الحرب والحصار بين غزة والأقصى.. 15 جمعة متتالية من العدوان الإسرائيلي
حرب إسرائيلية شاملة على فلسطين.. تباينت في الحدة وطرق الحصار والدمار ما بين الأقصى وغزة، الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي، دمرت كل شيء، قتلت الإنسان ودمرت الحجر في غزة، وانتهكت حرمة المسجد الأقصى المبارك في القدس، على مدار 15 جمعة متتالية من الحرب والحصار والعدوان الغاشم.
للجمعة الـ 15 على التوالي، نشهد حصار وعدوان إسرائيلي غاشم على فلسطين والفلسطينيين.. قتل ودمار وتهجير وإبادة في قطاع غزة، وعلى بعد قرابة الـ 95 كيلو متر من القطاع، هناك حصار وعدوان وانتهاك إسرائيلي لأبرز المقدسات الإسلامية في فلسطين، المسجد الأقصى المبارك، خاصة في يوم الجمعة، حيث تمنع قوات الاحتلال المصلين من أداء صلاة الجمعة داخل باحات الأقصى.
الحرب الإسرائيلية على غزة
وتواصل إسرائيل حربها الشرسة على قطاع غزة، منذ أكثر من 100 يوم من العدوان والقتل والحصار والدمار في القطاع، بحجة محاربة الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع وزعم القضاء عليها، لكن الحرب الحقيقة طالت المدنيين الأبرياء من أهالي غزة جراء العدوان الإسرائيلي.
حرب إسرائيل على غزة، أبرزت مظاهر العنف والاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، فهي حرب شهدت جميع أشكال العنف بمختلف مسمياتها، من قتل وتشريد وإبادة وتهجير قسري وحتى حرمة الأموات لم تسلم من إسرائيل التي نبشت قبور الشهداء في غزة في مشهد مهيب يجسد حقارة الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته التي لا تتوقف.
حرب إسرائيل على غزة خلفت أكثر من 23 ألف شهيد وقرابة الـ 60 ألف جريح ومصاب والآلاف من المفقودين جراء آلة القتل الإسرائيلية التي لم تتوقف في غزة حتى اليوم، وهي حرب استهدفت الأطفال والنساء بشكل متعمد، كما دمرت المستشفيات والمدارس والمنازل فتكدس أهالي غزة داخل مخيمات الآيواء بلا مأكل ولا مشرب وسط فقدان كافة مقومات الحياة الطبيعية للإنسان.
الحصار الإسرائيلي للمسجد الأقصى
من غزة إلى الأقصى.. تتواصل الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين بكافة أشكالها، فبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على القطاع، كان هناك عدوانًا آخر يتمثل في انتهاك أقدس المقدسات الإسلامية في فلسطين وهو المسجد الأقصى المبارك.
وبرصد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، تبين أن قوات الاحتلال ضاعفت من فرض قيودها وممارساتها العنيفة بحق المسجد الأقصى ورواده من المصلين للجمعة الـ 15 على التوالي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتمثلت الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك في محاولة إغلاق أبواب المسجد الأقصى ومنع المصلين من الدخول إلى باحته باقوة، وبخاصة في كل جمعة منذ بدء الحرب في غزة، وكان آخر الانتهاكات الإسرائيلية اليوم الجمعة، حيث فرضت قوات الاحتلال قيودها على الوافدين إلى المسجد الأقصى، وأجبرت الفلسطينيين على أداء الصلاة في الشارع.
وبشكل متكرر منذ بدء حرب غزة، حالت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المتشددة في محيط المسجد الأقصى، دون وصول المصلين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، للجمعة الـ 15 على التوالي.
ومنذ بداية حرب غزة، نشرت قوات الاحتلال عناصر كبيرة في محيط المسجد الأقصى، وفرضت حصار مشدد على الأقصى والبلدة القديمة من القدس، ولا تسمح للمصلين بالدخول إلى باحة الأقصى خاصة يوم الجمعة.
