حكم المصافحة بين المصلين بعد الصلاة.. أزهري يوضح
تلقى الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، سؤالا من أحد المتابعين نصه: يسأل بعض الأصدقاء عن حكم مصافحة المصلين بعضهم بعضا عقب بعض الصلوات هل هو بدعة تدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم: كل بدعة ضلالة؟.
مصافحة المصلين بعضهم بعضا عقب الصلوات هل بدعة؟.. أزهري يوضح الحكم الشرعي
وكتب العالم الأزهري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إن أصل المصافحة عموما سنة نبوية وكون بعض المسلمين يفعل ذلك بعد بعض الصلوات لا يخرج هذا العمل من الطاعة المحمودة إلى البدعة المذمومة، قال الإمام النووي في الأذكار: ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: " ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ! اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﺃﺧﺎﻩ ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺃﻳﻨﺤﻨﻲ ﻟﻪ؟، ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﻴﻠﺘﺰﻣﻪ ﻭﻳﻘﺒﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻳﺼﺎﻓﺤﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ " ﻗﺎﻝ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ. ﻭﻓﻲ اﻟﺒﺎﺏ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺭﻭﻳﻨﺎ ﻓﻲ " ﻣﻮﻃﺄ اﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ " ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺗﺼﺎﻓﺤﻮا ﻳﺬﻫﺐ اﻟﻐﻞ، ﻭﺗﻬﺎﺩﻭا ﺗﺤﺎﺑﻮا ﻭﺗﺬﻫﺐ اﻟﺸﺤﻨﺎء ". ﻗﻠﺖ: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺮﺳﻞ.
وتابع: هذا وعن موضوع المصافحة عموما يقول النووي رحمه الله تعالى: أﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻟﻘﺎء، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ اﻋﺘﺎﺩﻩ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺗﻲ اﻟﺼﺒﺢ ﻭاﻟﻌﺼﺮ، ﻓﻼ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﺻﻞ اﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﺳﻨﺔ، ﻭﻛﻮﻧﻬﻢ ﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮاﻝ، ﻭﻓﺮﻃﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻮاﻝ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ، ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺫﻟﻚ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩ اﻟﺸﺮﻉ ﺑﺄﺻﻠﻬﺎ.
وواصل: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺸﻴﺦ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼﻡ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "اﻟﻘﻮاﻋﺪ" ﺃﻥ اﻟﺒﺪﻉ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ: ﻭاﺟﺒﺔ، ﻭﻣﺤﺮﻣﺔ، ﻭﻣﻜﺮﻭﻫﺔ، ﻭﻣﺴﺘﺤﺒﺔ، ﻭﻣﺒﺎﺣﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ اﻟﺒﺪﻉ اﻟﻤﺒﺎﺣﺔ: اﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻋﻘﺐ اﻟﺼﺒﺢ ﻭاﻟﻌﺼﺮ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ثم قال رحمه الله تعالى: ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ ﻣﻊ اﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ، اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ، ﻭاﻟﺪﻋﺎء ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
وأردف: ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻻ ﺗﺤﻘﺮﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺃﺧﺎﻙ ﺑﻮﺟﻪ ﻃﻠﻴﻖ"، ومعنى (ﻃﻠﻖ)، ﺑﺈﺳﻜﺎﻥ اﻟﻻﻡ، ﻭﻛﺴﺮﻫﺎ، ﻭﻃﻠﻴﻖ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ: ﺳﻬﻞ ﻣﻨﺒﺴﻂ.