الطبيب أحمد عبد العزيز في أول ظهور بعد عودته من غزة: أتمنى الرجوع مرة أخرى.. وما يحدث هناك أشبه بالخيال العلمي
كشف الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ جراحة العظام الشهير بطب قصر العيني، تفاصيل رحلته إلى قطاع غزة التي استمرت لمدة أيام، تنقل خلالها من الجنوب إلى شمال غزة.
وأشار إلى أنه بدأ رحلته مع علاج مصابي غزة من قبل السفر إلى القطاع، متابعا: بدأت في العمل على علاج المصابين من خلال وزارة الصحة المصرية في مستشفى العريش العام بالتعاون مع عدد من الأطباء المصريين.
عودة أحمد عبد العزيز من غزة
أضاف الدكتور أحمد عبد العزيز، أن أي خدمة تؤدى للفلسطينيين وقطاع غزة هو واجب تجاه كل مستطيع لذلك، مشيرا إلى أنه دخل إلى قطاع غزة من خلال مؤسسات قامت بالتنسيق مع الأمم المتحدة لدخول القطاع ثم السفر إلى شمال غزة والعودة إلى مصر بعد، متابعا: جميع الرحلات تم التنسيق لها من قبل وكانت موافقة على بعض الأسماء من المجموعة التي دخلت من البداية إلى قطاع غزة.
وأشار أستاذ جراحة العظام الشهير في حوار له مع القاهرة 24 في أول ظهور له بعد العودة من غزة، إلى أنه فور وصوله إلى قطاع غزة ظل في القطاع 3 أيام لعلاج المصابين في المستشفى الأوروبي، قائلا: قعدت هناك في المستشفى الأوروبي 3 أيام وعملت خلالهم على علاج مصابي القطاع من المهجرين من الشمال إلى الجنوب، والوضع هناك صعب جدا وغاية في البشاعة مفيش شبر في المستشفى لا يوجد بها مكان.
تابع عبد العزيز: الجنوب الوضع هناك صعب، وخيام النازحين في كل مكان والناس بتصنع الخيام من قماش مهترئ وآخرين يصنعوا من ملايات السرير والناس بائسة لكنها صامدة، البؤس لا يمكن وصفه هناك، البؤس هناك وصل لدرجة أن الناس بتنتظر طابور ساعتين لقضاء الحاجة، قائلا: أنا مش عارف الناس هناك بتاكل إزاي وبتشرب إزاي.
أوضح الدكتور أحمد عبد العزيز، أنه استمر في الجنوب 3 أيام يعالج المصابين بالمستشفى الأوروبي، مؤكدا أن وضع القطاع في الجنوب مميت وهناك تكدس كبير للمواطنين من الشمال والوسط في جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أنه بعد ذلك توجه إلى شمال القطاع لعلاج مصابي الشمال، متابعا: أثناء الرحلة من الجنوب للشمال رأيت مشاهد أقرب لـ أفلام الخيال العلمي التي توصف نهاية العالم، قائلا: أنت عارف الأفلام اللي بتاعت نهاية العالم بعد 2050 دي، غزة كلها بقت شبه الأفلام، والوضع هناك بشع وفوق ما يتم تصويره من الإعلام والصحافة.
تابع أحمد عبد العزيز: قبل تحركنا إلى الشمال كان لابد من حصول على تصريح من الجانب الآخر، وبالفعل حصلنا على تصريح للدخول، مؤكدا أن الحصول على تصريح أمر مهم لأن أي سيارة تتحرك دون تصريح يتم قصفها، متابعا: من المشاهد المؤثرة لنا عند السفر هو طبيب فرنسي كان ضمن الطاقم ولم يحصل على تصريح دخول، وعند ذلك دخل الطبيب في نوبة من البكاء بسبب عدم تواجد اسمه في قائمة الأسماء المصرح لها.
