الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حرب على رمال إفريقيا| مواجهات بين روسيا وأوكرانيا في القارة السمراء.. فاجنر والطوارق كلمة السر

مواجهات فاجنر ومجموعة
تقارير وتحقيقات
مواجهات فاجنر ومجموعة الطوارق في مالي
الثلاثاء 06/أغسطس/2024 - 12:52 م

حرب ضروس تدور رحاها في الظل ما بين روسيا وأوكرانيا على أراضٍ إفريقية، خرجت إلى العلن مؤخرًا بعدما أعلنت ما يعرف بحركة الطوارق الموجودة في شمال مالي، الدولة التي تعد الحليف الإفريقي لروسيا، وإحدى قواعد قوات روسيا شبه الرسمية المعرفة بفاجنر، أنها قتلت ما لا يقل عن 84 من الروس من مجموعة فاجنر، و47 جنديًا ماليًا خلال أيام من القتال العنيف في أواخر يوليو، وذلك حول بلدة تينزاوتين الحدودية الشمالية، في حين قالت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة، إنها قتلت 50 مقاتلًا من فاجنر في كمين في نفس المنطقة.

قالت حركة الطوارق الانفصالية المعادية للحكومة الحالية في مالي، أيضًا إنها أسرت 7 جنود ماليين ومقاتلين من فاجنر، بالإضافة إلى الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمركبات وغيرها من المعدات، إلا أن اللافت في تلك المواجهات كونها أسفرت عن سقوط أحد القادة البارزين في مجموعة فاجنر الروسية، إذ تعد تلك الخسائر هي أثقل هزيمة تتكبدها فاجنر منذ تدخلت قبل عامين لمساعدة السلطات العسكرية في مالي في قتال الجماعات التي تشن هجمات ضدها في منطقة الساحل في غرب أفريقيا منذ عام 2012، حسب تقارير أوروبية.

رواية فاجنر 

ولم تعلن مالي ولا فاجنر عن عدد القوات التي خسرتها في الاشتباكات، على الرغم من أن فاجنر قالت في بيان نادر يوم 29 يوليو الماضي على تليجرام، إنها تكبدت خسائر فادحة، من بينها مقتل قائد فصيلة اقتحام تابعة للمجموعة، مبينة أنه في الفترة من 22 إلى 27 يوليو 2024، خاضت قوات فاجنر، تحت قيادة القائد البارز في فاجنر سيرجي شيفتشينكو، معارك عنيفة ضد مسلحي حركة الطوارق وتنظيم القاعدة.

قوات فاجنر في مالي 

وأملًا في حفظ ماء الوجه، قالت فاجنر في بيانها أيضًا، إنها تمكنت في اليوم الأول من القضاء على معظم عناصر حركة الطوارق والقاعدة، وأجبرت الباقين منهم على الفرار، إلا أن عاصفة رملية هبت باتجاههم سمحت لـ عناصر حركة الطوارق بإعادة تجميع صفوفهم وزيادة أعدادهم إلى 1000 شخص، وأنه لهذا السبب قررت فاجنر نقل قوات إضافية إلى منطقة الحرب للمساعدة في القتال، إلا أن الطوارق هاجموا مرة أخرى وزادوا من عدد الهجمات واسعة النطاق، باستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات بدون طيار والمركبات الانتحارية، مما أدى إلى خسائر في صفوف قوات مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة وجنود القوات المسلحة المالية.

البيان ذاته كشف عن مصير القائد الروسي لمجموعة فاجنر سيرجي شيفتشينكو، مشيرًا إلى أن آخر  رسالة لاسلكية وصلت من مجموعة شيفتشينكو، كانت في يوم  27 يوليو، قال فيها: بقينا نحن الثلاثة فقط، مستمرون في القتال.

جماعة الطوارق من جانهبا أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم أحد فصائلها، أنهم وجهوا ضربة عنيفة لفيلق إريقيا الروسي، وأنه تم أسر سجناء وإتلاف أو الاستيلاء على كمية كبيرة من المعدات والأسلحة.

فاجنر فيلق إفريقيا الروسي في مالي

وتوجد القوات الروسية في مالي منذ عام 2020، بعدما طرد السلطات الحالية في مالي القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة التي شاركت في قتال المتمردين لمدة عقد من الزمان، واستبدلها بقوات فاجنر.

قوات فاجنر في مالي 

أوكرانيا تدخل على خط المواجهات في إفريقيا

وعقب المواجهات التي هزت رمال القارة الإفريقية، خرج أندريه يوسوف، المتحدث باسم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني، للإدلاء بتصريح أعلن عبره مواجهة بلاده لروسيا في إفريقيا، ونقل الصراع بينهما إلى خارج أوكرانيا، مؤكدًا أن أجهزته تتعاون مع مجموعة الطوارق وحلفائها الذين ينشطون في شمال مالي، وأنهم يزودون تلك الجماعات بمعلومات مفيدة، وليس فقط تلك التي سمحت لهم بتنفيذ عملية عسكرية ناجحة ضد فاجنرالحرب الروس، وأن هناك مسارات تعاون أخرى بينهم لم يكشف عنها المسؤول الأوكراني، حسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

تصريحات المسؤول الأوكراني أكدها أيضًا محمد المولود رمضان، أحد قادة مجموعة الطوارق الانفصالية، بأنه يجري بالفعل مبادلات مع أجهزة الاستخبارات الأوكرانية؛ لمعرفة كيف يمكنهم التعاون، مضيفًا في تصريحات لصحيفة لوموند الفرنسية، أن لديهم روابط مع الأوكرانيين، والفرنسيين والأمريكيين وغيرهم، وهو ما دفع حكومة مالي لإعلان قطع العلاقات مع أوكرانيا رسميًا، على خلفية المواجهات الدامية شمال البلاد، بدعم من قِبل كييف لمجموعة الطوارق وحلفائها الانفصاليين.

مجموعة الطوارق

وذلك يعني أن السلطات الأوكرانية، التي تقول إنها في حالة حرب مع روسيا جعلت من موسكو خصمًا لها في كل مسرح، بجعل استهداف الفصائل شبه العسكرية الروسية هدفًا استراتيجيًا،خاصة بعدما نشرت صحيفة كييف بوست، في نوفمبر من العام الماضي، أن كييف فتحت جبهة جديدة في إفريقيا بإرسال قوات كوماندوز من القوات الخاصة إلى السودان، لمواجهة القوات الروصية الذين يدعمون قوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو.

هزيمة فاجنر في مالي قد يتردد صداها خارج حدود الدولة الإفريقية، بجعل رمال إفريقيا مسرحًا رئيسيًا للمنافسة بين روسيا والغرب على مدى السنوات المقبلة، حيث تسعى موسكو إلى إعادة تشكيل النظام الدولي، فيما يحافظ الغرب على هيمنته العالمية.

تابع مواقعنا