بين تشكيك إسرائيل ورفض حماس للمكائد.. هل تتحقق آمال بايدن بوقف حرب غزة قريبا؟
تتضارب التصريحات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بين آمال معلقة على التوصل إلى اتفاق قريبا، وبين تصريحات تشير إلى مواقف متباينة بين طرفي الصراع، وسط جهود متواصلة من الوسطاء للوصول إلى اتفاق يوقف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، ويضع حدا لنزيف الدم ويزيد من كمية المساعدات الإنسانية، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، وكانت آخر المحاولات وضع إطار جديد للمفاوضات في باريس.
ويأمل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الاثنين المقبل، حسبما صرح بشكل مفاجئ قبل يومين، لكن التصريحات المنسوبة لطرفي المفاوضات تسير في اتجاه آخر، ولم تشر إلى أي تقدم، بل إلى مزيد من التعقيدات، التي وصلت إلى حد الطعن في إطار المفاوضات ذاتها.
وبدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، آمال بايدن سريعا، وظهر في فيديو يقول إنه قاوم باستمرار الضغوط لإنهاء الحرب على غزة قبل الأوان، وإن هذا الموقف يحظى بدعم شعبي أمريكي "سيساعدنا على مواصلة الحملة حتى تحقيق النصر الكامل" على حركة حماس، بحسب قوله.
تفاجؤ وتشكيك إسرائيلي
وأشارت تقارير أمريكية مختلفة، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إلى أن إسرائيل "فوجئت باستخدم بايدن كلمة يوم الاثنين وكلمة وقف إطلاق النار"، وذكرت شبكة CNN عن المسئول الإسرائيلي قوله: لا أعرف على أي أساس قال ذلك، فيما نقلت عن القيادي بحماس، باسم نعيم، قوله إن الحركة "ليست على علم بأي اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن التوصل إليه بحلول الاثنين المقبل، لا يوجد شيء".
فيما أكد مصدر إسرائيلي رفيع لشبكة ABC الأمريكية، أن نتنياهو تفاجأ بتأكيد بايدن قرب التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن والهدنة بين إسرائيل حماس.
وتتمحور الخلافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حول نقاط رئيسية ولا زال كل طرف يتمسك برأيه في مسألة وقف الحرب، فحماس تريد وقفا دائما لإطلاق النار، بينما تريد إسرائيل هدنة مؤقتة، بالإضافة إلى الخلاف على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي، كما تصر حماس، بحسب تقارير إسرائيلية، على إطلاق سراح القيادي في فتح مروان البرغوثي.
ومع اقتراب يوم بايدن الموعود، يبدوا أن الوصول إلى اتفاق يبتعد أكثر، وجاءت التصريحات غير المتفائلة هذه المرة من البيت الأبيض نفسه، إ صرح جون كيربي، المتحدث باسمه أمس، بأنه لا يوجد حتى الآن اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، وأنه لا يزال هناك الكثير للقيام به.
حماس: لا لمكائد السياسة
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الوسطاء القطريين أبلغوهم أن كبار مسؤولي حركة حماس يشعرون بخيبة أمل من الخطوط العريضة لصفقة إطلاق سراح الأسرى التي قُدمت في باريس يوم الجمعة الماضي. وأكدوا أن هناك فجوة كبيرة بينها وبين مطالبهم.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى للموقع: ليس هناك مجال لكثير من التفاؤل، موضحا أن ما حدث حتى الآن لا يسد الفجوات في المفاوضات، "ومن الصعب أن نرى في هذه المرحلة كيف يمكن التوصل إلى اتفاق قبل رمضان"، بحسب قوله.
لكن رغم ذلك، اعتبر الموقع الامريكي أن التوصل إلى اتفاق قد يكون ممكنا بحلول يوم الاثنين المقبل على الأرجح بعد "معركة شاقة بسبب الفجوات الكبيرة بين إسرائيل وحماس في المفاوضات".
وفي انعكاس جديد للفجوة الكبيرة في المفاوضات، قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن "ما عجزت إسرائيل وشريكتها أمريكا عن فرضه في الميدان، لن يأخذوه بمكائد السياسة، كائنا ما كانت أشكال التحايل والضغوط التي يوظفونها".