سفير بيلاروسيا بالقاهرة: علاقتنا مع مصر مثمرة.. وندعو لإنهاء الحرب في غزة وأوكرانيا| حوار
قال سيرجي تيرتنتييف، سفير بيلاروسيا بالقاهرة، إن العلاقات المصرية البيلاروسية تتمتع بمستوى عالٍ من التقارب على مدار عقود طويلة، مشيرًا إلى أنها ستشهد تطورًا أكثر في المستقبل القريب، في ظل التعاون المثمر بين البلدين بمختلف المجالات، وطرح المزيد من الفرص لتعزيز التبادل بين البلدين باستغلال الإمكانيات الكبيرة بين بلدينا، منوهًا بأهمية اللقاءات الثنائية المثمرة بين كبار المسئولين من الدولتين، وهو ما يدفع نحو تحقيق تعاون ديناميكي متعدد الجوانب يخدم الطرفين، وتحقيق نتائج ضخمة للتعاون.
وأضاف سفير بيلاروسيا بالقاهرة في حوار خاص لـ القاهرة 24، في معرض حديثه عن مختلف القضايا الدولية الراهنة، أن بلاده تدعم الحل السلمي للصراع في قطاع غزة التي تتعرض للحرب العنيفة، مشيدًا بالموقف المصري طوال فترة الحرب، كما تحدث عن العلاقات الاستراتيجية بين بيلاروسيا وروسيا وتطويرها والشراكة الضخمة بين البلدين، منوهًا برفض بلاده لاستمرار النزاع في أوكرانيا والدعوة لحل سلمي للصراع، رغم ما تتعرض له بلاده من ضغوط كبيرة من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بسبب مشكلات حدودية بينهما.
وإلى نص الحوار:
حدثنا عن العلاقات التاريخية بين مصر وبيلاروسيا ومدى تطورها في الوقت الحاضر؟
العلاقات بين مصر وبيلاروسيا لها تاريخ يمتد لأكثر من 30 عامًا، وبناءً على تجربة العلاقات السوفيتية المصرية، فإن جهود التواصل بين بلدينا وبين شعبينا أقدم بكثير، وعند بناء العلاقات مع مصر، استفدنا من أفضل ما تركه الاتحاد السوفيتي، حافظنا على الروابط القوية التاريخية بين الشعبين البيلاروسي والمصري، ونسعى جاهدين لتوسيع التعاون، باستغلال هذه الإمكانيات الكبيرة والفرص الجديدة.
كما أن القوة الدافعة للتعاون الثنائي هي الحوار بين رؤساء بلاروس ومصر، الذي ازداد بشكل كبير منذ عام 2014، وتمت زيارات متبادلة بين رئيسي البلدين، وفي أبريل من هذا العام، تمت زيارة رئيس الوزراء في جمهورية بيلاروسيا إلى مصر، وهي الزيارة الأولى في تاريخ العلاقات الثنائية، وأصبح الحوار على مستوى رؤساء الحكومات لبلدينا جزءًا لا يتجزأ من الاتصالات الرسمية الثنائية، ونحن الآن نعتزم تدشين آلية جديدة بين الدولتين - اللجنة العليا للحوار السياسي والتعاون الثنائي على مستوى وزراء خارجية بيلاروسيا ومصر، ونعتزم عقد أول اجتماع للجنة هذا العام، وبالاشتراك مع شركائنا المصريين، نبحث بنشاط عن مجالات واعدة جديدة لتوسيع التعاون الثنائي.
أنتم نشطون جدًا في الاجتماعات المثمرة مع المسؤولين المصريين من مختلف المجالات.. ما تأثير هذه الاجتماعات المهمة؟
تهتم بيلاروسيا بتطوير العلاقات مع مصر في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والثقافة والتعليم والعلوم.. إلخ. وأكثر النواحي تنوعًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلدين، وهذا يستوجب ضرورة إقامة عدد كبير من الاتصالات وعقد مختلف الاجتماعات، يكون جدول أعمالي مشغولًا جدًا، والذي أستمتع به فعلًا، ويمكنني أن ألاحظ بارتياح أن شركاءنا المصريين يدعمون مبادرات التعاون التي تقدمها الجانب البيلاروسي، ومن جانبنا، نرحب دائمًا بمبادرات مصر لتوسيع التعاون مع بيلاروسيا، ونحن معًا نبحث عن مجالات واعدة جديدة لتوسيع تعاوننا، ونسعى بجهد متبادل لرفع علاقات بيلاروسيا ومصر إلى مستوى أعلى، فهذا هو الهدف الرئيسي لمهمتي كسفير بيلاروسيا في مصر.
