بعد الدمار وفقدان الأهل.. استشاري نفسي يضع روشتة علاجية لأطفال غزة
لاتزال غزة تعاني من قصف العدوان الإسرائيلي، مما يسفر عن آلاف الضحايا سواء من الصغار أو الكبار، إلا أن تلك المشاهد لن تٌمحى من ذاكرة الأطفال الذين مازالوا على قيد الحياة، خاصة خلال أحداث طوفان الأقصى.
أطفال غزة مصابون باضطراب ما بعد الصدمة
وفي هذا السياق أوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن الأطفال تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب يتطور لدى بعض الأشخاص الذين تعرضوا لحدث صادم أو مخيف أو خطير.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن اضطراب ما بعد الصدمة لن تظهر أعراضه على الأطفال إلا عند حدوث موقف مشابه يذكرهم بالحادث، مثل سماعهم فرامل سيارة، أو صوت عالي كصوت القصف، وفي الغالب لا تظهر أعراض على طفل قبل 6 شهور من الحادث، فقد تابعت المصابين باضطراب ما بعد الصدمة بسبب حرب أكتوبر، واستغرق البعض سنوات لتظهر عليه الأعراض.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة
وقال فرويز، إن الأطفال في المرحلة الأولى، سيحتاجون لدعم نفسي هائل وحنان، ولا يسع المشرفين عليهم في تلك الفترة إلا الاهتمام بإطعامهم وتوفير مكان آمن لهم لينامون بشكل مريح، ويبدأون استرجاع احساسهم بطفولتهم مرة أخرى.
واستكمل فرويز: يجب ملاحظة تصرفات الأطفال بعد مرور فترة على الحادث، وطريقة تعامل الطفل مع المواقف المشابهة، فالأعراض يمكن أن تظهر على شكل بكاء أو قيء، أو تبول لا إرادي، أو اختبائهم وهروبهم في حالة سماعهم لصوت أو حدوث موقف يذكرهم بالحادث، وتعتمد خطورة حالة الطفل على مدى بشاعة الموقف الذي شهده.
وتابع أن الطفل من الممكن أن ينسى الأحداث على حسب المرحلة العمرية، فإذا كان أقل من 4 سنين، توجد احتمالية للنسيان، ولكن إذا كان أكبر من 4 سنوات من الأكيد سيتذكرها، وفي الغالب وجود جينات وراثية معينة يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة.
وأختتم حديثه قائلا: إذا لم تمر المرحلة الأولى، يتم تحديد طريقة العلاج على حسب مرحلة تطور المرض، فمن الممكن أن تتضمن خطة العلاج، الأدوية أو العلاج السلوكي أو المعرفي.