الأعمال المستحبة في الأيام البيض.. الصيام والذكر
نشرت دار الإفتاء المصرية موعد الأيام البيض لشهر رجب، وهي السبت والأحد والاثنين من الأسبوع الجاري، ويشغل بال الكثير من المسلمين الأعمال المستحبة في الأيام، بالإضافة إلى الصيام وهو أول عمل يستحب القيام به في الأيام البيض خاصة أنه سنة عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، تأتي ثاني الأعمال المستحبة في الأيام البيض الدعاء، لما له هذه الأيام من أفضلية عن أيام الشهر، وفي السطور التالية الأعمال المستحبة في الأيام البيض.
الأعمال المستحبة في الأيام البيض
الأعمال المستحبة في الأيام البيض، أولها الصيام وقالت دار الإفتاء المصرية إن صيام الأيام البيض مستحب وورد عن سيدنا النبي وهي 3 أيام من كل شهر، وهم الأيام القمرية 12 و14 و15 من الشهر الهجري، وصيام هذه الأيام ليس واجبا فيثاب فاعله ولا يعاقب تاركه وسميت بالأيام القمرية لاكتمال القمر ويكون فيها شديد البياض لذا سميت بالأيام البيض مع استدارة القمر مستشهدة بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» (رواه البخاري ومسلم).
وثبت في صحيح مسلمٍ عنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْهَا: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ.
وتأني في المرحلة الثانية ضمن الأعمال المستحبة في الأيام البيض الدعاء، لما له من أهمية خاصة في حياة المسلم قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وفي الدعاء يكون العبد قريبا من ربه يدعوه بكل ما يريد فالدعاء من أيسر العبادات وأيسرها خاصة وأن للصائم دعوة لا ترد يستحب أن يدعوا الله عند الإفطار فدعاء الصائم مستجاب، ومن الأعمال المستحبة في الأيام البيض كثرة الذكر وكثرة الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لإكثار من ذكر الله -سبحانه وتعالى- ومن ذلك التهليل، والتسبيح، والاستغفار، والصلاة على رسول الله، وحمد الله وشكره.
كما أن قراءة القرآن حيث يستحب للمسلم قراءة القرآن وهو صائم والإكثار من الصدقات فهي تجلب البركة والرزق وزيادة في العمر، عن أبي هُرَيرَة -رَضِيَ اللهُ عنه- عن رَسولِ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (ما نقَصَتْ صدقةٌ مِن مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضَعَ أحدٌ للهِ إلَّا رَفَعَه) وعلى المسلم الحرص على استحضار النية قبل كل عمل وفقا للحديث النبوي عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّما الأَعمالُ بالنِّيَّات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى، فمنْ كانَتْ هجْرَتُهُ إِلَى الله ورَسُولِهِ فهجرتُه إلى الله ورسُولِهِ، ومنْ كاَنْت هجْرَتُه لدُنْيَا يُصيبُها، أَو امرَأَةٍ يَنْكحُها فهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَر إليْهِ»، والإخلاص هو أن ينوي العبد بقوله وعمله وجه الله تعالى فقط، لا ثناء الناس.
بقراءة القرآن الكريم يكثر الله من حسنات المسلم خاصة وأنه من أشرف العبادات، حثنا الشرع الشريف على قراءته آناء الليل وأطراف النهار، لما له من أجر وثواب كبير فبكل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها، وحثّ النبي -صلى الله عليه سلم- على صيام هذه الأيام، وثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم هذه الأيام لما لها من فضائل عظيمة، ومن الأحاديث التي تدل على فضل صيام الأيام البيض قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: صَوْمُ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ.
هل الدعاء مستجاب في الأيام البيض
هل الدعاء مستجاب في الأيام البيض، يشغل بال الكثير أمر الإكثار من الدعاء في الأيام البيض، وربط الفقهاء الدعاء بالصيام، وأكد العديد من العلماء أنه يستحب أن يدعوا الله عز وجل عند الإفطار حال صيامه الأيام البيض فدعاء المسلم عند الإفطار في صيام البيض مستجاب.
وشهر رجب هو واحدا من الأشهر الحرم هي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36]، وهي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، والمحرم ورجب.
ويجب على المسلم الحرص على أداء الصلاة في وقتها بخشوع وقلب مطمئن والحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها والصلاة هي أول ما يحاسب العبد عليها يوم القيامة قال تعالى ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ سورة البينة الآية 5.
دعاء الأيام البيض
اللهم إني أستغفرك من كل ذنبٍ قَوِيَ عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو اتكلت فيه عند خوفي منه على أمانك، أو وثِقتُ فيه بحلمك، أو عوًّلتُ فيه على كريم عفوك
اللهم إني أستغفرك مِن كل ذنبٍ خُنتُ فيه أماني، أو بخستُ فيه نفسي، أو قَدَّمتُ فيه لذَّتي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيتُ فيه لغيري، أو استغويتُ إليه من تَبِعَني، أو غَلَبتُ فيه بفضل حيلتي، أو أحَلْتُ فيه على مولايَ فلم يُعْجِلني على فِعلي.. إذ كُنتُ سبحانك كارها لمعصيتي، غير مُريدُها منِّي، لكن سبق عِلمُكَ فيَّ باختياري واستعماله مرادي وإيثار، فحلُمتَ عليّ، ولم تُدخِلني فيه جبرًا، ولم تحملني عليه قهرا، ولم تظلمني عليه شيئًا، يا أرحم الراحمين..
يا صاحبي في شدَّتي.. ويا مؤنسي في وحدتي.. ويا حافظي في غٌربتي.. ويا وليي في نعمتي.. ويا كاشِفَ كُربَتي.. يا مستمع دعوتي.. يا راحم عبْرتي.. يا مُقيل عثرتي.. وإلهي بالتحقيق.. ورُكنيَ الوثيق.. يا رجائي للضيق.. يا مولايَ الشَّفيق.. يا ربَّ البيت العتيق.. أخرجني من حلق الضيق إلى سَعَة الطريق، بفرجٍ من عندك قريب وثيق، واكشف عنِّي كلِّ شدةٍ وضيق، واكفني ما أُطيق وما لا أُطيق.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صبحكم الله بستره وبأنوار الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم