الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إذا عاد العرب عادت فلسطين

الجمعة 15/ديسمبر/2023 - 07:56 م

ماذا يحتاج العرب أكثر مـما يحدث الآن على أرض فلسطين؛ لإثبات أن القوة الإسرائيلية التي لا تقهر مجرد وهم، رغم كل ما خلفها من دعم لا محدود، مقابل الصمود والإيمان والعزيمة، ليستعيدوا ثقتهم في أنفسهم ويعودوا بعد طول غياب، ويصبحوا - على الأقل- شركاء في هذا العالم الذي قادوه في فترة من تاريخه؛ عندما اعتصموا بحبل الله ولم يتفرقوا.

ها هو الكيان الذي يسانده كل الغرب، وعلى رأسهم أمريكا بجميع الوسائل، يرتعد جنوده رعبًا في غزة، رغم ذهابهم إلى هناك بالوعيد والإصرار على إبادة الجميع، فإذ بنا نرى كيف تُحصد أرواحهم ومعداتهم، على يد عدد قليل جدا من المقاتلين الذين لا يملكون إلا شجاعتهم، وسلاحًا تقليديًّا صنعوه، أو طوروه محليًّا في ظل حصار خانق برا وبحرا وجوا منذ 17 عاما.

على مدى أكثر من شهرين تم استخدام جميع أنواع الأسلحة الأحدث في العالم، والقذائف المحرمة دوليا، وإلقاء مئات الأطنان من المتفجرات على قطاع غزة، لم يحقق هذا العدو إنجازا عسكريا واحدا يذكر، وإنما فقط كل ما فعله تدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية، وأيضا قتل آلاف المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء، بطائراته التي لولاها لوجد المقاومة فوق رأسه في تل أبيب ولانتهى وجوده للأبد.

بكل أسف وكالعادة نجد أن فكرة قتل الأشقاء في فلسطين وتشريدهم واستخدام جميع أنواع القمع معهم بدأت في الوصول لحالة من التعود لدى البعض، من الذين فقدوا حماسهم، والذي كان كبيرا عند بداية العدوان، وذلك محزن جدا عندما يحدث على مستوى الشعوب.. فلم نعد نرى حراكا في الشارع العربي رغم أن الأمور الآن تمر بمرحلة أشد بشاعة من بدايتها، بسبب الخسائر الفادحة التي يتكبدها العدو على الأرض في الميدان، فلا يجد أمامه سوى الإسراف في قتل المدنيين العزل وهدم منازلهم على رؤوسهم، وفي المقابل نشاهد التضامن والفعاليات من أجل فلسطين في جميع العواصم الغربية، حتى الداعمة منها للاحتلال مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.

وهنا أود أن أشير إلى أمر مهم وأعقد مقارنة بين ما وقع في أوكرانيا منذ قرابة العامين، والأحداث الحالية في غزة؛ عندما شن الجيش الروسي هجومه لم يتردد الغرب لحظة واحدة في إبداء الدعم الكامل، وقد حدث ولا يزال، حتى استطاعت أن تصمد أوكرانيا كل هذه الفترة، مع أن كل التقديرات كانت تشير إلى أن قوات بوتن لا تحتاج لأكثر من أسبوع حتى تحتل جميع الأراضي الأوكرانية وتسيطر بشكل كامل على العاصمة كييف.

وأيضا عندما وجهت المقاومة الفلسطينية ضربتها يوم السابع من أكتوبر الماضي للكيان الصهيوني المحتل، ردًّا على الانتهاكات المتكررة في حق الشعب والمقدسات واعتقال آلاف المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال القصر، وتشجيع المستوطنين الصهاينة على ارتكاب الجرائم في حق الفلسطينيين، أصحاب الأرض، دون حساب أو عقاب، بعد هذه الصفعة الأقوى في تاريخ الاحتلال، والتي مهما فعل من جرائم لن يستطيع محو هزيمته في ذلك اليوم؛ الذي كشف ضعفه وهشاشته، وجدنا كل الغرب يعلن التضامن مع إسرائيل بوضوح دون تردد ولا مواربة وبجميع الوسائل، وأيضا إرسال المساعدات العسكرية بشكل متواصل حتى أن أمريكا أقامت جسرا جويا يصل عدد طائراته في بعض الأيام إلى 60 طائرة محملة بالمعدات العسكرية والأسلحة يوميا.

في المقابل بكل أسف بدا الموقف العربي العام ضعيفا للغاية باستثناء بعض الدول مثل مصر وقطر والأردن، ولا يرتقي أبدا لمستوى الحدث، وحجم الجرائم التي تحدث كل ثانية في فلسطين عامة وغزة بشكل خاص.

والسؤال هنا.. ماذا ينتظر العرب حتى يتوحدوا بدلا من ذلك التشرذم الذي جعلهم أهون الأمم وأوهنها رغم امتلاكهم كل عناصر القوة؟

تابع مواقعنا