيام 36 يوما، والحسنة تساوي 10 أمثالها، فيصبح إجمالي الثواب 360 يوما أي بإجمالي عدد أيام السنة.
تعويض خلل صيام رمضان
يكمل فضل صيام الست من شوال أيضا فضل صيام شهر رمضان، فلا يخلوا صيام المسلم من بعض النواقص التي تحتاج إلى الجبر بالأعمال الصالحة ومنها صيام الست من شوال، وفي يوم القيامة يؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما جاء في الحديث النبوي الشريف «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا، وَإِلَّا قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ. فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ».
الهمة بصوم ما فات من رمضان
يتعذر البعض بإفطار بعض الأيام من رمضان سواء للرجال لعذر مرض أو سفر، وكذلك النساء لعذر الحيض أو النفاس، وفي هذه الحالات سيهم هؤلاء بقضاء ما فاتهم من رمضان سريعا، لإتباع رمضان بصيام الست من شوال، حيث أفادت بعض آراء الفقهاء بوجوب صيام الفائت من رمضان أولا قبل صيام الست البيض من شوال لأن دين الله أحق بالقضاء وما فات من رمضان هو الفريضة الأولى من النافلة.
الدخول من باب الريان
من فضل صام الست البيض من شوال أيضا دخول الصائم من باب الريان يوم القيامة، وهو باب الجنة المخصص للصائمين فقط يدخلون منه ولا يدخل معهم أحد غيرهم، وذلك جزاء لهم لتأديتهم عبادة الصيام سواء صيام فرض رمضان، أو صيام التطوع والنافلة، وقد وصى رسول الله صل الله عليه وسلم بالصيام قائلا: "عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه" ووصف القرآن الكريم الصائمون أيضا بـ السائحون في قوله تعالى " في قوله: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
شكر الله والتقرب إليه
يعد صيام الست البيض من شوال شكر لله على توفيقه للعبد لصيام شهر رمضان، ووسيلة للتقرب إلى الله عز وجل بالمداومة على الطاعة والعبادة، حيث ينصرف البعض عن الطاعة بانتهاء شهر رمضان فيهجر ورده من القرآن وينسى ذكره لله بالاستغفار والتسبيح، ويلهوا بفطره وشهواته، ولذلك سيكون فضل صيام الست البيض من شوال عظيم لمن يدركه طوال الشهر بالتتابع أو التفرقة، فالصوم عبادة تتطلب الصبر ومجاهدة النفس، فهنيئا بالثواب لمن منعه الصيام عن الطعام والشهوات بالنهار فيشفع له يوم القيامة.
فضائل صوم شوال
صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، حيث يكمل المسلم بهما ما حصل في الفرض من خلل ونقص، ولذلك كان النبي صل الله عليه وسلم أكثر ما يصوم في شهر شعبان، وأكثر حرصا كذلك على صيام الست من شوال، موسم الطاعات لا ينتهي في الإسلام، فإذا انقضى موسم جاء آخر ليظل المسلم في طاعة حتى يلقى ربه.
وتتضح فضائل صوم شوال في معاودة الصيام بعد صيام رمضان وهي علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
والأعمال التي كان يتقرب بها العبد من ربه في شهر رمضان مازالت باقية فلا تنقطع بانقضاء رمضان وإنما تنقطع بموت العبد، مع التذكير بأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، فكل نعمة على العبد من الله تحتاج إلى شكر، والتوفيق للشكر نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبدًا فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم، ما يؤكد أن صيام الست من شوال غير كافي لشكر نعمة صيام رمضان، وإنما يتحقق به نيل صيام الدهر كله.
ونختم لكم فضل صيام الست البيض من شوال بقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: "فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفرًا"