السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من آن لآخر

الخميس 19/يناير/2023 - 10:43 م

زار الرئيس عبدالفتاح السيسي الكلية الحربية، وهو عائد قبل ساعات من الإمارات، وتفقد الرئيس عمليات التدريب والتأهيل التي تجرى على أعلى مستوى علمي وعصري للطلاب والمستجدين، لم تخل الزيارة من رسائل الاطمئنان والحوار والتواصل مع الطلاب وأسرهم، الاطمئنان على الحاضر والمستقبل فهؤلاء المقاتلون الجدد هم امتداد لأمجاد وبطولات خير أجناد الأرض.. سيكونون ركيزة الأمن والاستقرار والحفاظ على الوطن، وأيضا رسائل الثقة حول قدرة مصر على تجاوز وعبور التحديات وتحقيق آمال وتطلعات المصريين.


في «مصنع الرجال.. وعرين الأبطال» تعرف المعنى الحقيقي للإرادة والتحدي.. والقدرة على عبور المستحيل.. فقد شهد المكان على مدار تاريخه رموزا سطروا أمجادا مضيئة ما زال الوطن يفخر بها.. وفي هذا المكان وقف القائد الأعلى الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحدث مع حماة المستقبل وهو القائد الفذ وأحد أبرز رموز الوطنية المصرية.. أنقذ وأنجز لهذا الوطن ما لم يسبقه إليه أحد.. لذلك جاءت الرسائل لتطمئن الجميع.


رسائل رئاسية مهمة من مصنع الرجال وعرين الأبطال ومع خير الأجناد.. حول البلاد والعباد.. تزرع في النفوس الثقة والأمل.. في الحاضر والمستقبل. 
سر الإقبال.. ورسائل الاطمئنان

خلال عملي على مدار أكثر من 25 عاما، تعرفت وتعلمت في القوات المسلحة على المعنى الحقيقي لكلمة الرجولة والشهامة والولاء والانتماء والوطنية في أسمى صورها.. وجدت رجالا شرفاء يجزلون العطاء والفداء لهذا الوطن.. دون التفكير أو انتظار مقابل.. نموذج في التفاني وإنكار الذات.. والخلق الحميد والمبادئ الرفيعة.. والصلابة والشجاعة في مواجهة التحديات والبطولة والفداء في مواجهة التهديدات.


حالة من الانبهار الشديد تستطيع أن ترصدها بسهولة.. وهي رغم التحديات والتهديدات والمخاطر التي تواجه مصر على مدار أكثر من عقد من الزمان استلزمت تقديم تضحيات وأرواح ودماء.. إلا أن الإقبال على الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية وحتى التجنيد تضاعف مرات ومرات.. ويمكن تفسير هذه الظاهرة وإسنادها إلى أمرين أو سببين مهمين للغاية.. أولا: المعدن النفيس لشعب مصر العظيم ومدى ارتباطه بالوطن.. وعشقه للدفاع عنه والفداء من أجله.. الأمر الثاني المهم.. هو مدى الفخر والاعتزاز بالانضمام لصفوف قواتنا المسلحة التي تحظى برصيد غير محدود من الإجلال والفخر والاعتزاز والمكانة المرموقة لدى المصريين.. وما تقدمه لهذا الوطن من بطولات وتضحيات وإنجازات بالإضافة إلى المخزون اللامحدود من المواقف الوطنية المضيئة والانتصارات والبطولات.. والسجل الحافل بالرموز العسكرية الوطنية.. الذين ساهموا بقدر كبير في أمجاد هذا الوطن.. وصفحاته الخالدة التي ترسخت في نفوس ووجدان هذا الشعب وبات الالتحاق بصفوف القوات المسلحة حلمًا يراود جميع المصريين.


الحقيقة أن الصورة الذهنية لدى المصريين جيلا بعد جيل عن قواتنا المسلحة وتاريخها وحاضرها.. وما تمثله لهذا الوطن كونها عمود الخيمة والقلب والعقل والعصب.. ويصفها المصريون دائما بأنها السند والحصن والدرع ويفاخرون بأن لديهم جيشا وطنيا شريفا.. قويا وقادرا هو الجيش الأسطورة.


