كيفية الوضوء الصحيح.. عادات مشهورة تفسده والاستنشاق ليس فرضًا| صور وفيديو
هناك العديد من الأمور التي قد يجهلها البعض عن كيفية الوضوء قد تفسد وضوئهم وصلاتهم معًا دون علمهم، بل يعتقد البعض أن خطوات الوضوء كلها فرض حتى أنه إن لم يستنشق ثلاثًا على سبيل المثال، عاد ليتوضأ من جديد، فما هي كيفية الوضوء الواجبة، وما سنن الوضوء التي إن نسيها المسلم تكون صلاته صحيحة ومقبولة دون الحاجة إلى إعادة الوضوء مرة أخرى، كذلك ما الأحكام التي يجب على المرأة اتباعها عند الرغبة في الوضوء خارج المنزل دون خلع الملابس أو الحجاب. كل هذا وأكثر نوضحه عبر القاهرة 24 في تقرير حول كيفية الوضوء وفرائضه وسننه وأحكامه.
كيفية الوضوء
من أساسيات الدين الإسلامي، معرفة كيفية الوضوء وأركانه وسننه وفرائضه، حتى لا يقع المسلم في خطأ يجعل صلاته مرفوضة تماما، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا صلاةَ لمَن لا وضوءَ لَهُ"، فإلى جانب أن الوضوء شرط من شروط الصلاة، فالوضوء يحقق الكثير من المنافع للمسلم.
وقالت درا الإفتاء المصرية إن الوضوء يجنب المسلم شر الشيطان، ويكون سببًا في زيادة العمر وحب الملائكة، وأن بقاء المسلم متوضئًا سبب في قبول الدعاء، ونيل شفاعة النبي عليه السلام، واستغفار ودعاء الملائكة للمتوضئ، كذلك يجعله مستعدًّا للقاء الله وتكرار الوضوء من السنن النبوية الشريفة.
ويتفق أهل العلم والفقهاء على كيفية الوضوء لجموع المسلمين كالتالي:
- استحضار النيّة والتسمية بالله.
- غسل الكف ثلاثا.
- المضمضة ثلاث مرّاتٍ.
- الاستنشاق ثلاثَ مراتٍ.
- غسل الوجه ثلاثًا.
- غسل اليدين إلى المرفقين ثلاثًا.
- مسح الرأس والأذنين مرة واحدة معًا.
- غسل القدمين ثلاث مرات.
ولكن ما سبق هل هو فرائض لا يصح الوضوء بغيرها، أم هل تتضمن سنن يمكن للإنسان إن نسيها أن يكون وضوئه صحيحًا، وكيف يكون الوضوء متقنًا لنيل جزيل الثواب؟ هذا ما نحاول حسمه في السطور التالية.
ما هي طريقة الوضوء الصحيح للصلاة؟
قد لا يتعلم البعض ما هي طريقة الوضوء الصحيح للصلاة كما ذُكرت في القرآن الكريم، أو كما يتعارف عليه بين العلماء بـ فرائض الوضوء التي إن سقط أحدها فسد الوضوء وبالتالي فسدت الصلاة.
وقد تحدث عن طريقة الوضوء الصحيحة القرآن الكريم بذكر فرائض وواجبات الوضوء التي لا يصح بغيرها في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ".
ووفقًا للآية الكريمة يجب الانتباه عند الوضوء إلى استيفاء ما يلي:
- غسل الوجه كاملا ما بين شحمتي الأذن ومنبت الشعر عند الجبهة وأسفل الذقن.
- غسل اليدين يكون من الأصابع وحتى تجاوز الكوع قليلًا "المرفقين".
- المسح على شعر الرأس مباشرة دون وجود حائل من منبت الشعر إلى منتصف الرأس عند قول الجمهور أو كامل الرأس عند البعض.
- غسل القدمين بالماء وليس المسح عليهما مع ضرورة وصول الماء إلى العقبين "خلف القدمين" لقول النبي صلى الله عليه وسلم "ويل للأعقاب من النار".
لذلك بغير هذه الفرائض الأربعة لا يصح الوضوء وتبطل الصلاة ووجب على من عرفها تطبيقها ويحاسب على تركها، ولكن ما موقف باقي خطوات الوضوء؟.