حدثنا عن التعاون بين البلدين في مجالات الطب وتصنيع الأدوية والسياحة والرياضة والزراعة والموارد المائية والأمن الغذائي؟
كسفير بيلاروسيا في مصر، يسرني أن أسلط الضوء على التعاون الديناميكي ومتعدد الجوانب بين بلدينا في مجموعة متنوعة من المجالات، ففي مجال الطب، تفخر بيلاروسيا بتقديم خدمات طبية حديثة وعالية التقنية للمواطنين المصريين، وتوفر المرافق المتقدمة والمهنيين الصحيين المهرة خيارات علاجية متطورة، مما يسهم في رفاهية المرضى من مصر، وعلاوة على ذلك، ترحب بيلاروسيا بطلاب الطب المصريين للحصول على تدريب متقدم في جامعات بيلاروسية، معززةً التبادلات التعليمية وتغذية المهنيين الطبيين المستقبليين الذي سيلعبون دورًا في قطاعات الصحة لبلدينا.
وفي إنتاج الأدوية، تتعاون بيلاروسيا ومصر بنشاط على إنشاء إنتاج مشترك للمنتجات الطبية، وهذه الشراكة الاستراتيجية ليست فقط تسهل تبادل الخبرات والموارد، ولكنها تفتح أبوابًا لشركات مصرية لدخول أسواق بيلاروسيا واتحاد الدول الاقتصادي الأوراسي، عن طريق استغلال قواهم وقدراتهم المتباينة، نهدف إلى تعزيز قدرات تصنيع الأدوية وضمان إتاحة الأدوية عالية الجودة لسكاننا.
وفيما يتعلق بالرياضة، كان لي حديث مثمر مع وزير الشباب والرياضة لجمهورية مصر العربية، الدكتور أشرف صبحي، خلال مناقشتنا المثمرة، أكدنا التزامنا بتوسيع التعاون في مجالات سياسات الشباب والرياضة، وفقًا لذلك، اتفق الطرفان على تحديث اتفاقيات التعاون ونحن متحمسون لتنظيم منافسات بين منتخباتنا الوطنية في رفع الأثقال والملاكمة والجودو في وقت لاحق هذا العام، وتعزز هذه المبادرات ليس فقط التميز الرياضي ولكنها تعزز أيضًا روابط الصداقة والتفاهم بين شعوبنا.
ومصر معروفة جيدًا في بيلاروسيا بمنتجاتها الزراعية، ونحن نعمل أيضًا على زيادة توريد منتجات الألبان واللحوم من بيلاروسيا إلى مصر، وتم اعتماد عدد من الشركات البيلاروسية من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية في مصر.
وكانت قضية الأمان الغذائي موضوعًا رئيسيًا في الاجتماع الثاني للجنة العمل المشتركة البيلاروسية المصرية في مجال الزراعة، الذي عقد في القاهرة في 14 نوفمبر 2023، وفي مجال الزراعة وموارد المياه، تواصل بيلاروسيا ومصر استكشاف فرص التعاون لتعزيز إنتاجية الزراعة واستدامتها وممارسات إدارة المياه، من خلال البحث المشترك ونقل التكنولوجيا والمبادرات المشتركة، نهدف إلى التصدي للتحديات المشتركة مثل تغير المناخ وندرة المياه والأمن الغذائي، مع تعزيز التنمية المستدامة لقطاعاتنا الزراعية، ويعتقد الجانب البيلاروسي أن الأمن الغذائي العالمي يجب أن يكون أولوية لجميع الجهات العالمية، وبالفعل، الوضع غير المستقر في العديد من مناطق العالم خلال السنوات الأخيرة أدى إلى زيادة في أسعار السلع المهمة، بما في ذلك الغذاء، ولسوء الحظ، على الرغم من هذه الحقيقة، أصبحت العقوبات المفروضة من قبل عدد من الدول ضد مصدري الطعام التقليديين أكثر صرامة، وتسببت تلك الإجراءات في زيادة حادة بالأسعار العالمية ونقص في عدة منتجات مهمة، بما فيها الغذاء والأسمدة والوقود.
