منير رفيق رحلة ابنة شبرا وقلبي بالطبع دليلي.. كيف أسهمت الأغاني في نجاح أفلام حقبة الألفينات؟ |تقرير
العدل فوق الجميع وبيعشقه المخلوق.. صاحي بعتمة بين شفايفي ننادي ننادي.. تعلقت أذاننا بتلك الكلمات الرنانة التي لازمتنا طوال الفترة الماضية، ظلت تتردد حروف وكلمات الأغنيتين منذ بداية عرض مسلسل سفاح الجيزة، الذي انتهى عرضه منذ يومين، وانتهت أحداثه ولكن لم ينته تعلقنا بتلك الأغنيتين اللتين بالفعل أصبحتا جزءًا من قائمة الأغاني المفضلة لدى معظم المشاهدين.
وجدير بالذكر أن هذا الأمر ليس بجديد، حيث إنه منذ زمن طويل، والأغاني تعد جزءًا لا يتجزأ من نجاح الأعمال التي اقترنت بها، فبشكل لا إرادي، يربط المُشاهد في عقله تلك الأغنية بأحداث الفيلم أو المسلسل، الذي سمعها فيه، برغم النجاح المسبق لتلك الأغنية وأنها بالفعل موجودة وقائمة بذاتها قبل إنتاج ذلك العمل الفني، إلا أن العمل والأغنية يتبادلان النجاح ويضيفان لبعضهما بشكل أو بـ آخر.
لذلك نستعرض في السطور التالية، أبرز أفلام فترة بداية الألفينيات التي استعانت بأغاني قائمة بذاتها قبل إنتاج العمل، وزادت تلك الأغاني من نجاح وتعلق المشاهدين بالفيلم.
شبابيك الدنيا كلها شبابيك.. منير رفيق رحلة سلمى بنت شبرا
انغمسنا في حكايات سلمى -حنان ترك- ابنة شبرا سابقًا، وابنة المعادي حاليًا، واصطحبتنا معها في فيلم أحلى الأوقات، في رحلة البحث عن المجهول، الذي يرسل لها جوابات ويعرفها أكثر من نفسها، رحلة تاهت فيها كثيرًا، وعثرت في طريقها على صحاب العمر، ضحى -منة شلبي- الحالمة بالتمثيل ويسرية -هند صبري- اللي ليها واجب في كل بيت، وفي خلفية مشاهد تلك الرحلة، كان صوت محمد منير ملازمًا لها، شاهدًا على لحظات فرحة ووجه وحزن وحب سلمى، كان الرفيق الأول والأخير للرحلة، حيث عرضت عدة أغان له طوال الفيلم، أبرزها أغنية شبابيك، نعناع الجنينة، الدنيا ريشة في هوا، مما زاد من رونق العمل، ونجاحه بالطبع، حيث أصبحنا نستمتع بوجبة متكاملة، من تمثيل دقيق، على ألحان منير.
متحسبوش يا بنات إن الجواز راحة
غرقت جومانة -هند صبري- وياسمين -منة شلبي- في حلم الزواج والعثور على فتى الأحلام طوال أحداث فيلم بنات وسط البلد، وكن يبحثن عن الحب في كل خطوة يخطونها، غير مباليات بما يقال عليهن، وفي مشهد شهير، ذهبت جومانة لـ ياسمين صديقتها الصدوقة، محل الكوافير التي تعمل به، ورأتها مرتديةً طرحة زفاف، متأملةً نفسها في المرآة، حالمةً باليوم الذي ترتديها بصفة حقيقية، لتقررا بشكل مفاجئ البدء في وصلة رقص على أنغام أغنية ذات صلة بالموقف هذا، وهي أغنية متحسبوش يا بنات، غناء فرقة المصريين، وظلتا ترددان كلماتها بشكل هيستيري، وهي: متحسبوش يا بنات إن الجواز راحة وما تزعلوش يا بنات إن قولنا بصراحة إن الجواز عمره.. عمره ما كان راحة، ومنذ حينها والفيلم مقترن بتلك الأغنية، وزاد هذا المشهد من شعبية العمل، الذي مازال حتى الآن يتم تداوله بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
شو كانت حلوة الليالي.. احتفالات دخول آخر صديق عش الزوجية
بالطبع لا يمكن عدم ذكر فيلم سهر الليالي، أيقونة المؤلف تامر حبيب، وأولى أعماله التي خرجت للنور في عام 2003، وتعلقنا بقصص المتزوجين منهم، وحتى العازب شريف منير، واصطحبونا معهم في أسرار بيوتهم، وتفاصيل خلافاتهم، فكنا بمثابة العَزول، الذي يقف طرفًا ثالثًا بين الزوجين أو الحبيبين، وبالنهاية أيضًا، شهدنا على زواج الوحيد المتبقي في تلك الشلة، الذي لم يدخل قفص وعش الزوجية بعد، ولكن أوقعته إيناس -علا غانم- في شر أعماله، وأقنعته بالزواج بعد علاقة دامت وقتًا طويلًا بينهما، وهنا يجب ذكر أن هذا الفرح لم يعد الفرح الأشهر في تاريخ السينما المصرية من فراغ، بل بسبب اقترانه بأغنية سهر الليالي للمطربة فيروز، التي ساهمت في نجاح هذا المشهد بشكل كبير، حتى وأن تم تسمية اسم الفيلم على اسم الأغنية.
أنا قلبي دليلي.. قال لي بالطبع هتحبي
لا مشاعر كمشاعر نجوى -غادة عادل-، صاحبة المخزون الأكبر للحب والمشاعر، في فيلم في شقة مصر الجديدة، وبرغم من أنها لم يسبق لها أن اعترض رجل طريقها حتى، ولكنها تربت على كلمات أستاذة الموسيقى الخاصة بها، وأشعارها التي كانت تدندن بها عن الحب وجماله، وكذلك أنغام أغنية أنا قلبي دليلي لـ ليلى مراد، التي كانت الحقيقة الوحيدة في طفولتها ومراهقتها وشبابها، ظلت تستمع إليها مرات ومرات، وكل مرة يزداد عشقها للحب أكثر وأكثر، فأصبحت كلمات الأغنية جزءًا من حياتها، لا تستطيع الصبر على تحقيقها في واقع حياتهاِ، وحتى أنا قابلته، الحب الذي يُقال عليه حب من أول نظرة، لتعرف معه ترجمة ومعاني كلمات الحب التي حفظتها عن ظهر قلب منذ صغرها، ولكن لم يحظ لها أن تعيشها حتى أن قابلته، فكانت أغنية أنا قلبي دليلي جزء أساسي من قصة نجوى والفيلم، وأصبح المُشاهد يتذكر الفيلم بمجرد سماع تلك الأغنية.
