ما معنى سقمك في اللغة العربية؟.. 5 أمور تفرق بينها وبين المرض

يعد البحث عن معنى سقمك، من الأمور التي تشغل اهتمام الكثيرين ممن لا يعرفون هذه الكلمة التي وردت بصيغ مختلفة في القرآن والسنة النبوية، وتشتهر في الأدعية والشعر العربي. وعبر القاهرة 24 نستعرض معنى سقمك في مواضع عدة ومضادها وجمعها والفرق بينها وبين المرض؟.

معنى سقمك

ورد معنى سقمك في معاجم اللغة العربية على اختلاف أسمائها، بأكثر من لفظ، فتارة معنى سقم، وأخرى الفعل يسقم سقمًا، وفي كل المواضع تدل تلك الكلمة على مشكلة صحية طويلة الأمد. وقد وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم “ اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ”.

ففي مختار الصحاح، وردت كلمة سقم بمعنى "السَّامُ المرض وكذا السُّقْم والسَّقَمُ مثل الحُزْنِ والحَزَن وقد سَقِمَ من باب طرب فهو سَقِيمٌ والمِسْقامُ الكثير السقم".

 وفي المعجم الوسيط: "سَقمَ سَقمَ َ سَقَمًا، وسَقَامًا: طالَ مرضه فهو سَقِمٌ"، وفي هذين المعجمين تعبر الكلمة عن طول فترة المعاناة من المرض.

بينما في معجم لسان العرب، ورد في معنى سقمك ما يلي: "السَّقامُ والسُّقْمُ والسَّقَمُ: المَرَض، وقد سَقِمَ وسَقُمَ سُقْمًا وسَقَمًا وسَقامًا وسَقامَةً يَسْقُمُ، فهو سَقِم وسَقِيمٌ"، فجاءت بمعنى المرض صراحة.

معنى لا يغادر سقما

ضمن استخدامات ومعنى سقمك، نتعرف على معنى لا يغادر سقما التي وردت في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاس، مُذهِبَ الباسِ، اشْفِ أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشفِه شفاءً لا يغادِرُ سَقَمًا".

قال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن معنى لا يغادر سقمًا في الدعاء، أي "شفاءً لا يترك مرضًا، وكأنّ الدعاء يطلب أن يذهب المرض كله، ولا يبقى منه أي أعراض أو تبعات".

معنى كلمة سقما في القرآن

أما معنى كلمة سقما في القرآن، فهي وردت مرة واحدة فقط في قوله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم في سورة الصافات "إِنِّي سَقِيمٌ"، وجاء في تفسير الجلالين ﴿فقال إني سقيم﴾: عليل أي سأسقم.

أما في تفسير الميسر: سقم السقم والسقم: المرض المختص بالبدن والمرض قد يكون في البدن وفي النفس، نحو: ﴿في قلوبهم مرض﴾ [البقرة/10]. وقوله تعالى: ﴿إني سقيم﴾ [الصافات/89] فمن التعريض، أو الإشارة إلى ماض، وإما إلى مستقبل، وإما إلى قليل مما هو موجود في الحال، إذ كان الإنسان لا ينفك من خلل يعتريه وإن كان لا يحس به، ويقال: مكان سقيم، إذا كان فيه خوف.

أي: فنظر إبراهيم نظرة في النجوم متفكرًا فيما يعتذر به عن الخروج معهم إلى أعيادهم، فقال لهم: إني مريض. وهذا تعريض منه. فتركوه وراء ظهورهم.

وقال بعض المفسرين أن معنى قول سيدنا إِبراهيم عليه السلام إِني سَقِيمٌ ؛ أي: إِني طَعِينٌ أَي أَصابه الطاعون، وقيل: معناه إِني سأَسْقُمُ فيما أَستقبل إِذا حان الأَجلُ.

كذلك وردت كلمة سقيم في قصة سيدنا يونس في قوله تعالى:"فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ" أي عليل.

جمع سَقَم

بعد التعرف على معنى سقمك، نعرض جمع سَقَم، إذ قال سيبويه: "والجمع سِقامٌ جاؤوا به على فِعالٍ"، وقيل جمعها "أسقام" على وزن أفعال، وعند الأخفش جمع سقيم "سَقمى وسَقامى وسِقام".

مضاد كلمة سقم

هناك العديد من ألفاظ مضاد كلمة سقم، احتوت عليها المعاجم العربية، فمنها: "الشَّفاء - الصِّحَّة - المُعَافَاة - البُرْء - البُروء - البِلّ - الإِبْلَال - التعافي".

الفرق بين السقم والمرض

في المعاجم العربية، قد يأتي معنى سقمك أي مرضك، ولكن عند التدقيق في معنى الكلمة، نجد أنها دلالة على طول المرض وليس المرض نفسه، أي أن المرض موجود أو العلة موجودة ولكن طالت فأصبح الإنسان سقيم.

ولا يشترط أن تكون العلة جسدية، بل أيضًا نفسية كما حدث مع سيدنا إبراهيم حينما أرهقه جدال قومه فقال "إني سقيم" أي مازال يعاني من على نفسية بسبب عناد قومه.

وهناك فروق دقيقة توضح الفرق بين السقم والمرض  وتؤكد أن السقيم قد يكون أقل معاناة من المريض نعرضها كما يلي:

1. من حيث المدة:

• السقم: يُستخدم غالبًا للمرض المزمن أو طويل الأمد
• المرض: يشمل الأمراض القصيرة والطويلة الأمد

2. من حيث التأثير:

• السقم: يرتبط أكثر بالضعف والهزال العام للجسم
•  المرض: يمكن أن يصيب عضوًا معينًا دون التأثير على كامل الجسم

3. من حيث الاستخدام:

• السقم: أكثر استخدامًا في اللغة الأدبية والشعر
•  المرض: أكثر شيوعًا في الاستخدام اليومي والطبي

4. من حيث العموم والخصوص:

• السقم: أخص وأضيق في المعنى
• المرض: أعم وأشمل في المعنى

5. من حيث القوة:

•  السقم: يدل على الضعف والوهن
•  المرض: قد يكون شديدًا أو خفيفًا