وشغل التعاون السياحي مكانة خاصة تقليدية في العلاقات البيلاروسية المصرية، يفضل سياحنا المنتجعات المصرية لقضاء عطلاتهم، وبالتالي، في عام 2023، تجاوز عدد السياح البيلاروسيين في مصر 100 ألف شخص.
ما الذي يمكننا توقعه عند استبعاد السلع الحيوية التي نحتاجها بشكل حرج من السوق بدوافع سياسية؟
وأذكر مثالًا من تجربة بلدي، أصبحت بيلاروسيا هدفًا لتحريض اقتصادي وسياسي ضخم من الغرب الذي يحب تبرير أعماله غير القانونية بادعاءات ملفقة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، ومع ذلك، الخطوات المتخذة ضد بيلاروسيا، بما في ذلك الحظر غير القانوني على عبور الأسمدة والآليات الزراعية، لها آثار وخيمة على الأمان الغذائي العالمي والقضاء على الجوع، فمثلًا تعتبر شركة البوتاس البيلاروسية ثاني أكبر منتج للبوتاس في العالم، قبل إنهاء عبور البوتاس البيلاروسي بشكل غير قانوني عبر مواني بحر البلطيق، بلغت حصة بيلاروسيا في تجارة البوتاس العالمية حوالي 20 في المائة، وفي الوقت الحالي، انخفضت هذه الحصة بأكثر من النصف.
وبالطبيع تكون هناك زيادة في الأسعار وانخفاض كميات الطعام في المناطق الفقيرة، التي تدفع الثمن، مثل إفريقيا، بسبب النهج والتدابير غير المسؤولة لبعض الدول ضد بيلاروسيا، ويحصل نصف سكان العالم على الطعام باستخدام الأسمدة الكيميائية، وسيؤدي إزالة هذا العنصر من الحقول إلى تقليل إنتاج المحاصيل بشكل كبير، حيث سينخفض إنتاج بعض المحاصيل بنسبة تصل إلى 50 في المائة.
ونظرًا للخطر الحقيقي على الأمان الغذائي العالمي، يطالب الجانب البيلاروسي بالمساعدة في مسألة إعفاء البوتاس البيلاروسية من حظر التعسف والقيود واستعادة عبور الأسمدة البيلاروسية بحريا إلى السوق العالمية، بما في ذلك أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا.
ونعلم أن الدول الغربية قد عينت نفسها رمزًا لقضايا حقوق الإنسان، ولكننا نعتبر العقوبات الزائفة غير مقبولة للغاية وخطيرة ونرفض الحجج التي تبرر فرضها، وتقدر بلدنا الدعم الذي تقدمه مصر الصديقة في هذا الشأن على مختلف المنصات الدولية، وبالطبع، في هذه الظروف، تتخذ بلداننا إجراءات قوية لتوسيع التعاون في قطاع الغذاء.
حدثنا عن آلية عمل اللجنة التجارية المصرية البيلاروسية المشتركة ومنتدى الأعمال المصري البيلاروسي؟
عندما يتعلق الأمر بالآليات العملية للجنة التجارية المشتركة المصرية البيلاروسية ومنتدى الأعمال المصري البيلاروسي، فإن اللجنة التجارية المشتركة البيلاروسية المصرية تعمل منذ عام 2003، وتترأسها وزير الرقابة الاقتصادية والتجارة في بيلاروسيا ووزير التجارة والصناعة في مصر.
وأُقيم الاجتماع السابع للجنة التجارية المشتركة البيلاروسية المصرية في القاهرة في الفترة من 14 إلى 15 نوفمبر 2023، كان يترأس الوفد البيلاروسي وزير الرقابة الاقتصادية والتجارة ألكسي بوغدانوف، وخلال الاجتماعات، ناقشت الأطراف جميع المواضيع الرئيسية على جدول الأعمال الثنائي، مثل التعاون التجاري والاقتصادي، القضاء على التعقيدات في التجارة، تعزيز التفاعل بين البلدين في مجالات الصناعة والزراعة والتعليم العالي والسياحة والصيدلة والبتروكيماويات واللوجستيات والجمارك والقطاعات المصرفية والمالية.