أضاف عبدالعزيز قائلا: البيوت في طريقنا من الشمال إلى الجنوب أصبحت مقابر جماعية لأصحابها، قائلا: مفيش بيا قائم صالح من السكن ابتداء من الجنوب إلى الشمال، وإن كان هناك بيت قائم فهذا لا يصلح للسكن، وأي معدة لرفع الأنقاض في غزة يتم قصفها وضرب المعدات، لا أتخيل أبدا كيف سيعود أهالي غزة مرة أخرى إلى المنازل.
وعن طبيعة العمليات الجراحية، واصل عبدالعزيز: الناس هناك في منتهى الصبر والوضع الإنساني أصعب بشكل كبير من العمليات، وذلك لأنك تقوم بعلاج شخص فقد والده وابنه وأسرتها في بعض الأفراد، تعالج طفله أيضا فقدته أسرته ولا تعلم كيف حدث ذلك، قائلا: أنا كنت بتعجب من المصابين الذين فقدوا أسرتهم ولا يقول الواحد منهم سوى الحمد لله، وفرحان إن في شخص سافر علشان يساعد في هذا الوضع الصعب.
أضاف أستاذ جراحة العظام الشهير، أن عدد الشهداء في قطاع غزة لا يحصى والأعداد المعلنة هي الأعداد التي صرح لها بالدفن، مشيرا إلى أن أعداد الإصابات هناك كبيرة وما يقرب من 80 ألف مصاب وفقا للإحصائيات يحتاج للعلاج وهؤلاء هم الذين ذهبوا للمستشفيات غير المرضى الذين لديهم أمراض من البداية.
عن أصعب موقف مر بها، قال عبد العزيز، إن هناك طفلة فقدت أسرتها وجاءت مصابة بحروق في الجسد وبتر في الذراع وكسور في الرجل وأيضا الرجل بدون عظام وبدون جلد، قائلا: الوضع معها كان مؤثر جدا وأيضا هناك أب ترك أولادها بالخيمة وجاء مصاب وبعد إجراء عملية لها ترك العلاج لكي يعود لهم ذلك لأنه لا يوجد معهم أحد من الأسر فالجميع استشهد.
أكد الدكتور عبد العزيز، أن المواقف المؤثرة هي التي حدثت مع أطباء القطاع أثناء علاج المرضى، حيث أنه من كثرة أعداد المرضى الذين كانوا يعالجوا بالمستشفيات كان هناك فلترة لهم أثناء العلاج، متابعا: كان الأطباء يقوموا بفرز المرضى من حيث صعوبة العلاج، قائلا: المريض القريب من الموتى يتم تركه وكانت هناك أولوية للذي لديه إمكانية للحياة.
وأوضح طبيب العظام، أن هناك قصفا للمستشفى التي كان يتواجد بها في الشمال وهي العودة، قائلا: كان هناك استهداف للأطباء قبل الذهاب إلى الشمال وتم استشهاد 6 أطباء فضلا عن اعتقال آخرين، مؤكدا أنه أثناء التواجد في مستشفى العودة كان هناك قصف لها وبالمحيط القريب منه.
وعن رحلة العودة، قال عبد العزيز، أن العودة لها تنسيق وترتيب وكانت ممكنة ولكن أيضا لم تكن سهلة وكان هناك بعض المخاطر، ذلك بسبب أنك لم تكن ضامن للفعل الذي يقوم به الفرد الذي تتعامل معه عند العودة، قائلا: كنا بنوقف 4 ساعات في أماكن دون داع.
وعن أمنيته المنتشرة عن الشهادة، قال عبد العزيز: الشهادة دي كرم وفضل من عند ربنا وكنت أتمنى أن أكون في موقف يجعلني من الأحياء عند ربهم، وأتمنى الشهادة لأنها فضل من الله، متابعا: أتمنى العودة إلى القطاع مرة أخرى فور ما أتيح لي ذلك لأنني أحب أهل هذا البلد وكل شيء يؤدى في حق القطاع هو واجب لكل مستطيع.