السبت 01 فبراير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هُنا حياتنا ومماتنا.. مريض جذام لـ القاهرة 24: لو خرجت من المستعمرة لن يبقى أمامي إلا التسول للإنفاق على ابنتيّ

مستعمرة الجذام -
أخبار
مستعمرة الجذام - صورة أرشيفية
السبت 01/فبراير/2025 - 04:37 م

“في المستعمرة معاشنا ومماتنا.. والخروج منها أشد قسوة من الموت”، بهذه الكلمات عبر أحد مرضى الجذام في مستعمرة الخانكة بمحافظة القليوبية عن ارتباطه الوثيق بالمكان، ورفضه الشديد الخروج منه بعد سنوات قضاها هناك، تزوج فيها بمريضة مثله، وأنجب منها فتاتين صحيحتين تقيمان بجواره في قرية تُسمى عزبة الصفيح.

أنباء غلق مستعمرات الجذام أصابت مرضاها بالحزن والإحباط

وتسببت انتشار أنباء عن غلق مستعمرات الجذام بغرض طرح أراضيها للاستثمار في حزن وإحباط بين المرضى، ورغم نفي وزارة الصحة هذه الأنباء، فإن هذا لم يكن كافيًا لطمأنتهم وإزالة مخاوفهم، حسب قول مريض الجذام المدعو “ي.ل” لـ القاهرة 24.

وأوضح المريض -رفض الإفصاح عن اسمه- أن بيان الوزارة الأخير نفى طرح أراضي المستعمرة للاستثمار، لكنه لم ينفِ خطتها لحدوث غلق مستعمرات الجذام مستقبلا، وإخراج المرضى منها بعد توفير وحدات سكنية لهم، بغرض دمجهم في المجتمع، معتبرًا هذا الخطوة تعد تهديدًا لاستقرارهم المعيشي والأسري.

عرفت منظمة الصحة العالمية الجذام بأنه مرضٌ مزمن ومُعدٍ نوعًا ما وتنتقل العدوى عن طريق قطرات الأنف والفم، خلال المخالطة الوثيقة والمتكررة للحالات غير المعالجة، وتتسبب في حدوث تقرح بالجلد وتشوه ببعض المفاصل، ويمكن الوقاية من حدوث هذه الإعاقات من خلال علاجه مبكرًا، كما أن الالتزام بالعلاج يمنع انتقال العدوى.

في المستعمرة وجدت الحياة وخارجها لا أملك سوى التسول

يقضي المريض “ي.ل”، يومه في العمل بالمزرعة الملحقة بالمستعمرة، واستقبال التبرعات العينية والمادية من بعض الجمعيات الأهلية أو الأفراد، ثم يتوجه بعدها إلى ابنتيه في عزبة الصفيح للاطمئنان عليهما ومتابعة أحوالهما وإعطائهما ما ادخره، وفي نهاية اليوم يذهب للمستعمرة للنوم في عنابر ملحقة.

أوضح المريض أن غلق المستعمرة وخروجه منها -حتى مع توفير وحدات سكنية- يتطلب توفير دخل ثابت يُلبي متطلبات حياة ابنتيه المادية، وإلا فلن يبقى له غير امتهان التسول واستعطاف المواطنين بمرضه في الشوارع والطرقات؛ لعلهم يُعطونه مالًا يُلبي به احتياجات ابنتيه المادية والحياتية.

وأقر أن إقامته بالمستعمرة تسمح له بتلقي تبرعات عينية ومادية يدخرها لابنتيه؛ لإطعامهما والإنفاق على تعليمهما والتكفل باحتياجاتهم، مشيرًا أن ابنته الكبرى في الصف الثاني الثانوي، والصغرى في الصف الثاني الإعدادي.

ورغم تأكيد وزارة الصحة أن مريض الجذام منذ تلقي أول جرعة للعلاج، يصبح غير مُعدٍ لأي شخص، فإن المجتمع لا يزال يرهبهم ويتجنب ملامستهم والتعامل معهم، كما يعانون من تمييز في الحصول على الخدمة الطبية بالمستشفيات، حسب زعم مريض الجذام، قائلًا: “الناس بتخاف تسلم علينا، وفي المستشفيات يرهب الفريق الطبي من التعامل معنا فور علمه بمرضنا”.

الناس تخاف من مصافحتنا وهناك تمييز في الخدمات الطبية

يروي المريض أشكال التمييز في الحصول على الخدمة الطبية، قائلًا: “هناك مستشفى مجاور للمستعمرة تُخصص لنا ماكينة غسيل كلوى لمرضى الجذام فقط، ويتجنب تمريض المستشفى الإشراف على الجلسة، تاركًا المهمة لتمريض المستعمرة المرافق لهم”، مستنكرًا عدم قدرة الفريق الطبي على تقبلهم، ومتسائلًا: فكيف يتقبلنا المجتمع.

وأضاف مريض الجذام أنه حصل على فرصة تعيين في مدرسة خاصة، ضمن نسبة الـ5% معاقين، لكنهم رفضوا حضوره، مكتفين بتحويل راتبه الشهري، بقيمة 500 جنيه، واصفًا إياه بـ “مبلغ لا يُسمن ولا يُغني من جوع، والفائدة من تعيين بهذه المدرسة الانتفاع بالتأمين الاجتماعي والحصول على معاش بعد سن الـ 60، مكافأة نهاية خدمة أدخرها لابنتيّ”.

وأكد أن إصابته بالجذام تسببت في تآكل أجزاء من أطرافه وجروح في ساقيه، تحتاج لمُداواة يومية، وهو ما يحصل عليه مجانًا في المستعمرة، لكن خروجه منها سيكلفه يوميًا مشقة وعناء العناية الطبية بهذه الجروح، طالبًا من وزارة الصحة عدم غلق المستعمرة والتراجع عن الفكرة، لأنها الملاذ الآمن لهم اجتماعيًا وصحيًا وماديًا.

تابع مواقعنا