كيف تكون العبادة في شهر شعبان؟.. 4 أمور افعلها قبل رفع أعمالك
بدأ الاهتمام بمعرفة كيف تكون العبادة في شهر شعبان المبارك تأهبًا لاستقبال شهر رمضان، واغتنامًا لفضل شهر شعبان، وذلك ضمن مجموعة موسم العبادات الذي يستقبله المسلمون كل عام بداية من شهر رجب الأصب. وامتدادًا لفضائل الشهور المقدسة والتي بدأ في رجب الحرام، نتحدث عبر القاهرة 24 عن كيفية العبادة في شهر شعبان بما يكون اغتنامًا لفضله وابتعادًا عن المعاصي وتأهبًا لاستقبال شهر رمضان المبارك بتغيير كلي واستعداد إيماني كبير.
العبادة في شهر شعبان
بدأت نفحات العبادة في شهر شعبان في تعطير الأجواء منذ أن أعلنت دار الإفتاء المصرية أمس الجمعة غرة شهر شعبان لعام 1446 هجريا، وشددت على أن الصوم يأتي في صدارة الأعمال المستحبة في شهر شعبان.
واستدلت الدار بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما سُئل: أى الصوم أفضل بعد رمضان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "شعبان لتعظيم رمضان"، قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "صدقة فى رمضان".
وقد كان الصوم في شعبان سنة مؤكدة يلتزمها النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: "كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته فى شهر أكثر صيامًا منه فى شعبان".
وحول العبادة في شهر شعبان، شدد الدكتور يسري عزام، إمام جامع عمرو بن العاص، في فيديو مصور له على يوتيوب، على ضرورة اغتنام الأوقات في طاعة الله جل خلال شعبان، وأن تكون أنفاسنا في طاعته. وفند العبادات المستحبة في شهر شعبان إلى ما يلي:
- الدعاء:
إذ نصح عزام المسلمين بالإكثار من الدعاء في هذه الأيام المباركة، لأن الدعاء مستجاب فيها، اغتنامًا لنفحات الشهر الكريم، فإن لربنا جل وعلا في أيام الدهر نفحات، كما قال الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها." ومن هذه النفحات، هذا الشهر الفضيل المبارك، شهر شعبان، الذي سُمي بهذا الاسم لأنه تتشعب فيه الخيرات؛ فهو شهر كله بركة وفضل.
- الصوم:
قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن شهر شعبان: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، ترفع فيه الأعمال إلى الله، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم." لذلك كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شهر شعبان، كاستعداد لشهر رمضان.
- كثرة الصلاة على النبي
فقد بين الدكتور يسري عزام أن آية الصلاة على النبي نزلت في شهر شعبان وهي: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. كما تحولت القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في شهر شعبان، لذلك سُمي بشهر رسول الله.
- قراءة القرآن والإكثار من الذكر
فشهر شعبان شهر خير وبركة، نحرص فيه على التقرب إلى الله بالطاعات، مثل قراءة القرآن، والصلاة على النبي العدنان، والإكثار من الذكر والتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير والحوقلة والاستغفار. نتقلب في شعبان في بساتين رضى الله جل وعلا، وندعو الله قائلين: "اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان. اللهم آمين يا رب العالمين."
فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيها
ونصح الدكتور يسري عزام، باغتنام فضل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيها تقربًا إلى الله تعالى واستعدادًا لشهر رمضان، موضحًا أن أعمال العباد تُرفع في شهر رمضان.
وأوضح أن رفع الأعمال إلى الله يكون على ثلاثة أوجه: رفع يومي، ورفع أسبوعي، ورفع سنوي؛ والرفع اليومي يكون في صلاتي الصبح والعصر، حيث يتعاقب الملائكة فينا بالليل والنهار، ويسألهم الله: "من أين جئتم؟" فيقولون: "يا رب، من عند عباد لك في الأرض يصلون."
أما الرفع الأسبوعي فيكون في يومي الاثنين والخميس، حيث ترفع الأعمال إلى الله، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم هذين اليومين.
أما الرفع السنوي للأعمال فيكون في شهر شعبان، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر، وقال: "ترفع فيه الأعمال إلى الله، وأحب أن يُرفع عملي إلى الله وأنا صائم." وهو ما يُبرز أهمية تكثيف العبادة في شهر شعبان.
لذلك فإن شهر شعبان من أحب الشهور إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وورد فى رواية لأبى داود عن السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان أحب الشهور إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان".
وفى رواية للبخاري ومسلم قالت رضي الله عنها: "لم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، وكــان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يملّ حتى تملّوا، وكان أحب الصلاة إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم ما دُوْوِمَ عليها وإنْ قلّتْ، وكان إذا صلّى صلاة داوم عليها".