الإفتاء: التداوي بالبخور والعطور من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المواطنين نصه: يستخدم بعض الناس بعض العطور أو البخور للعلاج؛ نشرًا في الجو، أو استنشاقًا، أو بتدليك مواضع الإصابة ببعض الزيوت العطرية، ويدَّعي بعض الناس أن ذلك بدعة، وأنه لا أصل له شرعًا وغير جائز، فما حكم الشرع في ذلك؟
وقالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي في فتوى سابقة: لا مانع شرعًا من الاستشفاء بالعطور والبخور؛ لما ثبت أنَّ لهما تأثيرًا بالغًا على الصحة النفسية والبدنية، وليس ذلك من البدَعِ في شيء؛ بل هو من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته من بعده، ونصَّ عليه علماء الأمة سلفًا وخلفًا عبر القرون، وصنفوا في ذلك الكتب والمؤلفات، واجتهدوا في بيان ما يُستشفى به منهما، مع وجوب الالتزام في ذلك بما يمليه الأطباء وينصح به المتخصصون؛ حتى يؤتِيَ نفعَهُ، ويُجتنَبَ ضررُهُ؛ إذ إن تفاوت الأجساد البشرية في الصحة والمرض، والقوة والضعف، يتحتم معه تفاوت طُرق علاجها، كما أن ما يصلح لأحدٍ قد يَضُرُّ بآخر.
حكم العلاج بالعطور والبخور
وتابعت دار الإفتاء: وقد اعتمد الأطباءُ قديمًا وحديثًا على النباتات التي تشتمل على الزيوت العطرية؛ كالزعفران، والقرفة، والبردقوش، والريحان، والشمر، والبابونج، والنعناع، وغيرها، في صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية، ومن ذلك ما نص عليه الرئيس ابن سينا [ت: 428هـ] من أن الزعفران والقرفة من الأدوية النافعة للتداوي في كل صور استخدامها، كما جاء في "القانون في الطب" (1/ 327، ط. دار الكتب العلمية)، وكاستخدام النعناع في استخراج مادة المنثـول menthol التي يُعْتَمَدُ عليها في تصنيع كثير من المراهم الطبية، وقطرات السعال، وأجهزة الاستنشاق، وذلك حسبما أفادت به الموسوعة البريطانية.
وأكملت: إلا أنَّ مثل هذه النباتات العطرية وإن ثبت نفعها علميًّا؛ موقوف في استخدامها للتداوي بها على ما يُفِيدُ به المتخصِّصون من الأطباء وأهل الخبرة المصرَّح لهم من الجهات الرسمية المعنية؛ إذ إن تفاوت الأجساد البشرية في الصحة والمرض، والقوة والضعف، يتحتَّم معه تفاوت طُرق علاجها، كما أن ما يصلح لأحدٍ قد يَضُرُّ بآخر.
وأكدت: وبناءً على ذلك: فلا مانع شرعًا من الاستشفاء بالعطور والبخور؛ لما ثبت أنَّ لهما تأثيرًا بالغًا على الصحة النفسية والبدنية، وليس ذلك من البدَعِ في شيء؛ بل هو من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته من بعده، ونصَّ عليه علماء الأمة سلفًا وخلفًا عبر القرون، وصنفوا في ذلك الكتب والمؤلفات، واجتهدوا في بيان ما يُستشفى به منهما، فهو بذلك له أصل شرعيٌّ ومستند علميٌّ، مع وجوب الالتزام في ذلك بما يمليه الأطباء وينصح به المتخصصون؛ حتى يُؤْتِي نفعَهُ، ويُجتنَبَ ضررُهُ.