الحرب واحدة لكن تختلف العوالم.. جيران أوكرانيا يتّحدون مواجهة القذائف وسط الحطام
يعيش 10 من السكان المتبقون في الكومونة، وهو مجمع سكني في بلدة سلاتين بشرق أوكرانيا، مصاعب الهجوم الروسي، الذي لم يسبب قتل الكثير فقط، بل لا زالوا يعيشون بين قصف قذائف لا هوادة فيه، وطلقات انفجارية، ذلك بجانب نقص الكهرباء والمياه.
لكن هناك آخرون يشعرون وكأنهم يعيشون في عوالم مختلفة، فهناك منزل للسيدة فيرا فليبوفا، كئيب ومظلم، تتناثر به الأواني الذي غطى اللون الأسود عليها بالكامل في مطبخ فوضوي، كما تكون الألحفة مجعدة على سرائر يظهر عليها آثار الحرب.
ورغم ذلك تعيش ناتاليا، عاملة سابقة في مصنع أحذية مع صديقتها فليبوفا، بعد أن دُمر منزلها جراء القصف الروسي، حيث أن المنزل سليمًا إلى حد كبير، على عكس العديد من المباني في بلدة سلاتين.
جيران أوكرانيا يتحدون معًا
تحاول الصديقتان أن يقضين يومهما وسط الرُكام، حيث يطبخن خارج المنزل مرة واحدة في اليوم لتناول الطعام، من خلال وقد نار من الخشب المُحطم الذي يسحبونه من منازل مجاورة مدمرة، كان يعيش بها جيرانهم، والآن يحمون اللهب من تناثر الهواء الطلق بألواح إسمنتية تطايرت من الأسقف.
وفي منزل مجاور، يعيش كاتب متقاعد يبلغ من العمر 65 عاما، حوله بعض القطط التي لا زالت على قيد الحياة، وأطفالًا حول مجموعة من الأراجيح الصدئة، فقد ذكر لـ رويترز: ليس لدي مكان أذهب إليه ولا أحد يأخذني للخروج من هنا.
أما لاريسا، 46 عاما، إحدى السكان، فتقوم ومعها ستة آخرون برعاية الورود والجزر والبصل الأخضر، ويهتمون بغسل كافة الملابس الخاصة بالبلدة الصغيرة من خلال ماء مسحوبة من آبار سلاتين، ويجف الغسيل على خيوط طويلة بطول البلدة المُحطمة.
أما الجزء الآخر من السكان، فيشاركون المساعدات الإنسانية التي تم تسليمها إلى المجمع من قبل متطوعين من بلدة ديرجاتشي القريبة منهم، مع استكمالها بالخضروات المخللة المخزنة.
والسيدة آلا، تُدير محطة مترو أنفاق في خاركيف، وهي على بعد 28 كيلومتر من طريق البلدة، تطبخ للجميع في مطبخها الصغير، الذي يعمل بزجاجة غاز صغيرة، عندما تهدأ نيران القذف، تغامر آلا بالخروج مع زوجها فولوديمير، 57 عاما، يعمل بالسكة الحديد، ويذهبان معًا إلى المنزل المهجور لنقل الأطعمة.
وهناك سيدة تُدعى آنا، 66 عاما، تعيش في المجمع منذ ما يقرب من 20 عاما، عند سؤالها عن صمودها هي ومن معها، قالت إن مفتاح قدرتهم على المعايشة هو الروتين الصارم، وطهي ما يكفي من الطعام ليومين، متابعة: نحن نهتم ببعضنا واقتربنا من بعض كثيرًا.
أما الصديقتان ناتاليا وفيليبوفا، عند سؤالهما عن سبب تحملهما لظروف المعيشة فلم تجدن إجابة، فعندما شنت القوات الروسية عملية عسكرية عليهم، وجد البعض الطاقة اللازمة للتنظيم والتغلب على الصعوبات معًا، بينما كان البعض الآخر يعاني من اليأس.
رغم كل ذلك، فالسكان يجلبون الماء ويقرؤون ويعتنون بحدائقهم ويتحدثون ويجلسون في أيام مشمسة على طاولة مؤقتة، في محاولة لتجاهل الانفجارات المتكررة، ربما يتحدثون عن أول صاروخ دمر البلدة، حيث تذكرت إحدى السكان: وقع صاروخًا في منزل مجاور، حطم ساعة الحائط المعلقة في بيتي، حينها توقف الوقف عند 12:05 صباحًا.