وتم في إطار اللجنة عقد الاجتماع الثاني لفريق العمل المشترك البيلاروسي المصري في مجال الزراعة، والاجتماع الثاني لمجلس الأعمال البيلاروسي المصري، ومنتدى أعمال مع اتحاد الصناعات المصري، والمنتدى بيلاروس-مصر: الآفاق والفرص للتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات.
أما بالنسبة للتعاون المؤسسي فيما يتعلق بالدوائر الأعمال في بلدينا، فإنه يتم تنفيذه في صيغتين رئيسيتين: منتدى الأعمال البيلاروسي المصري ومجلس الأعمال البيلارسي المصري المذكور أعلاه، وتم توقيع مذكرة التفاهم بشأن إنشاء مجلس الأعمال البيلاروسي المصري في إطار الزيارة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية العربية المصرية إلى بيلاروس في يونيو 2019.
وبدأ أصحاب الشركات الكبيرة والمتوسطة والمديرون التنفيذيون من بيلاروسيا ومصر العمل في مجالات مختلفة، مثل إنتاج الآلات والمعدات الزراعية والطرقية، والمحركات والإطارات، وصناعة الأخشاب ومنتجات الألبان، والإنتاج الزراعي والصيدلاني، والتجارة، والسياحة وغير ذلك، أعضاء في المجلس.
ما أهم الصادرات والواردات بين مصر وبيلاروسيا وفتح السوق البيلاروسية أمام المنتجات المصرية؟
مصر هي الشريك التجاري والاقتصادي الرئيس لجمهورية بيلاروسيا في إفريقيا، وتعتبر بيلاروسيا موردًا تقليديًا للجرارات والشاحنات والمعدات الزراعية والإنشائية والطرقية، والإنتاج العالي التقني، والمنتجات الألبانية والمعدنية والورقية والخشبية، بالإضافة إلى السلع الكيميائية، وحاليًا نعمل على زيادة تصدير الحليب واللحوم البيلاروسية، أما الواردات الرئيسية من مصر فتشمل الفواكه الطازجة والخضراوات المعلبة والمجمدة الأدوية والأقمشة.
وتعمل الشركات في البلدين بنشاط على زيادة التبادل التجاري بينهما، في عام 2024، نتوقع نموًا كبيرًا في التجارة الثنائية، حاليًا، نحن نستمر في العمل للحفاظ على وتيرة عالية من التنمية الاقتصادية.
وأنا متفائل بمشاركة رجال الأعمال البيلاروسيين والمصريين في المعارض الدولية في بلدينا، فقد دعا الجانب البيلاروسي بالفعل المسؤولين والمديرين المصريين للمشاركة في معرض الزراعة Belagro، الذي سيعقد في مينسك في الفترة من 4 إلى 9 يونيو 2024، كما أن هناك خططا لتنظيم معرض تجاري مصري خلال أحد المعارض في بيلاروسيا.
من جانبنا، نخطط لتنظيم المعرض الوطني لجمهورية بيلاروسيا في معرض Food Africa 2024 هذا العام، ونخطط لتمثيل بيلاروسيا في معارض مثل Egypt Projects، Big Five Construct Egypt، SAHARA، MacTech، وغيرها أيضًا.
وأنا واثق من أن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي اليوراسي والدول الأعضاء ومصر ستكون لها تأثير إيجابي على التجارة بين بيلاروسيا ومصر، وسترحب بيلاروسيا بتوقيع هذه الوثيقة في أقرب وقت ممكن بعد انتهاء المفاوضات على مشروع الاتفاقية مع دول الاتحاد الاقتصادي اليوراسي.
تعتزم مصر وبيلاروسيا فتح خط طيران مباشر بين القاهرة ومينسك.. متى من المتوقع أن نرى ذلك؟
من أجل تعزيز التبادل السياحي والاقتصادي بين بيلاروسيا ومصر، تعمل وزارتا الطيران في البلدين بنشاط على تعزيز بنية التحليق الجوي، وتتضمن الجهود توسيع شبكة الطرق الجوية، وإدخال وجهات جديدة، واستئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين عواصمنا، ويعد هذا العام نقطة تحول مهمة، حيث ستطلق شركة الطيران البيلاروسية برنامج رحلات جديد يربط مينسك بالعلمين لأول مرة، وتهدف هذه المبادرات إلى تسهيل السفر بين بلدينا، وتعزيز السياحة، وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين بيلاروسيا ومصر، وأكد رئيسا وزراء البلدين خلال اللقاء بأبريل الماضي أن فتح الرحلات المباشرة بين مينسك والقاهرة سيدعم تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات.
