الكاتب أحمد عطية الذي رحل وظلت كلماته
رحل عن دنيانا الكاتب الصحفي الكبير أحمد عطية، لكن كلماته وأعماله ستظل حية بيننا، تسكن في وجدان كل من عمل معه أو قرأ له. لقد ترك بصمة واضحة في عالم الصحافة الرسمية، متميّزًا بمدرسة صحفية تجمع بين المهنية العالية والاستمرارية، واستطاع أن يقدم صحافة مختلفة ترتقي إلى مستويات جديدة وتتخطى المعتاد. كثيرون قد يخطئون في فهم أهمية هذه القيم النبيلة، لكن الأستاذ أحمد عطية كان دائمًا المثال الأسمى لتلك المبادئ.
كان الراحل معروفًا بكلماته البسيطة ولكنها عميقة في معانيها، ولعل أشهرها جملته التي سكنت آذاني ووجداني "أنت صحفي بالفطرة". هذه الجملة تلخص شخصيته الصحفية بكل بساطة. فقد كان يحترم العمل الصحفي ويؤمن به، وكان دائمًا يسعى لتطوير نفسه وزملائه في المهنة.
ونحن إذ أحزننا كثيرا هذا المصاب الجلل، فإننا نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة تحرير جريدة "اللواء الإسلامي"، ومؤسسة أخبار اليوم، حيث كان الأستاذ أحمد عطية يشغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم" ورئيس قسم المحافظات. لقد فقدنا في رحيله قامة صحفية كبيرة كانت تضيء الطريق للكثيرين في مجال الصحافة المقروءة. كان الراحل مثالًا للجدية والاجتهاد، ولم يكن مجرد صحفي، بل كان معلمًا وصاحب رؤية.
كان آخر لقاء جمعني به حينما كنا نتباحث مشروعا جديدا لإصدار جريدة تعكس المشروعات القومية التي تتم بالصعيد، وهو ما كان يأمل في تحقيقه خلال الفترة المقبلة. لكن الأقدار شاءت أن يفارقنا قبل أن يرى حلمه يتحقق، وترك وراءه إرثًا صحفيًا سيظل حيًا في عقولنا وقلوبنا.
إن حياة الأستاذ أحمد عطية هي قصة كفاح وعزيمة، إذ بدأ رحلته الصحفية من الجامعة وهو طالب، وكان حلمه أن يصبح صحفيًا محترفًا. وعلى الرغم من أن والده كان يتمنى له السفر والعمل بالخليج، فإن أحمد عطية كان مصممًا على أن يحقق حلمه في مجال الصحافة. ومن خلال عمله المتواصل والإبداع المستمر، استطاع أن يصل إلى قمة المجد الصحفي، محققًا ذاته في جريدة "أخبار اليوم"، حيث ترك بصمة لا تُنسى.. رحم الله الأستاذ أحمد عطية.