قال شخص للإمام ونحن راكعون إن الله مع الصابرين فهل يجوز؟.. أزهري يجيب
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين نصه: كنت أصلي العشاء جماعة في المسجد خلف الإمام ونحن راكعون ركوع الركعة الثانية سمعنا من يقول بصوت عالي مخاطبا الإمام: إن الله مع الصابرين فهل يجوز له ذلك؟
كنا نصلي العشاء وفي الركعة الثانية قال شخص للإمام إن الله مع الصابرين فهل يجوز؟
وقال العالم الأزهري عبر حسابه على فيس بوك: فرض الإسلام على أصحابه فرائض ونهاهم عن إضاعتها وحرم عليهم أشياء ونهاهم عن انتهاكها عن طريق فعلها وأمرهم بتعظيمها بعدم إتيانها، وحد لهم حدودا ونهاهم عن تعديها وسكت عن أشياء فلم يخصها بتحليل ولا بتحريم ونهاهم عن البحث والسؤال عنها.
وأضاف: ومما فرضه الإسلام على أتباعه الصلاة وأمرهم بالمحافظة عليها وأدائها في مواقيتها المحددة شرعا والمحافظة على أركانها وشروطها وتحقيق الخشوع فيها فمن امتثل لذلك كانوا من السعداء في الدنيا والمصلحين الفائزين الوارثين للفردوس وكانوا فيها من الخالدين قال الله عز وجل: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)، وقال سبحانه: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، وقال عز شأنه: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، إلى أن قال وهو أصدق قائل: أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون.
وأكمل: وحثنا ديننا على أداء ما افترضه علينا من الصلوات الخمس في جماعه ورغبنا في الحضور إلى الجماعة مبكرين حتى نتمكن من الوقوف في صلاة الجماعة في الصف الأول ويا حبذا لو كان خلف الإمام مباشرة حتى ننال صلاة الله وصلاة ملائكته علينا، روت كتب السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، فيعود ذلك علينا بخير عميم وثواب عظيم وأجر كبير فإذا حصل للإنسان ما شغله عن التبكير ولم يذهب إلا بعد أن تقدم الإمام المأمومين وانخرط الجميع في سلك المصلين المناجين لله رب العالمين، فإذا أدرك هذا المتأخر إمامه في ركوع أية ركعة حسبت له هذه الركعة،روى أبو داود في سننه، وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركوع فقد أدرك الصلاة) أي الركعة.
وأكمل العالم الأزهري: وبخصوص واقعة السؤال نقول: ولئن كان إدراك المسبوق إمامه راكعا حتى يدرك الركعة غاية مشروعة إلا أنه ينبغي الوصول إلى هذه الغاية الشريفة بوسيلة مشروعة لأنا لا نتعبد الله بالمذهب الميكافلي الذي يرى الغاية تبرر الوسيلة لكنا نتعبد الله بما جاء في شرعه وشرعنا الإسلامي يرى المشروعية في كل من الغاية والوسيلة.
واختتم الدكتور عطية لاشين: ما فعله المسبوق وسيلة غير مشروعة، روى الشيخان عن أبي قتادة رضي الله عنه قال 'بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال:ما شأنكم؟، قالوا: استعجلنا إلى الصلاة قال: (فلا تفعلوا إذا أتيتم إلى الصلاة فعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا).