بوابة العبور ومفتاح النصر.. المآذن العالية أول خطة هجومية في حرب أكتوبر أنهت أسطورة إسرائيل
حقق جيل أكتوبر العظيم، ومنهم الفريق سعد الدين الشاذلي، النصر لمصر، ورفعوا راية الوطن على ترابه المقدس، وأعادوا للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، وأكدوا للعالم أجمع أن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها، وعلّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، وأن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية.
المآذن العالية.. الخطة التي كبدت إسرائيل خسائر فادحة في حرب أكتوبر
تعد خطة "المآذن العالية" أبرز الخطط العسكرية للجيش المصري، بعد أن نفذت مصر بعد النكسة في عام 1967، واستعدادا لحرب أكتوبر 1973 العديد من الخطط الهجومية، فقد أعد الفريق سعد الدين الشاذلي خطة الهجوم على إسرائيل وفقا لتواريخ تناسب سير العمليات، وبالفعل نجحت خطته في تكبيد القوات الإسرائيلية الكثير من الخسائر، وقطع حائط الصواريخ اليد الطولى لإسرائيل وهي قواتها الجوية، ومنعها من التقدم لمسافة 10 كم من قناة السويس.
وفي يوم 6 أكتوبر عام 1973، في الساعة 14:05، شن الجيشان المصري والسوري هجومًا على القوات الإسرائيلية، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية، التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع، وبحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973، حققت القوات نجاحًا حاسمًا فى معركة القناة، وعبرت أصعب مانع مائي في العالم وانتهت أسطورة خط بارليف.
وخطة المآذن العالية تم إعدادها برئاسة أركان حرب القوات المسلحة المصرية في أغسطس 1971، برئاسة الفريق سعد الدين الشاذلي، وهي أول خطة هجومية تضعها القوات المسلحة المصرية لحرب أكتوبر، وعدل اسمها إلى "خطة بدر" في سبتمبر 1973 أي قبل نشوب الحرب بشهر.
تفاصيل أهداف خطة المآذن العالية “خطة بدر”
ويعد الهدف الأساسي لخطة "المآذن العالية" هو عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف واقتحامه، ثم اتخاذ أوضاع دفاعية على مسافة تتراوح بين 10 – 12 كم شرق القناة وهي المسافة المؤمنة بواسطة مظلة الصواريخ المضادة للطائرات، وتتألف القوة المهاجمة من خمس فرق مشاة بإجمالي قوات يصل لـ 120 ألف جندي.
وتتمسك القوات المرابطة في شرق القناة بالأرض، وتصد هجمات العدو وتكبده أكبر خسائر ممكنة، في حين تبقى فرقتان ميكانيكيتان غرب القناة، إضافة إلى فرقتين مدرعتين على بعد 20 كم غرب القناة كاحتياطي تعبوي لفرق المشاة الخمس، فضلا عن احتياطي القيادة العامة المؤلف من 3 ألوية مدرعة وفرقة ميكانيكية، وقد روعي في فرقة المشاة أن تكون قادرة على صد فرقة مدرعة إسرائيلية من 3 ألوية مدرعة.