إزاي ربنا سيعذب الشياطين وهم مخلوقون من نار؟.. داعية إسلامي يوضح
أوضح الدكتور محمد عمر خليفة، الداعية الإسلامي، والإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، كيفية تعذيب الشياطين وهم مخلوقون من النار.
إزاي ربنا سيعذب الشياطين وهم مخلوقون من نار؟
وقال الداعية الإسلامي، خلال حديثه لـ القاهرة 24، إن الله تعالى خلق بقدرته وحكمته المخلوقات على أصناف شتى وهيئات متباينة وأصول متنوعة ومن ذاك خلقه الإنسان من طين والجن من نار وقد شهد القرآن الكريم وأكد هذا التنوع، فيقول الله تعالى قال: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ.
وأضاف: وكذلك قول إبليس كما حكاه القرآن حين أمر بالسجود لآدم قال الله تعالى: قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ.
وواصل الداعية الإسلامي: كما خلق الله تعالى إبليس من نار توعده حين عصاه وفسق عن أمره بالنار جزاء له ولمن تبعه على تمردهم واستكبارهم على أمر الله تعالى، قال تعالى: قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ، مستشهدا بقوله تعالى: قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِين.
وأكمل الداعية الإسلامي: ويحكي لنا القرآن الكريم عن حال إبليس وأتباعه وما يدور بينهم من التلاوم والندم حيث لا ينفع الندم قال تعالى: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.
وتابع الداعية الإسلامي: فخلق إبليس من النار حق لا ريب فيه وتعذيبه بالنار أيضا حق لا ريب فيه أما كيف يعذب بالنار، وهو مخلوق منها فقد أجاب العلماء عن هذا السؤال بأجوبة كثيرة تتفق كلها على مضمون واحد.
وأردف: ويمكننا أن نحدد الجواب في نقاط:
- أولا: لا يلزم من كون إبليس والجن خلقوا من النار أن يكونوا نارا الآن كما هو مشاهد في الإنسان حيث إنه خلق من طين لكن ليس باقيا على طينيته بل صار خلقا آخر لحما ودما ويمكن أن يعذب بالطين وبالتراب وهو مخلوق منهما.
- ثانيا: لو كان الشيطان باقيا على ناريته وأراد الله تعذيبه بالنار فإن هذا لا يعجز الله فالله تعالى قادر على خلق نار أشد من النار التي خلق منها إبليس كما أن العذاب في جهنم ليس صنفا واحدا بل فيها السلاسل والقيود والأصفاد والأغلال والزمهرير الشديد والمهل الذي تغلي منه البطون إلى آخر ما ورد في القرآن مما ذكره الله من صنوف العذاب.
وواصل الداعية الإسلامي: وقد ورد في السنة ما يدل على أن إبليس ليس باقيا على ناريته ومن ذلك قول النبي ﷺ حين عرض له الشيطان ليفسد عليه صلاته قال «فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس»، مضيفا: والمقصود أن لعاب إبليس سال على يد النبي ﷺ بسبب اختناقه.
واختتم: وكذلك قول النبي: «إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليحرق به وجهي» ولو كان إبليس والجن باقين على أصل ناريتهم ما كان له لعاب بارد ولم يحتج لشعلة من نار بل كان يحرق بنفسه والله تعالى أعلم.