دعاء الاستخارة لاتخاذ القرار.. ما الحل إذا شعرت بالندم بعد الاستخارة؟
يحرص المسلمون على دعاء الاستخارة لاتخاذ القرار للاستقرار على ما هو خير وصرف الشرور التي في علم الغيب عند الله، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الاستخارة في جميع أمورهم، فكيف تكون صلاة الاستخارة لاتخاذ القرار، وماذا يحدث إن اتخذ المسلم القرار قبل صلاة الاستخارة، وما التصرف إن شعر بالندم بعد اتباع علامة صلاة الاستخارة أو دعاء الاستخارة؟.
دعاء الاستخارة لاتخاذ القرار
دعاء الاستخارة لاتخاذ القرار إجراء هام في الأمور المصيرية وتلك التي تتعلق بمستقبل الإنسان كالزواج والتعليم والسفر والعمليات الجراحية وغير ذلك، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الاستخارة في الأمور كلها، وتعني الاستخارة طلب الخيرة فيما لا يعلم الإنسان هل هو خير له أم لا، لذلك يجب على من يجد حيرة في اتخاذ القرار وقبل العزم على قرار في أمر هام أن يهرع إلى صلاة الاستخارة وهي كالتالي:
- الوضوء وعزم النية للاستخارة.
- صلاة ركعتين خفيفتين بالإخلاص والكافرون.
- التسليم ثم الثناء على الله والصلاة على نبي الله صلى الله عليه وسلم.
- ثم الدعاء بما يلي:
"اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن (يسمي حاجته) خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن (يسمي حاجته) شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني وأقدر له الخير حيث كان، ثم أرضني به".
هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار؟
يتساءل البعض هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار؟، في الشرع تسن صلاة الاستخارة قبل اتخاذ القرار لا سيما وأن الحيرة تمنع الإنسان من اختيار الأفضل له، إلى جانب جعل المسلم للغيب، ولكن إن نسي المسلم صلاة الاستخارة قبل اتخاذ القرار وبالفعل بدأ التعايش مع اختياره، فله أن يصلي أو يدعي دعاء استخارة لاستكمال قراره أو الرجوع عنه إن أمكن، فبعض الأمور يمكن الرجعة فيها بأكثر من طريقة يسخرها الله للعبد المستخير مثل فرص العمل غير المجدية والخطة ممن لا يصلح واتخاذ إجراءات السفر … إلخ.
أما الأمور التي لا رجعة فيها أو يصعب تغييرها مثل الزواج والعملية الجراحية والأمور التي تخرج عن سيطرة الإنسان فله أن يصلي صلاة الحاجة بالمغفرة والتيسير وجعل الخير في الاختيار الذي تورطت فيه.
الحيرة في اتخاذ القرار
وقالت دار الإفتاء المصرية أن الحيرة في اتخاذ القرار سبب تشريع صلاة الاستخارة، لأنها تعني أن يختار الله للعبد ما هو خير له، موضحة أنها تكون في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها.
وأضافت أنه بالنسبة إلى ما هو معروف خيره أو شره كالعبادات، وصنائع المعروف، والمعاصي والمنكرات، فلا حاجة إلى الاستخارة، وعلى هذا فالاستخارة لا محل لها في الواجب والحرام والمكروه، وإنما تكون في المباحات.
وأشارت إلى أن هناك شروطًا للاستخارة في أمر ما، وهي أن تكون عند التعارض، أي إذا تعارض عنده أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه؟، فالاستخارة في المندوب لا تكون في أصله؛ لأنه مطلوب، وإنما تكون وأما المباح فيستخار في أصله.
الندم على قرار اتخذته بعد الاستخارة
قد يحدث الشعور بـ الندم على قرار اتخذته بعد الاستخارة، فهل هذا يكون لسوء فهم الإنسان أو لعدم تأكده من نتيجة الاستخارة أم ما سببه؟، وردت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها حول فائدة الاستخارة لفتاة اكتشفت سوء أخلاق من تزوجت به رغم نتيجة الاستخارة.
حيث قال الشيخ عويضة عثمان أمين دار الفتوى عبر خدمة الفتاوى المصورة إن فائدة الاستخارة في هذه الحالة هي تفويض الأمر لله تعالى فما على المسلم إذا ما أقدم على عملٍ من الأعمال الدنيوية أن يستخير الله بمعنى أن يوكل أمره إلى الله تعالى وبعد ذلك يحدث فهو قضاء الله تعالى وقد يجعل الله الخير في الابتلاء.
وأضاف أن الإنسان في هذه الحالة يكفيه أنه اتبع سنة النبي الكريم الذي كان يُعلِّم الصحابة الاستخارة كما يعلمهم الآية من القرآن، فلا يجب على المسلم أن يحزن إذا ما رأى بعد الاستخارة ابتلاءً ولا يلقي باللوم على هذه السنة ويعلم أن الصبر على الابتلاء يرفع مقام المسلم عند الله.
الحيرة بعد الاستخارة في الزواج
وفي حالة الحيرة بعد الاستخارة في الزواج يكرر المسلم دعاء الاستخارة بدون صلاة أو صلاة الاستخارة كاملة، حتى يطمئن قلبه لاختيار الأفضل له وما ينشرح له صدره، أيضًا إن بدا للمستخير ما يحدد له ارتياحًا أو انقباضًا من الزواج بشخص ما، لكنه يظل غير متأكدًا من تلك العلامة، فيعيد الاستخارة تكرارًا ومرارًا حتى يستقر على قرار يرتاح له قلبه وعقله.