وجاء في تقرير لمرصد الأزهر حول الحصار الإسرائيلي المفروض على المسجد الأقصى، أنه نتيجة للحصار الخانق فقد شارك أقل من 5000 مصل فقط في أداء صلوات الجُمع الماضية، وهو رقم يُشكل نحو 10% فقط من المعدل الطبيعي لعدد رواد الأقصى في أيام الجُمع في الأحوال الطبيعية.
استشهاد خطيب المسجد الأقصى
ولم يسلم خطيب المسجد الأقصى السابق الشيخ يوسف سلامة، والذي استشهد جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة، بعد أن أصر على البقاء في منزله ورفض النزوح الذي فرضته قوات الاحتلال على أهالي غزة.
ويقول محمد يوسف، نجل الشهيد الشيخ يوسف خطيب المسجد الأقصى، إنه تحدث مع والده الشهيد يوسف سلامة من أجل النزوح، إلا أن والده أصر على البقاء في المنزل، مشددًا على أنه في الساعة الـ 9 صباحًا وخلال خروجه إلى غرفة الضيافة قصفته طائرات الاحتلال قصفا مباشرا وبالأخص المكان الموجود به، منوهًا بأن والده خطيب الأقصى استشهد بجانب والدته وشقيقته.
الهجمة التهويدية على الأقصى
بينما العالم منشغل بحرب غزة ومجازر الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، فتحت تل أبيب جبهة أخرى للصراع، ولكن هذه المرة تريدها حربًا دينية تشعل المنطقة بأكملها، وذلك بسبب مواصلة أفعالها المتطرفة والعدوانية ضد واحد من أهم المقدسات الإسلامية وهو المسجد الأقصى المبارك، وكان آخرها السماح للمستوطنين بالنفخ بالبوق داخل باحات الأقصى.
وبالعودة إلى التاريخ اليهودي المتطرف على مدار عقود طويلة، نجد أفكار يهودية متطرفة كثيرة قديمة قدم التاريخ، يطرحها المتدينون اليهود في إسرائيل الآن ويروجون لها على نطاق واسع، في معظمها تتمحور حول المسجد الأقصى المبارك والسيطرة عليه، في إطار الفكر اليهودي بمجيء المخلص وبناء الهيكل الثالث المزعوم تحت مظلة ما يسمونه ببدء الزمان اليهودي وانتهاء الزمان الإسلامي.
وكانت أبرز مظاهر الهجمة التهويدية الإسرائيلية على الأقصى خلال الفترة الماضية، هو سماح إسرائيل للمستوطنين اليهود المتطرفين بالنفخ بالبوق داخل باحات المسجد الأقصى المبارك بشكل علني، مستغلة انشغال الجميع بما يحدث في قطاع غزة من مجازر إسرائيلية متواصلة بحق المدنيين، حيث قامت مجموعة من المستوطنين اليهود المتشددين في تجمع تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي بالنفخ بالبوق في باحات المسجد الأقصى، حيث صدرت أصوات غريبة من البوق اليهودي المزعوم في حضور لفيف كبير من اليهود.
وفي هذا الصدد، قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه سبق وحذر من استغلال حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، حرب غزة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك خاصة مع تصاعد دعوات متطرفة من قبل منظمات الهيكل المزعوم والحاخامات لنزع سلطة الوقف الإسلامي عليه.
لماذا تضيق إسرائيل الخناق على الأقصى؟
وأكد مرصد الأزهر أنه منذ بدء الإبادة الجماعية لأهل غزة، عمد الاحتلال إلى تحييد دور الأقصى المبارك، وإبعاده عما يدور في القطاع؛ من أجل تحقيق أمرين، الأول: منع المصلين من التفاعل مع الأحداث وإرسال رسائل الدعم لإخوانهم الفلسطينيين في غزة.
وتابع: أما الأمر الثاني هو استغلال الأحداث الدائرة في تمكين المستوطنين من تدنيس باحات الأقصى، خاصة مع قيام منظمات الهيكل المتطرفة بحشد المستوطنين وحثهم على اقتحام المسجد مستغلين في ذلك أيضًا منع الفلسطينيين من دخوله.