الوهم الأوروبي
في الوقت الذي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة بالنسبة للبعض للسخرية من أي شيء، وعلى أي حدث يخص بلدنا أو حتى للتقليل منه والتنمر على لاعبي كرة القدم والفنانين لبعض النفوس المريضة مستترين خلف شاشة المحمول.
نجد كأس الأمم الأوروبية اليورو الذي أقيم مؤخرًا في ألمانيا والذي عانى منه الحاضرين من سوء التنظيم وسوء البنية التحتية لبعض الاستادات، والذي ظهر من خلال إيقاف بعض المباريات لتتسرب المياه على المتفرجين، بالرغم من أن ألمانيا من البلاد المجهزة لظروف الأمطار والعواصف لما تشهده من أمطار غزيرة، وفي بعض الأحيان ثلوج في معظم فصول السنة، وكان المشهد الأسوأ في يورو 2024 يظهر في غياب الخدمات خلال فترة البطولة، وشهدت جميع وسائل النقل والمواصلات تكدسًا كبيرًا للجماهير أثناء تنقلها قبل وبعد المباريات.
وعلى الناحية الأخرى نجد فرنسا البلد المضيف لدورة الألعاب الأولمبية في الفترة من 26 يوليو 2024 إلى 11 أغسطس 2024 التي وعدت العالم وفقًا لتصريح على لسان ماكرون بحفل افتتاح لدورة الألعاب الأولمبية مبهر لم يشهده العالم من قبل، وخصوصًا أن باريس تعد ثاني مدينة تستضيف الألعاب ثلاث مرات بعد لندن، ولكن جاء الحفل صدمة للعالم كله ومخيب للآمال بأفكار شيطانية مروجًا لأمور لا تليق أخلاقيًا وأظهرت تطاولًا على الأديان، خاصة بعد المشهد الذي تضمنه حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 والذي جسد العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه، ما دفع قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى إصدار بيان رسمي صادر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعرب فيه البابا عن استنكاره الشديد لهذا التصرف الذي اعتبره مسيئًا وغير محترم لأقدس أسرار الكنيسة وممارساتها، وهو الأمر الذي أثار حفيظة دونالد ترامب بوصف مشهد الافتتاح بالمهين.
أما بالنسبة للقرية الأولمبية الفرنسية التي بها الرياضيين المشاركين في الحدث الأهم في أوروبا فقد تقدم العديد من الرياضيين بشكوى بسبب معاناتهم من نقص العديد من الوجبات في المطاعم المخصصة لهم، وفقًا لما نشرته صحفية ليكيب الفرنسية، وعلى الجانب الآخر شهدت فرنسا توقف شبه تام في حركة القطارات لما تعرضت له شركة السكك الحديد الفرنسية لهجوم ضخم متعمد حسب وصفهم، وأغلقت مطارات ليتسبب ذلك باضطرابات كبيرة في حركة التنقلات أثّر على أكثر من 800 ألف مسافر.
ونستخلص من الموضوع أن أكبر دولتين أوروبيتين فشلا في تنظيم أهم حدثين رياضيين في أوروبا ولكن للأسف دائما نحاول أن نبحث عن أعذار لفشلهم من تحت الأرض لأنهم فقط دول في أوروبا، أما ولسان حالي أقول لو تلك المهازل حدثت في مصر أو تعطلت السكك الحديدية بسبب حدث رياضي متعمد أو غير متعمد لقامت الدنيا بدون أعذار.