لماذا نصوم ٦ أيام من شوال وما حكمه عند المذاهب الأربعة؟ فيديو
لماذا نصوم ٦ أيام من شوال؟ هو السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثير من المسلمين بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، وهو ما نوضحه لكم من منطلق التأكيد على أن المسلمين ينبغي أن تكون لهم الصفة الإيمانية طوال العام وليس في شهر رمضان فقط، وإن كان القلب يُقبل على الطاعات في مواسم الخيرات تحديدا، إلا أن مجاهدة النفس للقضاء على فتور القلب من الأمور المستحبة بل والواجبة.
لماذا نصوم ٦ أيام من شوال
أوضح لنا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم إجابة تساؤل لماذا نصوم 6 أيام من شوال؟ موضحا لنا البشرى النبوية بأن صيام رمضان وإتباعه بست من شوال يوازي أجر صيام الدهر كله، حيث يحتاج قلب المؤمن إلى مكملات إيمانية بين الحين والآخر يمكن تغذيته بها من خلال النوافل سواء كانت صلوات أو صيام مع العلم أن صيام الست من شوال من السنن المؤكدة عن النبي.
ومن جانبه قال الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبد الكافي أن صيام الست من شوال ما هو إلا استمرار لمعية العبد مع ربه، وتحقيق لأجر صيام السنة كاملة، لأن الحسنة عند الله بعشر أمثالها، وبالتالي سيكون أجر صيام رمضان 30 يوما بـ 300 حسنة، ثم صيام الست من شوال بأجر 60 حسنة فيكون المجموع 360 حسنة، وهي من الواجبات والسنن التي ينبغي استشعارها دون حسابها بهذه الطريقة.
وأضاف عبد الكافي أن استشعار حلاوة صيام الست من شوال يعين العبد على إتمامها سواء كانت متفرقة طوال الشهر أو متتابعة جملة واحدة، واستدل على ذلك بقول سيدنا إبراهيم عليه السلام "لقيموا الصلاة" وليس ليؤدوا الصلاة فإقامة شعائر الله بإضافة صيام الست من شوال إلى صيام شهر رمضان سيحقق المنفعة العظيمة للعبد.
وعن حكم صيام الست من شوال، أكد عبد الكافي أن العمل ينبغي أن يكون بنية واحدة، فصيام الست من شوال من السنن بينما صيام الفائت من رمضان من الفروض، والفرض مقدم على النفل ولا يجوز اختلاط النوايا بينهما وإن صحت عند بعض الفقهاء ولكن الأفضل هو صيام الست من شوال بنية منفصلة، ومن ثم صيام الفائت من رمضان قبل قدوم رمضان التالي.
واختتم الدكتور عمر عبد الكافي قوله الذي يجيب فيه لماذا نصوم 6 أيام من شوال مؤكدا أن الله عز وجل كريم إذا أعطى أدهش فرب العباد إذا وهب لا تسألن عن السبب، ومن كرم الله لعباده أن جعل لهم مكملات إيمانية ومحطات وقود على الطريق حتى نصل إليه بالطاعات ومنها طاعة صيام الست من شوال.
ونوضح لكم لماذا نصوم 6 أيام من شوال بالأدلة النبوية كالتالي:
عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر. رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صل الله عليه وسلم عن رسول الله قال: من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها. حديث صحيح رواه ابن ماجه
ورواه النسائي ولفظه (صحيح) جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة.
وابن خزيمة في صحيحه ولفظه (صحيح) وهو رواية النسائي قال صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة.
وابن حبان في صحيحه ولفظه (صحيح) من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر. رواه البزار وأحد طرقه عنده صحيح.
فضل صيام 6 أيام من شوال
بعد أن تعرفنا لماذا نصوم 6 أيام من شوال؟ ولماذا 6 أيام فقط وليست خمسة أو سبعة، سنوضح لكم الآن فضل صيام هذه الأيام من شهر شوال كالتالي:
- يحصل المسلم بـ صيام الست من شوال على زيادة الأجر والحسنات وهي تجارة رابحة مع الله ينبغي اغتنامها في شهر شوال.
- يجبر العبد النقص المقترف في فرائض شهر رمضان، وهي من رحمة الله أن صيام الست من شوال يماثل أداء صلاة النافلة التي تجبر النقص الحاصل في صلاة الفريضة.
- توفيق الله للعبد على الصيام بعد شهر رمضان دليل على قبوله عز وجل لصيام رمضان فالطاعة بعد الطاعة دليل على قبول الطاعة التي سبقتها.
- صيام الست من شوال واحد من صيام التطوع الذي يتقرب به العبد من ربه ويرتقي من خلاله بمنزلته عند الله سبحانه وتعالى.
- فضل صيام الست من شوال يتحقق ببعد العبد عن دخول النار بل ودخوله الجنة من باب الريان، كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم " مَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".
- وفي حديث آخر "إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ".
حكم صيام 6 أيام من شوال
يختلف حكم صيام الست من شوال وفقا للمذاهب الأربعة ونوضحها لكم كالتالي:
المذهب الحنفي
استحب صيام الست من شوال حتى ولو اتصلت بيوم الفطر فلا يعد ذلك مكروها لديهم بل ويستحب صيامها في أيام متفرقة.
المذهب المالكي
يكره صيام الست من شوال بمخافة فرضها ووجوبها مثل صيام شهر رمضان، بينما صيامها في الخفاء متأخرا عن يوم الفطر جائز.
المذهب الشافعي
استحب صيام الست من شوال على أن يكون صيامها متتابعة في أول الشهر بعد يوم الفطر.
المذهب الحنبلي
استحب صيام الست من شوال حتى لو كان صيامها متفرق أو متتابع فالأجر واحد.
متى يبدأ صيام الست من شوال
على غرار لماذا نصوم 6 أيام من شوال؟ يتساءل آخرون متى يبدأ صيام الست من شوال؟ وهو ما يبدأ في اليوم التالي ليوم العيد، مع استحباب المسارعة وعدم التأجيل عند جمهور الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة، مع جواز صيام الست من شوال جملة واحدة أو متفرقة واستدلوا بذلك على الحديث النبوي الشريف عن أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها أنها قالت: "أنَّ النبيَّ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا يَومَ الجُمُعَةِ وهي صَائِمَةٌ، فَقالَ: أصُمْتِ أمْسِ؟، قالَتْ: لَا، قالَ: تُرِيدِينَ أنْ تَصُومِي غَدًا؟ قالَتْ: لَا، قالَ: فأفْطِرِي"