اليوم تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة الكلية الحربية.. وشارك الطلبة خلال تنفيذهم عددا من الأنشطة والتدريبات التى يتم تدريب الطلبة المستجدين بالأكاديمية والكليات العسكرية عليها يوميًا بمقر الكلية الحربية؛ للاطمئنان على العنصر الأساسى فى بناء الفرد المقاتل، وهو اللياقة البدنية والرياضية التى يتم بناؤها بشكل علمى وعصرى لتواكب طبيعة المهام والتحديات التى يجب أن يتحلى بها المقاتل، خاصة المقاتل المصرى شديد الخصوصية والقوة والقدرة فهو خير أجناد الأرض كما وصفه المولي- عز وجل- على لسان سيد الخلق سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم.
زيارة الرئيس السيسى للكلية الحربية وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة فجرا، وهو عائد قبل ساعات من المشاركة فى القمة المصرية- الخليجية- الأردنية بالإمارات الشقيقة.. تشير وتجسد أن الرئيس السيسى يولى اهتماما كبيرا بالاطمئنان على كافة مكونات الدولة المصرية، فهو دائم الاطمئنان على مواصلة البناء والتنمية والتطوير والتحديث وعلى أحوال المواطن.. وتوفير احتياجاته وتحسين جودة حياته وظروفه المعيشية وتخفيف الأعباء عنه فى أوج تداعيات الأزمة العالمية.. بالإضافة إلى تأكيد الرئيس السيسى على الدوام أن الأوطان تستطيع مواجهة التحديات والأزمات وتضع الحلول لها من خلال الأفكار الخلاقة والرؤى غير التقليدية والابتعاد عن النمطية.. لذلك نجد أن مصر تتحرك فى مواجهة تحديات وتداعيات الأزمة العالمية، من خلال مسارات غير تقليدية تستطيع أن توفر الحلول للتحديات التى تواجه الوطن.


الاطمئنان على الفرد المقاتل يبدأ من مرحلة الالتحاق والاختيار والتأهيل والتدريب.. لذلك فإن وجود ومشاركة الرئيس السيسى وزيارته للكلية الحربية.. هو وقوف على مدى مواكبة الأبطال الجدد لعمليات التدريب العلمية والعصرية.. بما يتناسب مع جيش عظيم يواجه الكثير من التحديات فى بلد يعيش فى منطقة شديدة الاضطرابات تموج بالكثير من الصراعات والأطماع والأوهام.. وفى عالم يشهد حراكًا خطيرًا نحو نظام عالمى جديد.. يتجه نحو المزيد من التصعيد.. واتساع رقعة الصراع وهو الأمر الذى يتطلب اليقظة والانتباه وامتلاك القوة والقدرة لمواجهة التحديات والتهديدات وما قد تفرضه الأقدار من أجل الحفاظ على الأمن القومى.. وأعلى معايير الأمن والاستقرار.


الجيش المصرى عهدته دائما طبقا لظروف ودروس الماضى يعمل ألف حساب لكل كبيرة وصغيرة.. ولديه من السيناريوهات والتوقعات واستعداد كامل لمواجهة أسوأ الاحتمالات وأعقد المواجهات.. يستبق الجميع ويضع الخطط والتصورات لأكثر من 50 عامًا مقبلة.. ويختار عناصره بكفاءة وعلم.. بما يضمن قدرتهم على العمل بكفاءة واحترافية لأكثر من 30 عامًا يدرك انه جيش عظيم يحمى دولة وأمة عظيمة تواجه تحديات وتهديدات غير مسبوقة.


الحقيقة أيضا ورغم التاريخ الزاخر لقواتنا المسلحة، وكونها واحدة من أفضل وأقوى جيوش العالم وأقواها فى المنطقة، إلا أنه شهد فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أكبر عملية تطوير وتحديث وامتلاك القوة والقدرة الاحترافية والجاهزية؛ لمواجهة كافة التحديات والتهديدات ويمضى بثقة وثبات وبعلم وتقديرات موقف فى هذا الطريق بنجاح عظيم.. وهو الجيش الذى يمتلك رصيدا غير محدود من الخبرات والدروس المستفادة المتراكمة على مدار العقود الماضية.. جاءت من حروب ومواجهات وانتصارات هى أقرب للمعجزات والأساطير.. وأيضا دروس فريدة ومصدر اعتزاز وفخر جميع المصريين.. حيث واجه الجيش المصرى العظيم تحديات وتهديدات خلال الـ10 سنوات الأخيرة لا تطيقها الجبال ورغم ذلك انتصر وحمى الوطن من السقوط.. ودحر كل المؤامرات والمخططات.. ولعل معركة الوطن مع الإرهاب والفوضى كانت النموذج والمثال لقدرة وقوة الجيش المصرى العظيم.. الذى طهر البلاد من دنس الإرهاب ورسخ فى ربوعها الأمن والاستقرار.


لم تكن استعادة كامل الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها وممارسة المواطن المصرى السيناوى كامل نشاطاته اليومية بحرية وبسط البناء والتنمية فى سيناء.. إلا إعلانا لعظمة وقوة وقدرة الجيش المصرى.. الذى نجح وحيدًا فى دحر أكبر حملة إرهابية مدعومة وممولة تستهدف تقويض البلاد واختطاف سيناء.. ليتأكد للجميع أن كل مؤامرات ومحاولات العبث مع خير أجناد الأرض لن تفلح.


