صالون الجزويت يحتفي بالمخرج مجدي أحمد علي في عيد ميلاده السبعين | صور
احتفل صالون الجزويت الثقافي، أمس الأربعاء، بعيد ميلاد المخرج الكبير مجدي أحمد علي وبلوغه السبعين عامًا، على أرض مسرح ستوديو ناصيبيان جزويت القاهرة، في لقاء مفتوح مع الجمهور حول مشواره الفني الكبير والمؤثر في تاريخ السينما المصرية.
أدار اللقاء الكاتب هشام أصلان، واستهل حديثه بإبداء الإشادة والتقدير بأعمال المخرج مجدي أحمد علي.
من جانبه قال مجدي أحمد علي، إن الأعمال الأدبية للكاتب الراحل إبراهيم أصلان كانت متميزة، قائلا، في رأيي إبراهيم أصلان هو أفضل من كتب روايات بالعربية، فهو شخص نادر على مستوى الكتابة في الأدب المصري.
وأضاف مجدي أحمد على، أشعر بالأسف الشديد لحادث حريق الجزويت، لافتًا إلى أنه على الرغم من حضور كثير من المسؤولين ورجال الأعمال لمسرح ستوديو ناصيبيان بعد حريقه، فإن التبرعات التي تم جمعها لإعادة بنائه ما زالت غير كافية.
صالون الجزويت يحتفي بالمخرج مجدي أحمد علي
ولفت إلى أن ذلك محزن ونوع من العار لعدم إحياء المكان مرة أخرى، مؤكدًا أنه لا بد من أن نقود حملة لإعادة هذا الصرح الثقافي، لافتًا إلى ضرورة وأهمية بدء حملة التبرعات سواء بأموال أو تصميمات لإعادة بناء المسرح.
وأردف حديثه قائلا: أنا وجيلي واجهنا معاناة مع كل فيلم، موضحًا الصعوبات الكثيرة التي واجهها في بداية مشواره المهني، لافتًا إلى أنه لم يكن من أبناء أحد المخرجين، ولا يملك أي واسطة لدخول مجال الإخراج في ذلك الوقت.
واستكمل: عملت مساعد مخرج لمدة 13 عاما، وواجهت صعوبات عديدة لدخول المجال، مشيرًا إلى أنه قد يكون الأمر اختلف الآن نظرًا لظهور السوشيال ميديا التي ساعدت في انتشار وصناعة الأعمال الفنية، حيث من الممكن أن تصنع المحتوى الذي تريد تقديمه عبر الموبايل، ويتم رؤيته وانتشاره، لافتًا إلى أن ذلك كان مستحيلًا قديما.
وأوضح أنه في الماضي كان يوجد جهات محددة للإنتاج تتمثل في التليفزيون المصري والمركز القومي للسينما والهيئة العامة للاستعلامات، مضيفًا: جيلي واجه الكثير من الصعوبات والجيل الذي سبقني أيضًا من خريجي المعهد العالي للسينما.
وقال مجدي أحمد علي: كان لدي إصرار كبير على عدم الاستعانة بتمويل خارجي من الغرب من أي جهة، وحرصت دائما على أن أعمل من قلب السوق، مضيفًا: كان حظي جيدًا أني عملت مع المنتج رأفت الميهي.
وأردف قائلًا: إن الأفلام التجارية من وجهة نظره لا يمكنها أن تُحدث تغييرا جوهريا في نمط السينما المصرية، مضيفًا: لا يوجد أجيال نجحت في أن تصنع ما يمكن أن يسمى خطا سينمائيا واضحا.
وأشار إلى أنه لا يوجد الآن علاقات شخصية بين الأجيال، والمخرج يواجه الكثير من الصعوبات الشديدة من بداية اختيار سيناريو أو كتابته في بعض الأحيان، والاطلاع علي ظروف الإنتاج والتوزيع، مما يؤدي إلى أنه يتم استهلاك المخرج في الكثير من التفاصيل، وفي رأيي لا يوجد بلد في العالم يتم استهلاك المخرج فيه بهذا الشكل في كل هذه الوظائف.
على مستوى السينما التجارية، أوضح مجدي أحمد على، أن النجم أصبح يختار المخرج والسيناريو، وهذا تعبير عن ثقافة النجم، وهذه الظاهرة نادرة لم تحدث في تاريخ السينما المصرية، ولم يكن النجم له هذا الدور على الإطلاق، ولذلك فإن تقليد السينما الغربية أو العنف غير المبرر البعيد عن الواقع المصري والابتعاد عن روح الشخصية المصرية والمشكلات الاجتماعية المصرية نتاج تفكير النجم السينمائي الذي أصبح يحرك عملية الإنتاج السينمائي.
وأوضح أنه أصبح من الصعب أن تطلب من نجم المشاركة في فيلم نظرًا لانتشار ثقافة احتكار النجوم، فهذه العلاقة البسيطة أصبحت غير متاحة حاليا، قائلا: في رأيي أن من يأخذ السينما بجدية الآن ويصنع فيلمًا متميزًا أعتبرها حالة فرح لأنها تمثل حالة خروج من دائرة شبه محكمة الإغلاق.
وأكد علي أن السينمائي عندما اختار مهنة السينما قرر أن يكون مثقفا عضويا، بمعنى أنه لا يصح أن تكون سينمائيا ولا تتحدث عن بشر تفهمهم جيدًا وتستوعب مشكلاتهم ومشاعرهم وتدرس جميع تفاصيلهم جيدا.
وشدد على أن المخرج الجيد لا بد أن يكون صاحب هم حقيقي، سواء كان اجتماعيا أو ثقافيا أو سياسيا أو هما فنيا، وأن يملك المخرج تجربة حياتية حقيقة تُمكّنه أن يصبح صاحب مشروع، مضيفًا: في رأيي أن الذين يستحقون التكريم هم أصحاب المشروعات الحقيقية، والذين يدرسون جيدا ويفهمون كل جوانب العمل، فلا يصح أن تغفل أي عنصر مهما كان بسيطًا، لذلك لا يصح أن لا تفهم جيدًا في الكادرات أو في التصوير.
وأضاف: التجارب الإنسانية هي أصل الإبداع، مشيرًا إلى أن المخرج تجربته في الحياة سطحية ينعكس ذلك بالضرورة على أفلامه، ويظهر جليا في التفاصيل وفي شخصيات العمل.
واستكمل: أنا أحترم المخرجين الذين يعرفون جيدًا ما يقدمونه، مشيرًا إلى أنه يعرف جيدًا عندما يشاهد عملًا ما إذا المخرج على دراية جيدة بما يتناوله به أم لا.
وأفاض: الفن قادر على التغيير حتى لو بطيء أوتراكمي لكن يظل تغييرا جوهريا، لافتًا إلى أنه يحافظ حتى الآن على مشاهدة كل البرامج الإخبارية وقراءة الجرائد الورقية.
واختتم حديثه، بأن المخرج يجب أن يلتزم بأن يوجه الفيلم للجمهور المصري أولا، قائلا: الفيلم يصنع من أجل الجمهور المصري أولا، ثم يصل للعالمية، ولكن يوجه لجمهورك أولا وهكذا كانت مدرسة نجيب محفوظ في الأدب.