مولده إحياءً للإنسانية وتكريمًا لها.. الكلمة الكاملة للرئيس السيسي في احتفالية المولد النبوي الشريف
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، يبعث في قلوبنا، معاني الإنسانية الحقيقية؛ إذ كان مولده -صلوات الله وسلامه عليه- إحياء للإنسانية، وتكريمًا لها.
الكلمة الكاملة للرئيس السيسي في احتفالية المولد النبوي الشريف
وأضاف رئيس الجمهورية، في كلمته منذ قليل، بذكرى المولد النبوي الشـريف في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية، أن اجتماع اليوم للاحتفال بذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليه هذا اليوم المبارك؛ الذي أذن الله تعالى فيه، لشمس الهداية النبوية أن تشرق على الدنيا بمولده، متوجهًا بالتهنئة لشعب مصر الكريم، ولكافة الشعوب العربية والإسلامية، سائلًا الله العلي القدير، أن يعيدها على الشعب المصري، وعلى الأمتين العربية والإسلامية؛ وعلى العالم أجمع، بالخير واليمن والبركات.
وأردف الرئيس السيسي: لعل احتفالنا اليوم، يمثل فرصة للاطلاع على سيرته العظيمة -صلى الله عليه وسلم-، وتعزيز مفاهيم رسالة الإسلام في أذهاننا، التي بلغت بالإنسانية أعلى درجاتها.. فرسمت للبشرية طريق المحبة والإخاء، من خلال منظومة أخلاقية؛ من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم.. فهي رسالة تدعو إلى التعايش والبناء والتنمية، حيث بينت آيات القرآن الكريم، أن من أسمى غايات الخلق، بناء الإنسان بناءً قويمًا، ليؤدي مهمته التي كلفه الله تعالى بها، ألا وهي إعمار الكون وتنميته.
وتابع: ولا شك أن مهمة بناء الإنسان وتكوينه وإعداده، مسئولية تضامنية وتكاملية، تحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية والشبابية والإعلامية، ومن قبل كل ذلك الأسرة.. لنبني معا إنسانًا قويًا واعيًا رشيدًا، يبني وطنه في مختلف المجالات، ليكون قدوة ونموذجًا حسنًا لتعاليم دينه.. إنسانًا صاحب شخصية قوية سوية؛ قادرة على تخطي الصعاب ومواجهة التحديات؛ وبناء التقدم والحضارة والعمران.
وأضاف الرئيس السيسي: إن قول رسولنا الكريم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لهو دعوة لنا جميعًا، أن نتحلى بالأخلاق الحميدة في جميع مجالات حياتنا.. متطلعين في هذا الصدد، إلى مزيد من الجهود في بناء الإنسان؛ بناء أخلاقيًا، وعلميًا، وثقافيًا، ومعرفيًا، ونوعيًا، من خلال استخدام جميع الوسائل الحديثة، والأساليب المتطورة التي تتسق مع طبيعة العصـر ومسـتجداته.. لينطلق الإنسان في تعامله مع غيره، من خلال مبادئ سامية؛ يعمها الخير والنفع، والرفق والشفقة والرحمة بجميع الناس، لتعيش كل الشعوب في أجواء من السلام والأمان، ويكون منهجها عند الاختلاف، قائمًا على أساس من الحوار والإقناع، دون إكراه أو إساءة.
واختتم كلمته، قائلًا: أؤكد أننا في حاجة ماسة، لمضاعفة الجهود التي تقوم بها جميع مؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات الدينية في مجالات بناء الإنسان، وترسيخ القيم، ونشر الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة.. كما أؤكد أن الدولة المصرية؛ لا تدخر جهدًا في توفير كل الدعم، وتهيئة المناخ المناسب لإنجاح تلك الجهود.