السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الشباب رافض يشتغلها.. الفركة صناعة فرعونية تتحدى الاندثار بسواعد كبار السن بقنا: عشرة عمرنا

صناعة الفركة في قنا
محافظات
صناعة الفركة في قنا
الخميس 26/أكتوبر/2023 - 02:22 م

داخل ورشة بإحدى الأزقة الضيقة بقرية الخطارة التابعة لمركز نقادة، بمحافظة قنا، يجلس عدد من المسنين يعملون في هدوء على نول خشبي بدائي لعمل الفركة، وهي عبارة عن منسوجات من الخيوط القطنية، تمر بمراحل عديدة تبدأ بجمع لفافات من الخيوط ليبدأوا في نسجها ودمجها معًا بطريقة انسيابية ليشكلوا بها منسوجات مثل رداء سيدات أهل الصعيد أو شال وكوفية، وهي صناعة قديمة ورثها أهل نقادة عن أجدادهم الفراعنة.

صناعة الفركة في قنا

صناعة الفركة على النول الفرعونية

فمع تقدم الزمن وبسبب قلة العائد الاقتصادي من العمل في مهنة الفركة انصرف عنها الشباب إلا قلة قليلة، وهو ما يفسر عمل كبار السن والسيدات في الحرفة دون غيرهم من الفئات التي تخشي مجرد الاقتراب، فلا يعمل بها إلا من يعشقها أو لا يجد مصدرا للعيش دونها، منها لصعوبتها وتدني أجورها في الوقت الحالي.

صناعة الفركة 

يقول أحمد سليمان، صاحب الـ66 عاما، أحد أقدم صانعي الفركة بقنا، لـ القاهرة 24، إنه بدأ العمل في الفركة منذ نعومة أظافره، وبالتحديد خلال دراسته في المرحلة الابتدائية، بعدما تعملها على يد حرفيي المهنة في قريته، مشيرا إلى أنه تركها فترة من الزمن عمل خلالها في العديد من المهن الأخرى والسفر إلى دول الخليج قبل أن يقرر العودة لبلدته والعمل مرة أخرى في مهنته التي عشقها منذ صغره، بصحبه عدد من كبار السن أيضًا الذين تعلموا الصنعة وأتقنوا فنونها.

صناعة الفركة 

يبدأ يوم العم أحمد وزملائه من كبار السن في الساعة 7 صباحا بتجهيز أدوات العمل، قبل الجلوس على النول اليدوي، وبدء العمل في إنتاج القطع التي تحتاج إلى مهارة ودقة عالية لإخراج المنتج النهائي الذي يطلب منهم، مشيرا إلى أن الأدوات المستخدمة في صناعة الفركة عبارة عن النول الخشبي ويصنع جميع أجزائه من الخشب بطريقة تجعله قابل للفك والتركيب، والخامات من قطن مصري تحرير وكتان وصوف.

صناعة الفركة 

علي راشد، صاحب الـ80 عاما يشير إلى أنه يعمل بالفركة منذ أن كان طفلًا صغيرًا، حيث كانت هى الحرفة الأهم والأساسية في مدينة نقادة والقرى المحيطة بها ولا يخلوا منها أي منزل، وكانت مصدر رئيسي للدخل، وكان يوجد بقرية الخطارة أكثر من 3 آلاف نول، ولكن حاليًا يتراوح العدد بين 100 – 200 نول، وبدأت تتراجع وتختفي فترات، لكنها مازالت باقية يعمل فيها كبار السن، مضيفا: رغم المقابل المادي الضعيف لكن بنقضي فيها وقت فراغنا بدل القعدة في الشارع وهي برده عِشرة عمر.

صناعة الفركة 

أكثر منتجات الفركة التي تلقى رواجا عند الزبائن هي الفبران التي يقبل السائحين على شرائها مع الصوف في وقت الشتاء لبرودة الجو، والكتان في الصيف لخامته الخفيفة، بحسب العم محمد، صاحب الـ66 عاما، مشيرا إلى أن المهنة تحتاج إلى سواعد الشباب لتعود مرة أخرى إلى مكانتها السابقة، بالإضافة إلى ترويج المنتجات في دول أوروبا التي تهتم بالصناعات اليدوية وخاصة الفركة الفرعونية نظرًا لامتداد جذورها إلى العصر الفرعوني، والمشاركة بالمنتجات في المعارض المصرية للتعريف أكثر بالفركة ومشتقاتها وتشجيع المنتجات اليدوية.

تابع مواقعنا