أعظم ما حققه الجيش المصرى العظيم فى عهد الرئيس السيسى أنه نجح فى لجم وتحجيم حالة الفوضى والأطماع والأوهام فى المنطقة التى استهدفت مصر وأمتها العربية.. واستطاع ان يعيد التوازن فى موازين القوة بالمنطقة وإصلاح الخلل الاستراتيجى فيها بما أعاد الثقة والطمأنينة لمصر والأمة العربية.. تأكد للجميع أيضا ان لهذه الأمة جيشا يحميها ويدافع عنها ويستطيع ان يسحق الطامعين والمتآمرين عليها وهو إنجاز فريد يجب على كل عربى شريف ان يدركه جيدًا.. فالجيش المصرى العظيم أنقذ المنطقة العربية بكاملها من مصير مجهول عندما انحاز لإرادة المصريين.. ونفذ مطالبهم.. وحماهم من بطش وبربرية الجماعة الإرهابية.. ونجح الشعب المصرى فى عزل أخطر جماعة إرهابية متآمرة ومتحالفة مع أعداء الأمة العربية.. ولولا موقف الجيش المصرى العظيم لأصبح الجميع لقمة سائغة فى أيدى دول معادية تسعى لتقويض الأمة وإثارة الفوضى فيها ونهب ثرواتها.. وخداع شعوبها إلى الإسقاط والتقسيم.. لذلك فإن فضل مصر على الجميع لا يقدر بكنوز الدنيا.
لم ينس الرئيس السيسى كعادته وحرصه على الحوار المفتوح سواء مع الطلبة الجدد وأسرهم وترسيخ بناء الوعى الحقيقى وإطلاع المواطنين على الحقائق والتحديات والجهود بكل موضوعية وبأسلوب مبسط يتناول كافة القضايا المحلية والإقليمية والدولية وارتباط مصر بهذه التحديات وتأثيراتها عليها وجهود الدولة فى مواجهة ذلك.. وهذا التواصل الرئاسى المستمر هو درس لكل مسئول ما زال يصر على الانغلاق والبخل فى الحديث مع الناس أو الإعلام، ولا يدرك طبيعة ودقة الوقت وتحدياته وما يروج فى الفلك الإلكترونى المعادى وأبواق الشر ومنابر الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتخويف.. ولا أدرى لماذا لا يدرك بعض المسئولين قيمة التواصل والحوار مع الناس من الوزير وحتى المحافظ وحتى المسئول الصغير.. نريدهم أن يخفضوا جناح الرحمة بالعقل المصرى.. من خلال الاستماع إلى الأحاديث الواقعية المستندة إلى المعلومات والأرقام والحقائق وما أكثرها حتى نستطيع حماية العقل المصرى مما يضخ فيه على مدار اليوم من كل صوب وحدب.. وهو صامد واثق فى قيادته السياسية التى لا تتوقف جهودها فى العمل من أجل المواطن المصرى وتسابق الزمن فى التخفيف من الأعباء عليه.. وتحرص على الحديث والتواصل معه فى جميع المناسبات وتطمئنه وتخبره ألا يقلق ولا يخاف.. لذلك أتمنى من كل مسئول أن يتجه نحو فضيلة التواصل والحوار مع الناس عبر وسائل مباشرة أو غير مباشرة ولعل أحاديث المؤتمرات الصحفية للدكتور مصطفى مدبولى خلال هذا الأسبوع والتى وصلت إلى 3 مؤتمرات صحفية.. حققت نجاحا ملحوظا.. وبعثت برسائل التفاؤل والاطمئنان.. وأن هناك حكومة تقف فى ظهر مواطنيها.. وتتخذ من الإجراءات التى تستطيع ان تعبر بنا إلى شاطئ النجاة من براثن الأزمة العالمية.. وتبرز الجهود المتواصلة والخلاقة للدولة المصرية.


فى النهاية أقول.. لا تقلق على بلد تعهد الله بحمايته ورعايته.. ثم لا تقلق على بلد يقوده رئيس وطنى شريف يتحلى بالحكمة والإرادة والعمل المتواصل من أجل تحقيق آمال وتطلعات شعبه وبناء وطنه.. ثم لا تقلق على بلد فيه جيش مصر العظيم خير أجناد الأرض.. ولا تخش على وطن عقيدة جيشه (النصر أو الشهادة) وشرف الدفاع عن الوطن.. هو السند والحصن والدرع.. تجده فى كل التحديات يقف كالجبال فى مواجهة الخطر لديه رجال لا يهابون الموت.. ولا يركعون إلا لله جل أهدافهم حماية الأرض والوطن وطمأنة المصريين والحفاظ على كرامتهم وتهيئة الأمن والاستقرار للبلاد والعباد.. ولا تقلق على بلد لديه شعب أصقلته التحديات والمحن والشدائد.. وسطر على صفحاتها الأمجاد تلو الأمجاد.. وقدرة فائقة على تحويلها إلى منح.. لا تقلق على وطن يتسابق أبناؤه على الالتحاق بالكليات العسكرية وكلية الشرطة فى خضم التهديدات والمخاطر.. ولا تقلق على وطن شعبه على قلب رجل واحد خلف قيادة سياسية تاريخية واستثنائية صنعت كثيرا من الأمجاد لوطن يمضى بثبات نحو القمة.

تابع مواقعنا