رحلة الأمل من الفيوم لـ القاهرة| كواليس أول لقاء بين صاحبة عملية زراعة الرئة وأهلها بعد الإفاقة: بنكلمها من خلف الزجاج
الحمد لله.. أول كلمات تحركت بها فشاة سحر صاحبة أول عملية زراعة رئة في مصر، وذلك بعد إفاقتها مطلع الأسبوع الماضي، بصوت تكاد هي نفسها لا تسمعه، كلمتان كانتا بمثابة تنفس للفريق الطبي الذي أجرى العملية، وعودة للحياة لأمها السيدة سامية عبد الحفيظ، والتي كانت في سباق مع الزمن تنتظر إفاقة ابنتها بعد إجراء عملية هي الأولى من نوعها في مصر.
بعد أن اطمأنت الأم المهمومة على ولديها اللذين تبرعا لشقيقتهما في أول زراعة رئة، ظل قلب الأم مشغول بابنتها التي لم تراها على مدار أسبوع من إجراء العملية، قبل أن يُسمح لهم بزياتها من خلف الزجاج، بينما هي على الأجهزة تجمع وعيها بالكاد، حتى طمأنها الأطباء بعد الإفاقة، كما يقول أحد فريق المستشفى: لما قولنا لها إن بنتها قامت كإن الحياة رجعت لها، كانت زعلانة إنها متعرفش عنها حاجة، وذلك رغم حرص الفريق الطبي على طمأنتها بين حين والآخر.
أول عملية زراعة رئة في مصر
من خلف زجاج العناية المركزة بالمستشفى التخصصي، تأتي أسرة سحر من الفيوم للقاهرة ويدخلون واحد تلو الآخر لمدة دقائق للاطمئنان عليها، بينما هي تلوح لهم بيدها من داخل عرفتها ومن تحت الأجهزة، كما يقول أحد أفراد الفريق الطبي المسئول عن الحالة، لـ القاهرة 24، والذي يؤكد على أنها حتى الآن لم تقابل أيٍ منهم وإنما تطمئن عليهم من خلال الكتابة أحيانًا، وأحيانًا تكتفي بالتلويح لهم بيدها.
وعن حالتها الصحية، يقول المصدر، لـ القاهرة 24، إنه تم رفع جهاز التروية من على سحر حيث أنها الآن تتنفس باستخدام الرئة الجديدة مع استخدام جهاز التنفس، مع الاستغناء عن أجهزة الإرواء القلبي الرئوي أو الإيكمو، والتي كانت كمدعمات لوظائف القلب والرئة لحين استرداد وظيفتهما تدريجيا.
وكان فريق من مستشفى عين شمس التخصصي، قد نحج في إجراء أول عملية زراعة رئة بنجاح منقطع النظير، والذي يعد هو الأول من نوعها في الشرق الأوسط لمتبرعين أحياء، وذلك منتصف شهر ديسمبر المنقضي، وهو ما شهد احتفاء من جميع وسائل الإعلان، وكذلك وزارة الصحة والسكان التي أشادت بمجهود الفريق الطبي، والذي استغرق قرابة 15 ساعة، داخل 3 غرف عمليات.