سنن الوضوء
تشمل خطوات وكيفية الوضوء، فرائض واجبة وسنن الوضوء التي يثاب فاعلها ولا يسقط الوضوء بتركها، والتي أجمع عليها العلماء، مما لم تذكره الآية المُلزمة لفرائض الوضوء، وفيما يلي نذكر سنن الوضوء المستحب الالتزام بها لنيل درجة "إسباغ الوضوء" كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم واتباعًا لسنته:
- استخدام السواك: سنة من سنن الوضوء، لحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لولا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتهمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ".
- التسمية قبل الوضوء: وهي سنة لا يفسد وضوء من نسيها وأقلّها قول: "بسم الله"، ويُسَنّ أن تكون مقرونةً بالنيّة.
- غَسل الكفَّين إلى الرسغين وتخليل أصابع اليدين بالماء: أي غسل كف اليدين إلى عظمتي الرسغ عند نهايتهما جهة الزراع.
- المضمضة والاستنشاق: من سنن الوضوء التي لا يفسد وضوء من نسيهما وعليهما أجر من يفعلها.
- تكرار غسل كل عضو ثلاث مرات.
- مسح الرأس كله.
- مسح الأذنين ظاهرهما، وباطنهما بماء جديد غير الماء الذي مسح به الرأس.
- الموالاة في الوضوء: أي الالتزام بترتيب تتابع غسل الأعضاء.
- التيامن: أي البدء بغسل كل ما هو جهة اليمين أولا ثم اليسار.
- إطالة الغرّة والتحجيل: إطالة الغرة يعني غسل مقدمة الرأس، والأذنين، والعنق مع الوجه، بينما إطالة التحجيل، أي غسل البعض من العضدين، والساقين؛ بغسل اليدين، والقدمين.
- البدء بغَسل الوجه من أعلاه والبدء بالأصابع في غسل اليدين، والرجلَين.
- تحريك الخاتم: وذلك لإيصال الماء يقينًا.
- استقبال القبلة.
- عدم التكلم إلا لمصلحة.
- عدم ضرب الوجه بالماء.
- الدعاء بعد الوضوء: لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ".
- صلاة ركعتين عقب الوضوء: لقوله صلى الله عليه وسلم "مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ بِشَيْءٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الاستنجاء ليس من سنن أو شروط أو فرائض الوضوء، بل هو "طهارة مستقلة، يجب عند وجود سببه"، وعرفته بأنه "خروج النجاسة من أحد السبيلين"، مؤكدة في فتوى رسمية أنه "لا يعدُّ من سُنَن الوضوء ولا مِن فرائضه، وإنما هو من باب إزالة النجاسة المرتبط بها وجودًا وعدمًا".
كيفية الوضوء للنساء
وحول الأحكام التي تخص كيفية الوضوء للنساء، فقد اتفق أهل العلم على أن كيفية الوضوء للرجال والنساء واحدة إلا أن هناك بعض الأحكام التي تخص وضوء المرأة وأحيانًا الرجل عند الرغبة في الوضوء خارج المنزل إن كان ارتداء الملابس على وضوء كامل؛ وهي كالتالي:
- المسح على الحذاء: يكون بالمسح على مقدمة الحذاء دون خلعه إذا نوى المسلم الصلاة بالحذاء، فإن خلعه فيتوجب عليه خلع الجورب وغسل القدمين لا المسح على الجورب.
- المسح على الجورب: يكون بالمسح على وجه الجورب من الأعلى فقط ويُشترط أن يكون الجورب ساترًا للقدمين حتى العظمتي الكعبين.
- يكون المسح على الجوربين خلال يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر.
- المسح على الحجاب للمرأة مدة يوم وليلة فقط: يكون شرط أن ترتديه على وضوء ولا يشترط إدخال الماء إلى الأذنين بل المسح عليهما من أعلى الخمار.
- الوضوء مع وضع المكياج للمرأة: لا يجوز إلا بعد إزالته إن كان مقاومًا للماء ويعزل الجلد عن الماء، فيجب إزالته أولا، ويجوز إن لم يكن كذلك.
- الوضوء مع وضع المانيكير: لا يجوز إلا بعد إزالته تمامًا لكونه عازلا قويًا لوصول الماء.
وشددت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية على أنه لا يجوز المسح على ظاهر الأكمام للنساء والرجال حال ضيق الأكمام، لأن غَسْل اليدين إلى المِرفقَينِ من فرائض الوضوء، ولا يُجْزِئ المسح عليهما للنصوص الدالة على وجوب الغَسْل.