ماذا عن تفاصيل ونتائج زيارة رئيس وزراء بيلاروسيا لمصر؟
أجرى رئيس الوزراء لجمهورية بيلاروسيا رومان غولوفتشينكو زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية المصرية برفقة وفد حكومي في 29-30 أبريل 2024، وخلال الزيارة، التقى رئيس الوزراء لجمهورية بيلاروسيا رئيس الوزراء المصري، ورئيس مجلس النواب وأعضاء لجنة الصناعة بمجلس النواب، بالإضافة إلى ممثلين عن الشركات المصرية الشركات العاملة في مجال الهندسة الميكانيكية، والصناعات المعدنية، وصناعة الملابس الخفيفة، وصناعة الأغذية، وإنتاج الورق، والبناء.
وكانت المحادثات مفتوحة للغاية، وناقش الجانبان جميع القضايا المهمة على جدول أعمال العلاقات الثنائية، وكلا البلدين مهتمان بتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات الجرارات والمعدات الزراعية والشاحنات، واتفق الجانبان على أن المجالات المستقبلية لتفاعلنا تشمل تخزين الحبوب، والأعلاف الحيوانية، وتنقية المياه، وفرز النفايات وإعادة تدويرها، كما تمت مناقشة إمكانيات توسيع التجارة بين بيلاروسيا ومصر أيضًا.
وقد وقعت عدد من الوثائق الثنائية على هامش الفعاليات:
- اتفاقية بين حكومة بيلاروسيا وحكومة مصر بشأن نظام لتعزيز التجارة المتبادلة
- مذكرة تفاهم بين الوكالة الوطنية للاستثمار والخصخصة في جمهورية بيلاروسيا والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر
- مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي بين وزارة المالية في جمهورية بيلاروسيا والهيئة المصرية لرقابة الأعمال المالية.
وكان الحدث المهم في إطار الزيارة هو منتدى الأعمال البيلاروسي المصري، الذي عقد في 30 أبريل.
كما ألقى رئيسا الوزراء للبلدين خطبت خلال المنتدى، وحددا المشاريع الرئيسية المستقبلية للتعاون الثنائي، بالإضافة إلى التجارة والإنتاج المشترك، وتتوفر لدينا بلدان إمكانيات جيدة في تطوير التفاعل في مجالات الاستثمار والسياحة (بما في ذلك السياحة الطبية)، والتعليم، وأكد رئيسا الوزراء أن فتح الرحلات المباشرة بين مينسك والقاهرة سيدعم تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات.
وشارك مديرون وخبراء من العديد من الشركات البيلاروسية والمصرية في المنتدى الاقتصادي، وخلال المفاوضات تم استعراض الفرص للشراكات والمشاريع التجارية المحددة في مجالات الإنتاج الصناعي، والأغذية، وصناعات الملابس الخفيفة، والتصنيع الورقي، والخدمات الطبية، وغيرها، ونظر الشركاء المصريون في مزايا القيام بأعمال تجارية داخل المناطق الاقتصادية الحرة البيلاروسية.
خلال هذا الحدث، تم التوقيع على وثائق تجارية بإجمالي حوالي 12 مليون دولار أمريكي، وتم التوصل إلى اتفاقيات بشأن التفاعل في مجالات المنتجات المعدنية، ومنتجات الألبان والزيوت والدهون، والمعدات الزراعية والطرق، ومعدات المصاعد، ومنتجات السجاد، وفي مجال الصيدلة والسياحة الطبية وتداول الأسهم، وأنا متأكد أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة رئيس وزراء بيلاروسيا إلى مصر ستكون دافعًا جديدًا لتطوير تعاوننا، وتأسيس أرضية جيدة لزيارة الرئيس المصري المقبلة إلى بيلاروسيا.
