خناقات على رأس الميت.. أما آن الأوان لـ جثمان حلمي بكر أن يستريح؟
تربينا على أن إكرام الميت دفنه، وأن للميت حرمة لا بد وأن تُصان، فمهما كان الخلاف، عند الوفاة وحضور الجثمان، تُكتم الأفواه، ولا يعلو صوت فوق صوت الحزن والبكاء على فقدان الراحل، فالموت مثلما له رهبة، فـ له حرمة لا تنتهك.
أسرة حلمي بكر دخلت في خلاف مع أرملته سماح القرشي، ليست في لحظة الوفاة، بل عندما نزل الجثمان من المستشفى إلى عربة الإسعاف، وهنا تدخلت أسرة القرشي التي حاولت منع نقل الجثمان، قبل أن تمنح ابنتهما حقوقها، وبعدها يتم السماح لأهل بكر بتحرك جثمانه، وما بين صراخ وتطاول ومشادات وكلمات مهينة، أُهين حلمي بكر، ومُنع الجثمان من التحرك، ولم يُحل الخلاف وتفض المشاجرة إلا عندما تدخل رجال الأمن.
جنازة حلمي بكر
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ازداد المشهد سوءًا، عندما رفضت سماح القرشي إعطاء شقيق حلمي بكر تصريح الدفن، لتعلو الأصوات، ويتحول الأمر من حالة وفاة لها رهبتها، لـ لعبة عِند، ضحيتُها رجل توفاه الله.
وفي الرحلة الأخيرة لـ حلمي بكر، من الشرقية إلى القاهرة، نشب خلاف آخر على الطريق، ما جعل قائد سيارة الإسعاف يستغيث بأقرب مركز شرطة، لفض شباك ومشدات الأسرتين، وهنا تدخل الأمن، وأُمِرَ بأن يرافق الجثمان سيارة شرطة، منعًا لحدوث تطاول أكثر مما حدث.
وفي اللحظة التي وصل فيها جثمان حلمي بكر إلى أبواب ثلاجة الموتى.. لم يُرحم، ولم تُصَنْ حرمة الميت، فما بين إصرار نجله على عدم دفنه حتى عودته من أمريكا، وما بين محاولات أرملة بكر بدفنه، أصبح جثمان حلمي بكر حائرًا، ما بين الدفن وما بين انتظار نجله الوحيد.
لم يشفع لحلمي بكر تاريخه الفني العريق، أو مساعداته وحنيته على أسرته طوال حياته، ففور أن فاضت روحه إلى بارئها بدأت الصراعات والخلافات، التي أهانت تاريخ الموسيقار العظيم، فبدلًا من تقبيل رأسه، أصبحت أسرته تتشاجر على رأس المبيت، وبعد 22 ساعة من الوفاة.. ألم يأن الآوان لـ جثمان حلمي بكر أن يستريح؟!.