خسائر بشرية واقتصادية وعسكرية.. محصلة الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعد 365 يوما من القتال
كر وفر وقتال في كل مكان.. هكذا بات الحال على خط القتال الفاصل بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية المنتشرة في الأراضي الأوكرانية، حيث يرفع كلاهما سلاحه بوجه الآخر منذ بداية الأسبوع الرابع من فبراير العام الماضي، ما تسبب في سقوط قتلى عسكريين ومدنيين قدروا بعشرات الآلاف، وتدمير اقتصادي كان لأوكرانيا نصيب الأسد منه كون الحرب دائرة على أراضيها.
فعلى صعيد دمار بشري وحضاري واقتصادي تسببت به الحرب الروسية الأوكرانية منذ بدايتها صبيحة يوم الرابع والعشرين من فبراير العام الماضي، بخسائر تواصل الارتفاع ساعة تلو الأخرى، فما أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء عملية بلاده العسكرية التي وصفها بالخاصة تواترت البيانات الرسمية وغير الرسمية بشأن الخسائر في كلا البلدين، فمن جانب حرص كلا الطرفين على تضخيم خسائر الطرف الآخر، وتقليل خسائره على الجانب الآخر.
الخسائر العسكرية في حرب روسيا وأوكرانيا
بداية من الخسائر العسكرية، تسببت الحرب الدامية بين الطرفين في مقتل عشرات الآلاف من الجنود من كلا الطرفين، وتدمير آلاف المعدات العسكرية التي تكشف عن ضخامة الحرب الضارية بين الطرفين منذ عام كامل.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت في آخر إحصائياتها، وحتى كتابة تلك السطور، أن خسائر كييف العسكرية، تمثلت في تدمير 386 طائرة مقاتلة، و210 هليكوبتر، و3213 طائرة مسيرة.
كما تم تدمير 405 منظومات مضادة للطائرات، و7979 دبابة وعربة قتالية مدرعة أخرى، و1037 راجمة صواريخ، و4179 مدفع وهاون، بالإضافة إلى 8494 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
في حين أنه على الصعيد البشري، تقول روسيا إنها قضت على عشرات الآلاف من الجيش الأوكراني، فيما تقول أوكرانيا إنها فقدت 13 ألف جندي فقط من قواتها، حسب آخر تقرير للخسائر البشرية لوزارة الدفاع الأوكرانية نشر في ديسمبر الماضي، فيما تقول تقارير نرويجية أن عدد الجنود الأوكران الذين قضوا في الحرب بلغ 100 ألف جندي.
وبالنظر على الجهة الشرقية للقتال وتحديد الدب الروسي، نشر قائد الجيش النرويجي في بيان له، أن خسائر روسيا البشرية وصلت إلى نحو 180 ألف جندي، ما بين قتيل وجريح.
إلا أن موسكو أعلنت رسميًا في سبتمبر الماضي، حسب وزارة الدفاع أن خسائرها البشرية وصلت إلى ما يقارب 6 آلاف جندي روسي.
أما وزارة الدفاع الأوكرانية بدورها نشرت إحصائية عن خسائر روسيا العسكرية من الحرب منذ بدايتها، والتي جاءت بمقتل أكثر من 145 ألف جندي روسي، وتدمير 2350 نظام مدفعية، و244 نظام حرب مضادة للطائرات، و299 طائرة، و287 طائرة هيلوكوبتر، وو873 صاروخ كروز، و2029 طائرة مسيرة، و18 سفينة عسكرية.
خسائر المدنين في حرب روسيا وأوكرانيا
ومنيت أوكرانيا بنصيب الأسد من نتائج الخسائر البشرية بين المدنيين، كون الحرب جارية على أراضيها، ففي تقرير سابق لها قالت الأمم المتحدة إن خسائر المدنين الأوكران بلغت نحو 18 ألفًا شخص بينهم أطفال، فيما أشارت تقارير غربية إلى أن الضحايا بلغوا ما بين 30 إلى 40 ألف قتيل، في حين لم تعلن روسيا عن عدد رسمي لخسائرها البشرية المدنية من الصراع الدائر منذ عام.
خسائر الاقتصاد في حرب روسيا وأوكرانيا
وعلى شاكلة باقي القطاعات مني القطاع الاقتصادي الأوكراني بضربة قاسمة جراء إعلان دب روسيا القابع في الكرملين عن بدء شعلة الحرب، فبداية من لجوء أكثر من 14 مليون أوكراني إلى دول أخرى جراء القتال، حسب الأمم المتحدة، إذ أشارت وكالة فرانس برس في مسح لها إلى أن روسيا باتت تسيطر على نحو 18% من أوكرانيا.
كلية كييف للاقتصاد، نشرت في ديسمبر الماضي، إحصائية محدثة عن خسار أوكرانيا المالية من الحرب مبينة أن استبدال البنية التحتية والاقتصاد المتضرر في أوكرانيا بلغ ما يقرب من 138 مليار دولار، والتي تتضمن مثل الطرق والجسور والمباني السكنية والأهداف الصناعية والمؤسسات التعليمية.
إلى جانب نشر الحكومة الأوكرانية والمفوضية الأوربية تقريرًا يشير إلى أن تكلفة إعادة الإعمار في أوكرانيا قد تصل إلى 350 مليار دولار، حسب تقديرات أعلنت في سبتمبر من العام الماضي.
أما على الصعيد الروسي، فقدرت مجلة فوربس الأمريكي تكلفة الصراع بالنسبة لروسيا بـ82 مليار دولار، أي ما يمثل ربع الناتج المحلي لموسكو.
وعن الإحصاءات الرسمية الصادرة من موسكو بشأن أداء الاقتصاد الروسي في 2022، أشار بوتين خلال خطابه للجمعية الفيدرالية تزامنا مع الذكرى السنوية للحرب، إلى أن الاقتصاد الروسي تراجع بنسبة 2.1% في 2022 فيما كانت التوقعات تتحدث عن انهياره.
كما أعلنت هيئة الإحصاء الروسية "روس ستاتا"، أن الاقتصاد الروسي انخفض بنسبة 2.1% العام الماضي، مسجلا بذلك نجاحا في استيعاب العقوبات الغربية بشكل أفضل مما كان متوقعا.
ووفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، التي خيبت آمال الغرب، فقد سجل الاقتصاد الروسي انخفاضا في العام 2022 بنسبة 2.2% بعد توقعات أن يهبط بخانة العشرات ووسط توقعات أن يعود إلى النمو العام الجاري، إذ يتوقع نموا بنسبة 0.3% وفي العام القادم 2024 بنسبة 2.1%.
وبالعودة إلى ساحة القتال مجددا، يواصل قادة كلا الجيشين المسارعة للحشد لما وصفته تقارير استخباراتية غربية وروسية الاستعداد لحرب ضروس أطلقوا عليها حرب الربيع، وتقديرها بأنها ستكون مفصلية في الصراع الدائر بين موسكو وكييف المنبثقتين كلاهما من الاتحاد السوفيتي المنهار مطلع التسعينات من القرن الماضي، ليواصل أشقاء أمس حرب دامية بوجه بعضهما البعض أحدها ملوحا بإمكانية استخدام النووي حال تعثرت الحرب، والآخر متكئا على ما يحصل عليه من ترسانة عسكرية غربية وأمريكية.