ما موقف بيلاروس من حرب غزة وكيف تنظرون إلى الدور المصري لوقف الحرب وإدخال المساعدات؟
موقف بيلاروسيا دائمًا ما يدعم بحزم ويدعو إلى تسوية سلمية وفورية لهذا الصراع، وفي بيلاروسيا، نشعر بصدمة من عدد الضحايا المدنيين، خاصة النساء والأطفال، نتيجة التصعيد العسكري في قطاع غزة، والإرهاب المستمر والاستخدام المفرط للقوة يمكن أن يؤدي إلى عواقب لا رجعة فيها في المنطقة بأكملها، ويجب أن تتوقف الحرب والعداء فورًا، دون أي شروط مسبقة، ويحتاج العالم إلى هدنة وإيقاف لإراقة الدماء.
ونحن مقتنعون بأنه لا يوجد بديل للمفاوضات المباشرة لحل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتدعم بيلاروسيا جهود ونشاطات مصر الدبلوماسية لحل الأزمة ومساعدة سكان قطاع غزة، نحن ممتنون للجانب المصري على مساعدته في عمليات إجلاء الجنسية البيلاروسية وذويهم بنجاح وبأمان من قطاع غزة المنكوب بالحرب إلى بيلاروس في نوفمبر 2023.
حدثنا عن الشراكة الاستراتيجية بين بيلاروسيا وروسيا
تم تأسيس العلاقات الاستراتيجية بين بيلاروسيا وروسيا وتطويرها ضمن إطار الدولة الاتحادية، وتتمتع بيلاروسيا وروسيا بديناميكية عالية في الحوار بين الدولتين، وتتفاعل بشكل فعال في المجالات الاقتصادية والسياسية والمجالات الاستثمارية والعلمية التقنية، وفي مسائل ضمان الأمن العسكري والحدودي، والتعاون العسكري التقني، ويتم تأمين نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وفي السياسة الخارجية، تتفاعل بيلاروسيا وروسيا تقليديًا بشكل وثيق وتنسق عملياتهما على الساحة الدولية، ويضع الحوار بين رئيسي بيلاروسيا وروسيا الطابع المتقارب ويمنح دفعًا قيمًا للتعاون الثنائي، واتخاذ القرارات بشأن القضايا الحالية للتفاعل البيلاروسي الروسي، وتعزيز التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما أن الاتصالات المكثفة، والصيغ المختلفة للتفاعل بين الحكومات والبرلمانات، واللجان المشتركة والمجموعات العاملة بين القطاعات تمكن من الحفاظ على الحوار الثنائي الدوري بشأن مجموعة كاملة من القضايا للتعاون البيلاروسي الروسي.
اليوم، يتم تطوير التعاون البيلاروسي الروسي في ظروف جيوسياسية صعبة للغاية، ومع ذلك، أصبح هذا الوقت لنا فرصة جديدة لتعزيز وتوسيع التعاون المربح المتبادل في المجالات التجارية والاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية وغيرها، ويسمح المستوى العالي للتكامل والإمكانيات المتراكمة لبلدينا بمقاومة الضغوط الخارجية المستمرة بنجاح وتطوير الشراكات الاستراتيجية.
كيف تنظر بيلاروسيا إلى الحرب الروسية الأوكرانية في الوقت الحالي؟
كدولة مجاورة لأوكرانيا وروسيا، تهتم بيلاروسيا أكثر من أي دولة أخرى بالوصول إلى حل سلمي سريع لهذا الصراع، وتم توقيع أول الاتفاقيات التي وضعت أسس عملية السلام في أوكرانيا ومجموعة من التدابير لتنفيذها، والتي حصلت على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في بيلاروسيا المعروفة باسم اتفاقيات مينسك، وفي عام 2022، تم عقد ثلاث جولات من مفاوضات السلام الروسية الأوكرانية على أراضي بلدنا، وكان من المفترض أن تنفذ الاتفاقيات منع اشتداد النزاع، لكن هذا لم يحدث، ولكننا مقتنعون بأن الصراع سينتهي على طاولة المفاوضات، سواء في بيلاروسيا أو في بلد آخر.
