71 سنة ولسه بيعافر.. أقدم مصور على شاطئ بورسعيد: بكافح بقالي 40 سنة وصورت معظم النجوم| صور وفيديو
«صورة يا هانم صورة يا بيه».. كلمات يسمعها المصطافون من رجل تظهر عليه علامات كبر السن، ويرتدي نظارة وملابس بسيطة ومرتبة، ويحمل كاميرا وهاتفا محمولا، ويسير على شواطئ بورسعيد يبحث عن زبائن.
مصور على شاطئ بورسعيد يكشف رحلة 40 عام مع الكاميرا
عم رضا محمود الشريف، أقدم مصور على شاطئ بورسعيد يبلغ من العمر 71 عاما، عاش حياته مع الكاميرا، وعاصر خلال 40 عاما شواطئ المحافظة، وكان شاهدا على جميع مراحل تطويرها، والتقط خلال رحلته صورا لجمال بورسعيد، وأطلق عليه البورسعيدية مصور المشاهير، وذلك لالتقاطه صورا لعدد كبير من الفنانين والفنانات.
يقول عم رضا، إنه بدأ حياته بالعمل جرسون في أحد المطاعم القديمة بمحافظة بورسعيد، وكان هناك مصور يأتي إلى المطعم لتصوير الزبائن، فتولدت لديه فكرة العمل بحرية والبعد عن الشغل مع الناس، واتخذ القرار لأن يتحول إلى مصور، وكان ذلك منذ 41 عاما، وخلع بدلة الجرسون وارتدى ثوب المصور.
اشترى عم رضا قبل 40 عاما كاميرا بـ 55 جنيها، وكانت بتقنية الأبيض والأسود، وتعلم التصوير على يد أحد أصحاب معامل التصوير القديمة، واتخذ من البحر مكانا للبحث عن لقمة عيشه، ولم يكن في هذا الوقت متزوجا فكان يعمل منذ الثامنة صباحا حتى فجر اليوم التالي، ومع الرواج الكبير اشترى كاميرا تعمل بالألوان بـ 90 جنيها.
يروي عم رضا أنه كان يسير على الشاطئ بـ جمل وحصان، كان يستأجرهما من أحد الباعة، وكان يطعمهما طوال اليوم ويسير بهما على الشاطئ حتى يلتقط صورا للمصطافين، موضحا أن الصورة على الجمل كانت من أهم الصور في هذا الوقت، وكانت بـ 50 قرشا، وهو مبلغ كبير في هذا الوقت، وكان الشاطئ في وقتها شماسي وخيام وكبائن من الخشب.
تزوج عم رضا ورزقه الله بـ ميادة ومحمود، واستطاع أن يؤمن حياتهما التعليمية من التصوير حتى حصلت ميادة على بكالوريوس العلوم ومحمود على بكالوريوس الهندسة، ورفض عم رضا أن يفارق البحر فقد أصبحت حياته متعلقة به، وبالرغم من أنه يبلغ من العمر 71 عاما، الا أنه يحب مهنته ويصر على عدم تركها.
ويكشف عم رضا أنه صور الكثير من الفنانين ويتذكر منهم: عمرو دياب، وفيفي عبده، ومحمود ياسين، وأحمد زكي، ومحمود عبد العزيز، مشيرا إلى أنه كان يقابلهم على الشاطئ، وكانوا متواضعين ويلتقطون صورا مع المصطافين، وهو الآخر كان يلتقط لهم صورا مع الزبائن ويبيعها لهم بـ 5 جنيهات.
ويستكمل أقدم مصور على شاطئ بورسعيد، أن الهواتف المحمولة كان لها تأثير كبير على المصورين، حيث أصبح كل شخص لديه كاميرا في هاتفه، مؤكدا أنه لم ييأس ولا يزال يعمل 12 ساعة يوميا للبحث عن لقمة عيش على الشاطئ، مشيرا إلى أنه لم يعد يطبع الصور وإنما يرسلها للزبائن عبر واتساب، مقابل 10 جنيهات أو 20 جنيها.
عم رضا أقدم مصور علي شاطئ بورسعيد
وأشار عم رضا، أقدم مصور على شاطئ بورسعيد، أنه يعيش في حالة رضا، ولا يقبل أن يطلب شيئا من أحد، ويقضي وقته من العاشرة صباحا للعاشرة ليلا بحثا عن الرزق على الشاطئ، ويذهب بعدها للمنزل يجلس مع زوجته وأبنائه، مشيرا إلى أن القناعة وحب العمل سبيل للنجاح والراحة النفسية، مؤكدا إيمانه بأن الله يرزق من يشاء بغير حساب.