عزيزي الفاشل
• من القصص المشهورة ويقال إنها كانت خلال الحرب العالمية الثانية أن القناصة السوفيتيين كان مشهودا لهم بالكفاءة غير المسبوقة وكانوا نقطة تفوق مالهاش مثيل في الحرب.. التميز بتاعهم ده بالإضافة للخساير اللي كانت بتحصل لأعدائهم خلى عند الجنود السوفيت ثقة مفرطة وصلت في أحيان كتير للغرور وكان ممكن تكلف الجيش السوفيتي خسارة كبيرة وتقلب مسار الحرب.. والحل؟.. متابعة يومية من الظباط الكبار وبشكل مكثف لكل الجنود عشان يحافظوا على تركيزهم ويلفتوا نظرهم لو لقوا أي لمحة غرور عندهم ويفهموهم إن الحرب لسه مستمرة وماخلصتش.. في واحدة من الجولات دي فيه ظابط سوفيتي سأل جندي قناص عن رأيه في كفاءة ومهارة قناص العدو.. الجندي السوفيتي القناص رد: إنه فاشل!.. الظابط سأله: لماذا؟.. الجندي رد: إنه يرمي علي يوميا فيخطئ مرارا وتكرارا وهذا يدل على فشله.. الظابط سأله: وهل تستطيع رؤيته وقنصه؟.. الجندي رد ببساطة: طبعا يا سيدي!.. الظابط استغرب وسأله: إذن لما لا تقتله وتنتهي منه ما دمت تراه!، أم هل تنتظر أن يقتلك هو!.. الجندي رد بثقة: بل أخشى إن قتلته يا سيدي أن يستبدلوه بقناص آخر ماهر فيقتلني!.. الرد ده على قد ما يبان فيه ثقة وغرور من الجندي على قد ما كان فيه كمية غباء ضخمة!.. يعني هو شايف إن جندي العدو فاشل، وضايع، ومالوش لزمة وفي نفس الوقت سايبه عايش عشان يضمن إن مفيش حد أحسن منه ييجي فيهدده!.. طبعا الإجابة لفتت نظر الظابط إن فيه خلل في معايير تقييم الجنود السوفيت للأمور وبدأوا يدوهم دورات تدريبية تصحح من مفاهيمهم لإنهم لو استمروا بنفس العقلية الحرب هتبقى في خبر كان.
• سيدة محترمة من جيران زمان جت زارت والدتي من حوالي 9 سنين عشان تعزينا في وفاة والدي الله يرحمه.. السيدة دي ورغم معرفتها القوية بينا إلا إن ظروف أسرية خاصة بيها خلتها ماتقدرش تكون موجودة في عزاء والدي واكتفت بالتعزية عن طريق التليفون لكن كانت واعدة والدتي إنها هتيجي تعزيها بعد شوية.. حصل فعلا وبعد الوفاة بحوالي شهرين جت البيت عشان تعزينا.. كنت قاعد أنا وأمي وهي.. كانت بتتكلم في معظم القعدة عن معاملة جوزها السيئة ليها وإزاي إنه ماعندوش أي معايير أخلاقية في ردود أفعاله معاها لدرجة إنها قالت إن دراعها اليمين اتكسر مرتين بسبب ضربه ليها، وحصل لها كسر في الفك كمان ده غير أماكن مختلفة في جسمها بقت وارمة بشكل مستمر ومش بتلحق تخف لإن الضرب مش بيقف!.. وهي بتحكي دموعها غصب عنها غلبتها ومحور القعدة اتقلب 180 درجة عن ظلم وقسوة الزوج.. من ضمن كلامها قالت إنها صابرة عشان بيتها يفضل قائم ومايتخربش.. الحقيقة إن هي وجوزها، ورغم جوازهم لمدة 10 سنين ربنا ما أرادش إن يكون عندهم أطفال فالجملة دي خلتني وقفت عندها وقررت لأول مرة اتدخل في الكلام!.. سألتها: وهو إيه اللي ممكن يتخاف عليه في العلاقة دي ومايخربش البيت أكتر من اللي هو بيعمله معاكي؟!.. والدتي بصت لي بغضب معترضة على سؤالي للسيدة بس أنا حاولت أتجاهل بصة والدتي وبصيت للسيدة منتظر منها الإجابة.. السيدة استجمعت شجاعتها وقالت لي باستنكار: تقصد يعني عشان مفيش أولاد؟.. قلت: مثلا.. ردت: حتى ولو!، أنت عايزني أعمل إيه يعني؟، أتطلق؟، ويقولوا فلانة اتطلقت في السن ده؟، لا طبعا عيب، دا أنا أستحمل فوق كده 100 مرة ولا إن حد يشاور عليا ويقول المتطلقة أهي.. فضلت باصص لها بدون ما أتكلم، فكملت كلامها وقالت بحروف متوترة خرجت منها بالعافية: عارفة إنه راجل صعب، ومايتعاشرش، والعيشة معاه تقصر العمر بس لازم أكمل معاه، أنا أستحمل الضرب بس مش هستحمل المعايرة.. الشيء المؤسف في الموضوع إن الراجل ده بعد القعدة دي بـ 6 سنين اتجوز عليها!.. والشيء المؤسف أكتر إني عرفت إن ده أمر ماعملش أي إزعاج ليها لإنها فضلت شايفة إن كونها زوجة تانية ده أفضل بكتير من إنها تبقى مطلقة.
• كام علاقة فضلت متعكزة على طرف واحد بس واخد الموضوع جد كان حريص إنها تستمر رغم إن الطرف التاني إيدك منه والأرض؟.. كام واحد اتظلم لإن فيه حد أكبر منه قرر إنه ياخد منه فرصته ويديها لحد تاني أقل منه؟.. كام واحد اتغير مسار حياته كذا مرة لإن فيه عوائق مش منطقية اتحطت قدامه من ناس ماتعرفش ربنا؟.. طبع الحياة في معظم تفاصيلها إنك مش دايما هتقابل فيها "العدل" زي اللي في بالك.. عادي إنك تلاقي شخص وثقت فيه ينصحك بنصيحة مش مخلصة عشان بس ماتبقاش أفضل منه.. عادي إنك تلاقي مدير بيحافظ على وجود موظف فاشل لإنه خايف على مكانه.. عادي إنك تلاقي زوجة مستحملة عك وأذية زوج قاسي وعنيف لإنها مرعوبة من فكرة الانفصال وكلام الناس عنها بعد كده!.. والثمن؟.. من صحتك أنت، وصورتك أنت، ومستقبلك أنت.. في النهاية مش هيصح إلا الصحيح سواء شوفت ده بنفسك بدري أو خليت الدنيا توريهولك متأخر فمن مصلحتك إنك تستوعب ده في الوقت المناسب لإن محدش بيشيل شيلة حد، والشيء اللي مش عاجبك لو بتستحمله النهاردة بمزاجك هيدوسك هو بكره بمزاجه لإنك رضيت وجيت على نفسك قبل ما هو ييجي عليها.