وبدءًا من مارس 2022، بدأت بيلاروسيا في قبول الأوكرانيين وجميع المواطنين الأجانب الذين يهربون من النزاعات في أوكرانيا بحرية على أراضيها، ويتم توفير حقوق اجتماعية للأوكرانيين وفرص متساوية مع المواطنين البيلاروسيين، وقد تم تحديد ذلك بأمر خاص من حكومة بيلاروسيا، ونحن نرحب بزيادة عدد الدول التي تقدم مبادرات سلمية معقولة لحل الوضع في أوكرانيا، ونود التأكيد على استعداد بيلاروسيا للمساهمة في الوصول إلى حل سريع للصراع.
حدثنا عن أزمة اللاجئين بين بيلاروسيا وأوروبا.. وهل تمركز قوات الناتو على حدودكم يدفع نحو حرب محتملة؟
أولًا وقبل كل شيء، أود التأكيد على أن جمهورية بيلاروسيا لم تكن أبدًا مصدرًا لعدم الاستقرار في المنطقة، بيلاروسيا مثل الدول الأخرى الموجودة جغرافيًا على حدود الاتحاد الأوروبي، تواجه منذ وقت طويل مشكلات في مواجهة الهجرة غير الشرعية، في السنوات السابقة، تفاعلت بيلاروسيا بنجاح مع الاتحاد الأوروبي في قضايا مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وتفاقمت مشكلة الهجرة بعد رفض الاتحاد الأوروبي التعامل مع بيلاروسيا، وسياسة الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على بيلاروس وتقليص المشاريع الدولية للمساعدة الفنية لضمان أمن الحدود على طول الحدود مع بيلاروسيا، فقد عرضت الاتفاقيات البيلاروسية الأوروبية القائمة على حل قضايا الحدود للخطر، والوضع الذي نشهده الآن هو نتيجة لرفض الاتحاد الأوروبي لإجراء حوار بناء مع جمهورية بيلاروسيا بشأن هذه المسألة الملحة، وبيلاروسيا كانت دائمًا شريكًا مسؤولا وموثوقًا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وتوفير حماية للحدود.
وتتم إجراءات لقمع الهجرة غير الشرعية عبر أراضي بلدنا بصورة مستمرة، بغض النظر عن التغيرات في نهج جيراننا الأوروبيين في التفاعل مع بيلاروسيا، وحاليًا، للأسف، يتم تسييس أي قضية للتفاعل بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي بشكل متعمد من قبل شركائنا الأوروبيين، ونعتبر ذلك تطبيقًا لسياسة المعايير المزدوجة تجاه بيلاروسيا.
وبيلاروسيا مستعدة لحل أي خلافات قائمة من خلال الحوار، بدلًا من سياسة العقوبات، التي كما تُظهر التجربة الدولية لم تكن أبدًا فعالة، ويتزايد دور عامل القوة في العلاقات الدولية، هيكل الأمن الدولي وعدم الانتشار ومراقبة الأسلحة قد وصلت إلى حد الانحدار تقريبًا، ونحن نراقب بقلق بالغ النمو غير المتناسب للقدرة العسكرية وسباق التسلح في الدول المجاورة لنا، وجميع مبادرات بيلاروسيا كانت للحد من التصادم واستعادة الثقة وتعزيز الأمن الإقليمي، إلى أنها لم تجد استجابة.
فعلى حدودها الغربية، تواجه بيلاروسيا وجهًا لوجه مع حلف شمال الأطلسي، وأكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو هذا في خطابه في اجتماع الكونجرس الشعبي البيلاروسي في 24 أبريل.
ويعلن الناتو بإصرار على ضرورة تسليح أوروبا بشكل مكثف، وتمت الموافقة على خطة لنشر مجموعة عسكرية قوامها 300 ألف شخص على الجانب الشرقي من التحالف، ويطلق الناتو على هذا حزام الاحتواء.
وعلى الرغم من إجراءات الغرب، فإن بيلاروسيا مستعدة للحوار، كما ذكر وزير الدفاع في جمهورية بيلاروسيا، والشرط الوحيد لمواصلة الحوار مع الناتو هو وقف الخطاب العدائي، وتم مؤخرًا اعتماد نسخة محدثة من العقيدة العسكرية في بيلاروسيا، وفقًا لهذا المستند فإن بلادنا مستعدة للتعاون في المجال العسكري مع أي دولة، بما في ذلك أعضاء حلف شمال الأطلسي، وحدد المستند واجبات بيلاروسيا التحالفية، وكذلك موقفها بشأن مسألة استخدام الأسلحة النووية وجوانب أخرى مهمة.
