الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

انتصار لحماس أم إسرائيل.. ماذا يعني اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

طوفان الأقصى
سياسة
طوفان الأقصى
الأربعاء 22/نوفمبر/2023 - 10:37 م

إما النصر أو الشهادة.. شعار لطالما رفعته فصائل المقاومة الفلسطينية في حروبها المتتالية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الشعار ذاته حمل العديد من المعاني خلال الحرب الضارية القائمة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بعدما استخدمت حركة حماس، كبرى الفصائل المقاومة في قطاع غزة الفلسطيني، ما بات يعرف بتكتيك المسافة صفر متسلحة بأسلحة قريبة المدى، والتي أرغمت من خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي على التوقف عن إطلاق النار والقصف الوحشي لأول مرة منذ اندلاع القتال؛ وإن كان لعدة أيام وليس بشكل دائم. 

قبول إسرائيل بالهدنة المعلنة من حكومة الاحتلال وحركة حماس، حمل العديد من الدلائل بشأن ما يجري في ساحات القتال بداية من عملية طوفان وصولًا للهدنة، فـ تل أبيب واصلت قصفها الوحشي لنحو 25 يومًا قبل البدء في عملياتها البرية، بإطلاق جملة من الوعود بالقضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة، وتحرير الأسرى من قبضة حماس، دون الجلوس على طاولة مفاوضات أو وقف إطلاق النار؛ لكن سرعان ما راحت تغير من حدة بياناتها بعد أيام من الاجتياح البري لشمال القطاع وصولًا للموافقة على الهدنة، والتحول إلى التفاوض وإن كان عبر وسطاء، انتظارًا للتوصل لاتفاق لوقف دائم لإطلاق النار مرتقب خلال فترة ليست ببعيدة.

هيمنة حماس على ساحة القتال البري

وعلى الجانب الإسرائيلي، دأب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، ترديد ما يتم إعلانه دائمًا على ألسنة قيادات الحكومة الإسرائيلية بداية من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، مرورًا بباقي المسؤولين والوزراء والقيادات العسكرية، إلا أن البيانات الصادرة من الجهات ذاتها خلال الأيام الـ 3 السابقة لإعلان التوصل لهدنة شهدت تغيرات في وعود حكومة تل أبيب للمستوطنين بالتخلي عن ترديد وعد القضاء على حماس نهائيًا وقتل قادتها، والاكتفاء بوعد استرداد المختطفين، وتدمير الأنفاق، وتدمير القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية المقاومة.

أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام

في حين تواصل حركة حماس إطلاق الصواريخ في اتجاه غلاف غزة وعاصمة الاحتلال الإسرائيلي تل أبيب، وباقي الأراضي المحتلة، إلى جانب استمرار استخدام قذائف الهاون طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، ما يشير إلى عدم قدرة جيش الاحتلال في تدمير القوة الرئيسية لحركة حماس المتمثلة في إطلاق الصواريخ، وذلك في ظل قصف عنيف طوال 47 يومًا من القصف وصولا لإبرام اتفاق هدنة.

خسائر فادحة وانتصار القسام

كما أن المقتطفات التي يتم بثها من أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحماس، كشفت استخدام عناصر الحركة لتكتيك القتال من المسافة صفر، وهي المواجهة المباشرة لمسافة أقل من 150 مترًا، ما أظهر قدرة عناصر حماس المسلحين بأسلحة يمكن وصفها بالخفيفة، في مواجهة ترسانة القوات البرية الإسرائيلية المدججة بالمدرعات والدبابات والقصف الجوي، إلا أنه بتتبع البيانات الأخيرة المصورة لـ أبو عبيدة، تأكد تدمير نحو 60 دبابة وآلية عسكرية إسرائيلية كل 3 أيام.

جيش الاحتلال الإسرائيلي

بيانات حركة حماس المتتالية في مواجهة ما يخرج من الجانب الإسرائيلي تظهر خسائر فادحة للقوات البرية الإسرائيلية، وهو ما تدعمه تقارير عسكرية نشرتها صحف نيويورك تايمز، ونيوزوييك، وهآرتس، بطلب إسرائيل معدات عسكرية هائلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، غالبيتها آليات برية، لتعويض خسائر الجيش الإسرائيلي في ميادين القتال داخل قطاع غزة، دون كشف الخسائر في صفوف كتائب القسام، ما يعني أن حماس لا زالت تدير المواجهة العسكرية في وجه قوات الاحتلال بشكل كبير.

ماذا تعني الهدنة؟

وقبول الحكومة الإسرائيلية بالهدنة المعلنة من خلال تبادل الأسرى بين الطرفين عززت من موقف حركة حماس في ساحات القتال الميداني من خلال الاعتراف غير العلني بعدم الجدية الكاملة للحرب البرية والقصف الجوي طوال 47 يومًا في القضاء على حماس وتحرير المختطفين، إذ لم تتمكن من إطلاق سراح أي من هؤلاء المختطفين باستخدام ترسانتها العسكرية، بل تسبب قصفها الجوي (حسب بيانات حماس) في مقتل بعض المختطفين، إلى جانب زيادة الغضب الداخلي تجاه حكومة نتنياهو، إثر عدم قدرة الجيش على تحقيق أي من أهدافه واللجوء إلى القبول بالهدنة وإطلاق سراح المختطفين، وهي المطالب ذاتها التي نادى بها المستوطنون دون تلبية من حكومتهم.

الحرب على غزة

وفي غزة، ستتيح أيام الهدنة الـ 4 لكتائب القسام أفضلية عسكرية من خلال إعادة ترتيب القوات وتموضعها في ميادين القتال، استعدادًا لما بعد انتهاء الهدنة، حيث يتم مراقبة تموضع القوات الإسرائيلية من خلال الأقمار الصناعية لحظة بدء الهدنة، وفقًا للأعراف والقوانين الدولية، وهو ما يصعب تطبيقه على كتائب القسام كونها تتنقل باستخدام الأنفاق بطول قطاع غزة، ما يعطيها الأفضلية في استخدام فترة الهدنة للاستعداد لمواصلة القتال.

وتصديق حكومة إسرائيل اليمينة المتطرفة على الهدنة وقبول وقف إطلاق النار دون تحصيل أي من أهدافها المعلنة منذ بداية الحرب، بتدمير حماس واستعادة المختطفين عسكريًا دون تفاوض (على عكس ما جرى) تؤكد ثبوت انتصار جزئي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس في ميادين المواجهة المسلحة وإرغام تل أبيب على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، دون الحصول على هدفها الرئيسي بتفكيك كتائب القسام.

تابع مواقعنا