مرصد الأزهر: اقتحام نحو 5800 مستوطن صهيوني لـ الأقصى خلال مايو المنصرم
أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف؛ التقرير الشهري حول الأوضاع داخل مسجد الأقصى المبارك، في ظل الانتهاكات التي يتعرض لها بشكل شبه يومي، حيث اقتحم 5846 مستوطنًا ساحات الأقصى المبارك خلال شهر مايو الماضي، تحت حراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال.
كان على رأس المُقتحمين عدد من الحاخامات الصهاينة من أصحاب التاريخ الأسود في اقتحام الأقصى، مثل: يسرائيل إلياهو، يتسحاق برناد، وشموئيل مورينو، وبعض من أعضاء الكنيست المتطرفين الناشطين في جماعات الهيكل المزعوم، مثل: إيتمار بن جفير، ماري ريجيف، وشولي موعلام.
أبرز محطات الاقتحامات خلال الشهر المُنصرم
وجاءت أبرز محطات الاقتحامات، خلال الشهر المُنصرم، متزامنة مع المناسبات والأعياد الصهيونية على النحو التالي:
- ذكرى إعلان الكيان الصهيوني: جاءت هذا العام في السادس من مايو وفق التقويم العبري، واقتحم المسجد في هذا اليوم 950 مستوطنًا؛ ليسجل زيادة ضخمة قُدرت بنحو 258% مقارنة بالأعداد التي اقتحمت الأقصى في نفس الذكري قبل انتشار فيروس "كورونا"، والتي كانت 265 مستوطنًا فقط.
- يوم يروشلايم– يوم القدس: الذكرى الصهيونية لاحتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967م؛ حيث اقتحم في هذه الذكرى 2،262 مستوطنًا، ليسجل سابقة هي الأولى كأكبر عدد من المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك خلال يوم واحد منذ استيلاء الكيان الصهيوني على الأقصى المبارك عام 1967م.
وأشار مرصد الأزهر إلى أن السوابق التي سجلها شهر مايو في أعداد المُقتحمين الصهاينة لساحات الأقصى المبارك؛ تدل على إصرار منظمات الهيكل – المدعومة بشكل كُلّي من سلطات الاحتلال، على تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وإقامة هيكلهم المزعوم داخل باحاته بشكل مبدئي؛ تمهيدًا لإقامته على أنقاض الأقصى المبارك، موضحا أن الاقتحامات تمثل جرس إنذار للتنبيه بالمخاطر المُحدقة بأولى القبلتين، والتي تستدعي تضافر الجهود لإنقاذه الأقصى المبارك من براثن الاحتلال، وإجهاض مُخططاته الخبيثة.
وتابع: من أدلة ذلك، الدور الكبير الذي أدته منظمات الهيكل وجماعاته المتطرفة في حشد المستوطنين المتطرفين، وتحريضهم على اقتحام الأقصى وتدنيس ساحاته المباركة، ولعل أبرز هذه الدعوات كانت دعوة ما تُسمى بـ هيئة منظمات الهيكل إلى أوسع اقتحام للأقصى في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، والتي وافقت يوم الـ 29 من مايو المنصرم.
ومن التحركات الاستفزازية الصهيونية؛ التي سلّط مرصد الأزهر الضوء عليها، تنظيم المستوطنين لما يُسمى مسيرة الأعلام في الـ 29 من مايو الماضي، احتفالًا باحتلال الجزء الشرقي من القدس، والتي انطلقت من باب العامود نحو حائط البراق عبر الحي الإسلامي، لافتًا إلى أن الهدف من الإصرار على تنفيذ تلك المسيرة كل عام، هو إضفاء السيادة الصهيونية المزيفة على مدينة القدس، وهي السيادة التي يسعى الاحتلال إلى فرضها بقوة السلاح.
على الصعيد الديموغرافي، تناول المرصد بالدراسة والتحليل؛ تداعيات تصعيد الاحتلال من اعتقال المقدسيين، حيث تُشير الإحصائيات إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16 ألف فلسطيني منذ عام 2015، فيما سُجلت نحو 1،530 حالة اعتقال منذ مطلع العام الجاري، إضافة إلى سياسة الهدم المستمرة في مدينة القدس، بالتوازي مع تسهيل البناء الاستيطاني، ودعم نشاط الجمعيات الاستيطانية التي تنشط في القدس، ويرى المرصد أن الهدف من هذه التحركات هو تغيير البيئة الديموغرافية للعاصمة الفلسطينية المحتلة لصالح المستوطنين المُتطرفين، وإحكام السيطرة على الأحياء والمناطق المُحيطة بالأقصى المبارك، تمهيدًا لإحكام السيطرة عليه، وهو ما لن يتحقق لهم بإذن الله تعالى.
وجدد مرصد الأزهر؛ دعمه الكامل للقضية الفلسطينية، مُشددًا على أن الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم، ولا يقبل التقسيم بحال من الأحوال، وأن قضية القدس المحتلة ستظل القضية الرئيسة التي يجب أن يلتف حولها كل العالم الإسلامي والعربي، وأن تتلق الدعم الكامل من أصحاب الضمائر اليقظة حول العالم، حتى يأذن الله بفجر جديد يحمل شمس الحرية على أولى القبلتين.