اصحى ليغفلونا
تابعت عن كثب تصريحات قناة سي إن إن الكاذبة مؤخرًا، ولا أتعجب من صدور تلك التصريحات المشوهة الكاذبة فهو شيء متوقع وثمن لمواقف مصر الثابتة الراسخة من رفضها القاطع لتهجير الأشقاء الفلسطينيين وخصوصا بعد إعلان مصر نيتها الانضمام إلى جنوب إفريقيا في قضية الإبادة الجماعية ضد الدولة الصهيونية أمام محكمة العدل الدولية، بعد رفض مصر مرارا المخططات الإسرائيلية على حساب مصر لتهجير سكان غزة، ما مؤداه موت القضية الفلسطينية إلى الأبد.
وكما يقول المثل، لا تأتي المصائب فرادى، ما أربك الغرب وأمريكا هو إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، يوم الاثنين الماضي، أنه طلب إصدار أوامر اعتقال بحق ثلاثة من قادة حماس واثنين من السياسيين الإسرائيليين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على خلفية هجمات 7 أكتوبر في إسرائيل، والحرب اللاحقة في غزة.
وبعد الاتهامات الموجهة لنتنياهو وجالانت، التي تشمل التسبب في الإبادة والتسبب في المجاعة كوسيلة من وسائل الحرب، بما في ذلك حرمان إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمدا في الصراع، ما اعتبر معه أكاذيب القناة المشوهة السي إن إن وسامً على صدر كل مصري، دليل على تأثير القيادة المصرية في المشهد السياسي الإقليمي والعالمي، والتعامل الحكيم والقراءة الصحيحة للموقف تجاه القضية الفلسطينية، ما جعل تلك القناة وغيرها من استخدام ما يجيدونه وهو نشر الأكاذيب والشائعات، وهو ما تلاحظ لنا جميعا خلال الأسبوع الماضي، من خلال نشر العديد من الأخبار غير الصحيحة من الجانب الإسرائيلي.
الوضع يمكن أن يوصف بالحساس، ويأتي ذلك بعد إعلان مصرعن مناورة بالأسلحة الحية في سيناء، ما يمثل تهديدات غير مسبوقة وتحديا للأمن القومي المصري، وكأن الرئيس السيسي والقوات المسلحة المصرية، يرسلا رسالة طمأنينة إلى الداخل قبل الخارج أن ذلك الوطن قادر على ردع أي تهديد ومجابهة أي تحديات تُفرض عليه بفضل قوته.
ولكن علينا أن نتوقع كشعب أن القادم هو المزيد والمزيد من الأكاذيب والشائعات لشق وحدتنا، فمصر لا تعتدي ولكن قادرة على حماية حدودها وحفظ أمنها القومي.