مدير المراكز الثقافية الروسية بالقاهرة: علاقتنا مع مصر تعود للقرن العاشر.. والطالب لدينا يفتح كتاب التاريخ على اسم مصر| حوار
نقدم 250 منحة مجانية للشباب للدراسة في موسكو
قال مراد جاتين، مدير المراكز الثقافية الروسية في مصر ومدير المكتب التمثيلي للوكالة الفيدرالية الروسية للتعاون في مصر، إن العلاقات المصرية الروسية قديمة قدم التاريخ وتعود للقرن العاشر ميلاديًا، ولكن على المستوى الدبلوماسي سنحتفل هذا العام بمرور 80 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهناك تقارب كبير بين الشعبين الروسي والمصري على كافة الأصعدة.
وأضاف جاتين في حوار خاص لـ القاهرة 24، أن المراكز الثقافية الروسية في مصر تلعب دورًا في التعريف المتبادل بالثقافتين الروسية والمصرية لدى الشعبيين العريقين، وكذلك المساعدة في تعزيز مجالات التعاون بين البلدين خاصة في مجال التعليم، مشيرًا إلى أن روسيا تقدم 250 منحة مجانية للشباب المصري للدراسة في روسيا، وتطرق أيضًا للحديث عن الثقل المصري ودور القاهرة في العبور للتنمية في القارة الأفريقية.
وإلى نص الحوار..
كيف تنظرون للعلاقات المصرية الروسية التاريخية.. وما النظرة المستقبلية لموسكو لهذه العلاقات؟
نحن نحتفل هذا العام بالذكرى الـ 80 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، ولكن تاريخ العلاقات بين روسيا ومصر أعتقد أنه يعود للقرن الـ 10 لأن أول الوفود المتبادلة بين البلدين تعود للقرن الـ 10، وبدأت تقوى العلاقات في القرن الـ 13، وكانت في البداية العلاقات تعود للناحية الدينية، حيث كان يأتي الحجاج المسلمون من روسيا للسعودية والمسيحيين لفلسطين وبعد ذلك يأتون لمصر لزيارة الأماكن المقدسة في سيناء مثلًا والإسكندرية.
وبداية من القرن الـ 18 تم افتتاح القنصلية العامة لروسيا القيصرية في الإسكندرية، وفي القرن الـ 19 افتتحت السفارة في القاهرة، وأخذت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين كافة النواحي السياسية والاقتصادية والتجارية، ونحن نحتفل بالذكرى الـ 80 للعلاقات، لأنه تم إنشاء العلاقات بين الاتحاد السوفيتي بين موسكو والقاهرة في عام 1943، في 26 أغسطس وهو التاريخ الرسمي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
هل ترى أن هناك تقاربا بين الشعبين المصري والروسي في العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة؟
نعم نحن نرى ذلك، لأنه لو عدنا لتاريخ العلاقات بين البلدين في ستينيات وسبعنيات القرن الماضي إبان فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر وخرشوف تم تنفيذ مشاريع كبرى بين البلدين في ذلك الوقت أبرزها مشروع السد العالي، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي بدأ عدد كبير من السياح الروس يزور مصر، ويتعرفوا بمصر الدولة أكثر وأكثر.
ونحن نعتبر أن أحد الجسور لتقوية العلاقات بين الشعبين هي الأسر المزدوجة والتي تتكون من أب مصري وأم روسية، وتوجد جالية روسية قوية في مصر خاصة في الغردقة وشرم الشيخ.
وعندما يشارك أبناء هذه الأسر في المسابقات في روسيا يشاركون تحت العلم المصري، وعندما يشاركون في مصر يحملون العلم الروسي، وهذا رمز ودلالة قوية لتقارب الشعبين المصري والروسي واختلاط التقاليد، وهناك الكثير من الشباب المصريين يتزوجون من الشبات الروسيات وأسسوا الأسر في موسكو والقاهرة.
ما الدور الذي تلعبه المراكز الثقافية الروسية في مصر وأبرز المجالات؟
نحن نريد أن نوصل للشعب المصري الثقافة الروسية، ونحن سعداء لأن الشعب المصري يعرف ما هي الثقافة الروسية من خلال عدة مجالات منها البالية الروسي مشهور في مصر والأدب الروسي كذلك، ونحن نهتم بالشباب ونريد أن نقارب بين الشاب الروسي مع المصري من خلال نشاطنا، وبالفعل نحن لدينا بالبيت الروسي نادي الشباب والذي وصل عدد أعضائه أكثر من 200 شاب يشاركون في الفاعليات.
وكذلك نحن نهتم بالجالية الروسية في مصر ضمن صميم مجال عملنا، وكذلك نحن نتهم بمجال العلوم وهو متعلق بالجامعات ونحاول أن نبني الجسور بين الجامعات الروسية والمصرية، والاتفاق على المشاريع المشتركة بين الجامعات في مجالات مختلفة وتبادل الخبرات وإعداد الكوادر.
هل هناك نشاط للمراكز الثقافية الروسية في صعيد مصر والمحافظات الأخرى خارج القاهرة؟
طبعًا نحن لا يقتصر عملنا على المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية فنحن نريد أن نوصل الثقافة الروسية للشعب المصري في مختلف المحافظات، ونحن نظمنا بالفعل عدة فاعليات في محافظات منها قنا والأقصر والغردقة وطنطا وكفر الشيخ ودمنهور ومرسى مطروح وميت غمر، ومن خلال هذه الفاعليات حاولنا أن نوصل للمصرين ما هي الثقافة الروسية، ونحن نتمنى أن نستمر في تنفيذ هذه الفاعليات.
