عالم أزهري يوضح أهم صفات المؤمنين
أجاب الشيخ أحمد الصباغ، احد العلماء بالأزهر الشريف، على سؤال ورد له من أحد المتابعين نصه: ما أهم صفات المؤمنين وماهي الأمانة التي تُعد صفة من صفات المؤمن "والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون"؟.
أمانة حقوق العباد طامة كبرى
وقال أحمد الصباغ خلال تصريحات تلفزيونية، الأمانة اسم فضفاض، ووعاء واسع، فالزوجة بالنسية لزوجها أمانة، والأولاد، والصلاة، والعقل، والأعضاء والجوارح، والمال، وحتى السيارة التي تمتلكها، والدين كل هذا يُعد أمانة.
وتابع الصياغ، فإذا جئنا لنُعنّون كلمة أمانة، سنجد الدنيا والدين أمانة، ولكن الأمانة تنقسم لفرعين، فأمانة تتعلق بالله، وأمنة تتعلق بالعباد، فأمانة للحق، وأمانة لحق الخلق، فأمانة للحق هي أمانة الدين.
وأضاف، أن أمانة الله أسهل من أمنة حق العباد؛ لأنك ٌذا قصرت فالله غفور رحيم وقت التوبة، إنما المصيبة الكبرى هي مسامحة في حقوق العباد، والطامة الكبرى فلا تغفر ولا يتسامح فيها الله إلا إذا سامحك صاحب الحق نفسه، وقد تكون الأمانة كلمة، أو نظرة، أو إفشاء سر ففي الدين كله أمانة، والدنيا كلها امانة.
وذكر الصباغ حديث للنبي صلى الله عليه وسلم في غاية الرعب فقال: "لا إيمان لمن لا أمانة له"، فهو مسلم ولكن لم يصل لدرجة الإيمان، حتى كلمة الإيمان متناسبة مع الأمانة، وهذه الآيات عندما قرأت في فضلها، وقال النبي وهم عشر آيات نزلت من أقامها دخل الجنة، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون فوجدتها متواجدة في الآية رقم 8 في سورة المؤمنين، والآية رقم 2 في سورة المعارج بنفس النص فقال تعالى في سورة المؤمنين: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونْ".
وأر دف، فنفس الآيات مذكورة بالكربون في سورة المعارج، وذلك ليس تكرارًا، كما درسنا في علوم الفرآن أن القرآن ليس به تكرار، ولكن ذلك للتأكيد، وتأخذ الصورة بأكثر من زاوية، فالقرآن كتاب لا تكرار فيه، ذلك للتنبيه أو للفت النظر، مثل الشخص الذي يأخذ أكثر من لقطة في الصورة، فيأخذ صورة قريبة، وصورة بعيدة وصورة من الجهة اليمين، ومن الجهة الشمال وهكذا.
واستكمل، فهذه الآية موضوعة في صفات المؤمنين ففي سورة المؤمنين ذُكر قبلها قد أفلح، سورة المعارج ذُكر قبل هذه الآية "والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" بينما سورة المؤمنون فيها "والذين هم للذكاة فاعلون" فيوجد اختلاف، ولكن أكدت الآيات المهمة في السورتين مثل بعضها.
وواصل: فنحن نأتي بالآيات قبل بعضها لتكتمل السورة، فالقرآن عندما أكد على قضية الأمانة، فنعرف أن سيدنا النبي قام بترجمتها وقال فلا إيمان لمن لا أمانة له، وجاء رجل لرسول الله وقال له متى الساعة؟ فسيدنا النبي لا يعرف متى القيامة فقابل النبي سؤال بسؤال، وقال له فماذا أعددت لها ؟
واختتم الصباغ، وهنا نتعلم من النبي عليه الصلاة والسلام أنه اقتنص فرصة أن هذا الرجل بعيد فحب أن يقربه، فكان النبي يمتلك فقه دعوة مبهر عليه الصلاة والسلام، فقال له الرجل والله ما أعددت لها كثير عمل، غير إني أحب الله ورسوله، فكان رسول الله لا يريد كسر نفس الرجل فقال له أبشر فأنت مع من أحبت، وفي رواية أُخرى قال له الرجل متى الساعة يا رسول الله؟ قال له إذا ضُيعت الأمانة فأنتظر الساعة.