من القاهرة هنا غزة| منتجات فلسطين تزين معرض ديارنا لأول مرة.. وسيداتها: مقاومة ناعمة لإحياء تراثنا| صور
منذ بداية الحرب الغاشمة على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي يعبر الكثيرون حول العالم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني بكافة الطرق الممكنة؛ لوقف حرب الإبادة المشتعلة وإنعاش الذاكرة بتاريخ فلسطين وتراثها، وبدورها شاركت السيدات الفلسطينيات في مصر، بمنتجات بلادها التراثية لأول مرة في معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية، لتحيي بأناملها الناعمة الهوية الفلسطينية في وجدان كل زائر، كمقاومة من نوع آخر بالإبرة والخيط، في سلسلة متواصلة من النضال للشعب الفلسطيني لا تتوقف على مدار أكثر من 75 من الاحتلال الإسرائيلي.
بمجرد أن تخطو خطواتك الأولى بمعرض ديارنا، يخطف أعينك الجناح الفلسطيني، حيث تقف السيدة الفلسطينية لأول مرة بين أروقة المعرض، متزينة بالكوفية الفلسطينية الشهيرة وعلم العزة حول عنقها، بين معروضات ومنتجات جميعها صنعت بأيادي فلسطينية خالصة، من عباءات تراثية وأتواب وشيلان، ومنتجات خشبية كلها تحمل الهوية الفلسطينية، صنعوا بكل الحب من قبل أكثر من 70 سيدة فلسطينية مقيمة في مصر.
«نحن هنا.. باقون ما بقي الزيت والزعتر والزيتون» بتلك الكلمات بدأت نادية الأغا، مسؤول لجنة التراث في رابطة المرأة الفلسطينية في مصر، حديثها مع القاهرة 24، حول مشاركة الرابطة في معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية، لأول مرة بعد تلقيهم دعوة خاصة من قبل نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي؛ للمشاركة كضيف شرف معرض هذا العام، دعمًا للقضية الفلسطينية ونصرةً لقطاع غزة.
تقول الأغا، عن مشاركتهن، أنها فخر لهم أن تكون فلسطين حاضرة دائمًا والجميع يحتفل بتواجدهم، حيث يعملون على إبراز موروثهم من التراث الفلسطيني من خلال المعروضات المتنوعة ما بين أتواب وشيلان ومعلقات ومنتجات خشبية، من أشجار وبحر فلسطين بجانب أصناف شهيرة من الطعام الفلسطيني كالزعتر والدقة والمرمية.
تعتبر السيدة الخمسينية، أن ما يقومون به نوعًا من المقاومة الناعمة يرسخون من خلالها رسالة واحدة «سوف نبقى هنا.. ستنتهي الحرب وسنعود إلى أراضي بلادنا»، مردفة: أنا من أبناء الشتات ولدت خارج فلسطين ولم أرى بلادي حتى الآن، ولكن في يومًا ما سأعود لها، هذا وعد رباني.. ما نقوم به نوع من المقاومة نعبر فيه عن هويتنا، الله ينصر أهلنا بـ غزة.
سيطرت فلسطين على مشهد معرض ديارنا في نسخته الـ 66، فلم تقتصر المشاركة بمعروضات عن القضية الفلسطينية على أبناء أرضها فحسب، حيث شارك العارضين المصريون أيضا بمعروضات خاصة بها في محاولة لدعم القضية بكل ما في وسعهم وعلى طريقتهم الخاصة.
ماجدة الحسن، إحدى عارضات ديارنا وتمثل محافظة شمال سيناء، عكفت هي وغيرها من نساء أرض الفيروز على إنتاج منتجات خاصة بالقضية الفلسطينية قبل شهرين من موعد المعرض، تضامنًا مع غزة في حربها، قائلة: تضامنًا مع فلسطين، قمنا بعدد من المنتجات الخاصة بـ فلسطين منها الكوفية الفلسطينية وغيرها من المنتجات التي تحمل الخريطة الفلسطينية أو معالمها كقبة الصخرة.. حاولنا نقوم بشئ لفلسطين، الطلب على المنتجات الخاصة بفلسطين متزايد ولها زبونها الخاص، وبأيادي 300 سيدة من سيناء وضواحيها نشارك اليوم، كما نشارك أيضًا بمعروضات خاصة بتراثنا السيناوي بشكل معاصر ومواكب للسوق الأن.