تهدد السفن الأمريكية.. مباحثات سرية لإرسال صواريخ ياخونت من موسكو إلى الحوثيين بوساطة إيرانية
كشفت مصادر غربية وإقليمية، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز البريطانية، أن طهران تتوسط في محادثات سرية جارية بين موسكو والحوثيين، لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الجماعة اليمنية، في تطور يسلط الضوء على توطيد العلاقات المتنامية بين روسيا وإيران.
مصادر تكشف مباحثات سرية بين موسكو والحوثيين
وفي ذات السياق، قالت المصادر إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ ياخونت، المعروفة باسم بي-800 أونيكس، والتي أكد خبراء أنها ستسمح للحوثي بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر، ما يزيد من التهديد للسفن الحربية الأمريكية والأوروبية التي توفر الحماية لحركة الملاحة.
وفي وقت سابق، قالت وول ستريت جورنال، إن روسيا تدرس إرسال الصواريخ، ولم تتحدث التقارير الصحفية عن الوساطة الإيرانية من قبل، فيما أكدت المصادر أن المحادثات بدأت في عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.
وكشف مسؤولان إقليميان مطلعان على المحادثات، اجتماعات أجريت بين الحوثيين والروس هذا العام، مشيرا إلى أن المحادثات تضمنت توفير العشرات من الصواريخ، التي يقارب مداها 300 كيلومتر، ويتوقع عقد اجتماعات أخرى بطهران في الأسابيع المقبلة.
وفي سياق متصل، قال مصدر مخابرات غربي، إن روسيا تتفاوض مع الحوثيين بشأن نقل صواريخ ياخونت الفرط صوتية المضادة للسفن، مضيفًا أن الإيرانيين يتوسطون في المحادثات لكنهم لا يريدون أن يوقعوا عليها.
وحول الصفقة، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، إن أي جهود لتعزيز قدرات الحوثيين من شأنها أن تقوض المصلحة الدولية المشتركة في حرية الملاحة العالمية والاستقرار في البحر الأحمر والشرق الأوسط الأوسع.
وفي تفاصيل أكثر، كشفت المصادر أن أحد الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح الحوثيين هو احتمال أن تقرر الدول الغربية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في العمق الروسي، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حذر في يونيو الماضي من أن موسكو قد ترسل أسلحة متقدمة بعيدة المدى، مماثلة لتلك التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا إلى خصوم الغرب في جميع أنحاء العالم.
ماذا نعرف عن صاروخ ياخونت؟
أوضح التقرير أن صاروخ ياخونت يعد أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت مما يجعل اعتراضه صعبا.
ولفت فابيان هينز خبير الصواريخ الباليستية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أن نقل روسيا صواريخ ياخونت إلى الحوثيين من شأنه تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للأمن الإقليمي، مضيفًا أن قدرة بي-800 أكثر بكثير من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز التي يستخدمها الحوثيون حتى الآن.
وأشار هينز إلى أن هذه الصواريخ لا يمكن فقط أن يطلقها الحوثيون على السفن الحربية الأميركية والبريطانية وغيرها من السفن التي تحمي السفن التجارية في البحر الأحمر من الهجمات التي تشنها الجماعة بالطائرات المسيرة والصواريخ، بل يمكن استخدامها كأسلحة هجومية برية أيضًا.
ولفت التقرير إلى أن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ووزارة الدفاع الروسية، لم ترد على تلك التصريحات، كما قال محمد عبد السلام، المتحدث الرسمي باسم الحوثي لرويترز: لا علم لدينا بما ذكرتم.
يشار إلى أن جماعة الحوثي، تواصل شنَّ هجمات عديدة بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في في البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي في ضوء دعمها لفلسطين؛ ومن أجل الضغط لوقف إطلاق النار في غزة، ما تسبب في تعطل التجارة البحرية وإجبار شركات الشحن على تحويل مسارها.