حدثنا عن التعاون في مجال التعليم بين البلدين؟
مجال التعليم من أهم مجالات التعاون بين البلدين، ونحن نقدم المنح المجانية من جانب الحكومة الروسية، والتي زادت الضعف خلال العام الماضي حيث وصل العدد إلى 250 منحة وسيزداد العدد في المستقبل، وهذا أمر هام للغاية، فقد درس الكثير من المصريين في روسيا وأصبحوا متخصصين كبار في مجالاتهم، ونحن سنبدأ الموسم الجديد لتلقي طلبات التقديم على المنح بداية من شهر سبتمبر للشباب المصرين الذين يرغبون في الحصول على المنح الروسية، وذلك من خلال التسجيل على موقع (education-in-russia) وبعد ذلك يفتح لنفسه الملف الخاص ويضع المستندات المطلوبة في المرحلة الأولى وبذلك يستطيع تقديم الطلب بتاعه للدراسة من العام القادم 2024 ـ 2025 لأن الموسم لهذا العام انتهى.
نحن الآن نعد الأوراق النهائية للطلاب الذين تم اختيارهم للدراسة في روسيا، وذلك بعد أن تم تقديم أكثر من 1000 طلب للدراسة في روسيا عبر المنح، وتم اختيار من هذا العدد 273 طالبا، وهناك جانب آخر أيضًا وهو الدراسة في روسيا على الحساب الشخصي، ونحن بدورنا كمراكز ثقافية روسية في مصر سنعمل على تقديم الخدمات للشباب المصريين من خلال تقديم المعلومات عن الجامعات الروسية والتخصصات المتاحة ولغة الدراسة وعدد الجامعات الروسية المعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات في مصر وعددها 43 جامعة.
ما هي المعايير التي تؤهل الشباب المصريين للحصول على المنح الروسية؟
المعيار الأول هو النجاح في دراسته وشهادته الدراسية ومقياس الدرجات في التخصص الذي يرغب أن يدرسه في روسيا، وذلك يجب على الشاب أن يهتم بمجال دراسته من البداية، وذلك على اختلاف المستويات التعليمية، وأيضًا ننظر للإنجاز الشخصية للطالب خاصة في مجال الرياضة، هل له بطولات في أي نشاط رياضي أم لا؟، وكل ذلك يزيد من إمكانية قبول الطالب في المنح الروسية.
هل هناك توجه في مصر والعالم العربي نحو الأدب الروسي خاصة الأدباء الكبار أمثال تولوستوي وديستوفوسكي؟
هناك تواجد كبير للأدب الروسي في مصر، وهو ما يظهر من خلال المعارض الكبرى للكتاب في القاهرة والإسكندرية، ففي معرض القاهرة الدولي للكتاب توجد الكتب المترجمة لكبار الأدباء الروس بشكل كبير أمثال تولوستوي وديستوفوسكي وتشيكوف والآخرين، وفي ذات الوقت، هناك الكصير من الشباب المصرين يدرسون اللغة الروسية في أقسام اللغات في 10 جامعات مصرية تقريبًَا، ويصل عددهم إلى 2000 طالب تقريبًا، وهو عدد كبير للغاية، ونحن أيضًا نشكر المركز القومي للترجمة في مصر الذي يهتم بالثقافة الروسية والترجمات الروسية للعربية.
هل هناك اهتمام من الجانب الروسي بترجمة الأعمال الأدبية المصرية؟
نحن الآن لدينا المؤسسة المصرية الروسية للعلوم والثقافة وهذه المؤسسة تبذل الكثير من الجهود في توصل الأدب المصري والكتب المترجمة إلى الروسية عن تاريخ مصر إلى روسيا، ونحن بدورنا نحاول أن نوصل للشعب الروسي ما هي الثقافة المصرية، ومن أهم الأشياء عندنا في موسكو، عندما يبدأ التلميذ الروسي يفتح كتاب التاريخ بداية من المرحلة الإعدادية، أول فصل يكون أمامه هو تاريخ مصر، لذلك كل الشباب الروس صغار وكبار يعرفون تاريخ مصر القديمة.
ما هي استعدادات روسيا للقمة الروسية الإفريقية.. وما المنتظر أن تقدمه موسكو خلال القمة؟
نحن نظمنا أول قمة في عام 2019 في مدينة سوتشي الروسية تحت رعاية الرئيسيين بوتن والسيسي، وبعد مرور 4 أعوام نحن بصدد عقد القمة الثانية في مدينة سان بطرسبورج خلال الشهر الجاري، ونحن نلاحظ الآن تطورات كبيرة في تكثف العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية، ونحن نرى أن هذه القمة ستساعد روسيا والدول الإفريقية في فتح مجالات جديدة للتعاون، لأن موسكو الآن تهتم بالقارة الأفريقية.
إفريقيا لديها قدرات هائلة، ونحن نعتبر مصر بوابة الدخول الرئيسية لإفريقيا، فنحن نتكلم الآن عن المنطقة التجارية الحرة لروسيا في العين السخنة وبورسعيد، وجذب الشركات الروسية للدخول إلى سوق العمل المصرية ومن خلال مصر تدخل للسوق الأفريقية فموسكو تعتبر القاهرة بوابة العبور للتنمية في القارة الأفريقية.