إمام مسجد عمرو بن العاص: التريند موجود من أيام سيدنا النبي.. ونشر خصوصية البيوت مخالف للإسلام
قال الشيخ يسري عزام، إمام مسجد عمرو بن العاص، إن الشائعات والتريند لم تكن ظاهرة حديثة، بل كانت موجودة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد إمام مسجد عمرو بن العاص في تصريحات تليفزيونية، أن ما نراه اليوم من تريندات سلبية أو شائعات لا يعدو كونه تكرارًا لما شهدناه في التاريخ الإسلامي.
حكم نشر خصوصية البيوت على السوشيال ميديا
وذكر الشيخ يسري عزام مثالًا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات المريسيع، فقدت السيدة عائشة رضي الله عنها عقدها، وكان الصحابي صفوان بن المعطل قد اعتنى بها وساعدها على العودة إلى المخيم، ومع ذلك، نشر عبد الله بن أبي بن سلول، زعيم المنافقين في المدينة، شائعة حول هذا الأمر، متزعمًا أن هناك علاقة غير مشروعة بين صفوان والسيدة عائشة.
وأوضح إمام مسجد عمرو بن العاص أن الشائعة روجها أيضًا حمنة بنت جحش، أخت السيدة زينب بنت جحش وابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحسان بن ثابت، شاعر النبي، وقد نزل القرآن الكريم ليفضح هؤلاء المنافقين ويبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها، كما جاء في سورة النور: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ" [سورة النور، الآية 11].
وشدد الشيخ يسري عزام، على أهمية الحفاظ على خصوصية البيوت وعدم نشر تفاصيل الحياة الأسرية على السوشيال ميديا، مؤكدا على ضرورة الالتزام بما أمر به الإسلام من كتمان أمور الحياة الخاصة.
وأشار إمام مسجد عمرو بن العاص، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي المسلمين بالحفاظ على خصوصية البيوت وعدم إفشاء الأسرار، مشيرًا إلى أن كل بيت له حرمته وخصوصيته التي يجب احترامها.
ولفت إمام مسجد عمرو بن العاص إلى أن نشر المشاكل الأسرية خارج نطاق الأسرة قد يؤدي إلى تضرر العلاقات وتفاقم الأزمات، مضيفا أن القرآن الكريم يوجه المسلمين إلى أن الزوجين "لباس" لبعضهما البعض، كما جاء في قوله تعالى: "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" [سورة البقرة، الآية 187]، مؤكدا أن هذه الآية تعكس عمق الستر والتعاضد بين الزوجين، مما يعني أن الأمور التي تحدث داخل البيوت يجب أن تبقى ضمن إطارها الخاص.